أفادت وسائل إعلام محلية بإنقاذ عدد إضافي من الناجين الثلاثاء من تحت الأنقاض في المناطق التي تضررت من
الزلزال
في
تركيا، وذلك في اليوم التاسع على أسوأ زلزال في تاريخ البلاد الحديث.
ونجحت الفرق الإغاثية بولاية أدي يامان،
جنوب تركيا، في إنقاذ مواطن من تحت الأنقاض المهدمة جراء الزلزال بعد مضي 207
ساعات.
وتمكنت فرق الإنقاذ من إنقاذ رمضان يوجل (45
عاما)، من أنقاض بنائه المهدم في حي أليتاش. ونقلت عربات الإسعاف يوجل إلى
المستشفى على الفور.
وقالت وسائل إعلام تركية إن امرأة
ورجلا انتُشلا من تحت الأنقاض في مدينة هطاي بعد نحو 204 ساعات من الزلزال.
وفي وقت سابق اليوم، قالت شبكة
(سي.إن.إن ترك) إن فرق الإنقاذ انتشلت شابا يبلغ من العمر 18 عاما، يدعى محمد
جعفر، من تحت أنقاض مبنى.
وأظهرت لقطات من إقليم أديامان التركي
عمال الإنقاذ وهم ينقلون الشاب من موقع المبنى المنهار إلى سيارة إسعاف تنتظره.
وكان جسده مثبتا على محفة وعلى وجهه قناع أكسجين وإلى جانبه مسعف.
وشوهد محمد وهو
يحرك أصابعه أثناء نقله بعيدا.
وقالت وكالة الأناضول إن فرق الإنقاذ
تمكنت من الوصول إلى الفتى محمد أنس ينينار (17 عامًا) وشقيقه باقي (21 عامًا) من
تحت أنقاض المبنى الذي كانوا يقطنونه في حي "ستوتشو أمام" بقضاء دولقدير
أوغلو.
وتواصل السلطات التركية، نقل المصابين
من المناطق المنكوبة جراء الزلزال إلى ولايات أخرى، لتلقي العلاج.
ووصلت طائرة نقل عسكرية قادمة من ولاية
أضنة إلى مطار أتاتورك في إسطنبول، على متنها 49 مصابا برفقة ذويهم، جرى
نقلهم إلى مشافي الولاية لتقديم الرعاية الصحية لهم.
وارتفعت حصيلة الوفيات جراء الزلزال
الذي ضرب جنوب تركيا إلى 31 ألفا و643 شخصا، بحسب إدارة الكوارث والطوارئ التركية
"آفاد".
وأعلن وزير البيئة والتطور العمراني
التركي، مراد قوروم، أن 41 ألفا و791 بناء انهارت أو تضررت في الولايات الـ 10
المتأثرة بالزلزال، "أي ما يعادل قرابة الـ190 ألفا و172 مسكنا ومكان عمل".
وأوضح قوروم أنه تم فحص مقاومة 307
آلاف و763 مبنى للزلزال في الولايات العشر، مشيرا إلى استمرار تحديد الأضرار عبر
فرق مختصة مكونة من 6500 عنصر.
ولفت إلى أن العمل جار على الأرض في ما
يتعلق بإعادة بناء المساكن في المناطق المتضررة في الولايات العشر، معربا عن أمله
في بدء أعمال البناء بشكل متزامن بحلول نهاية الشهر الجاري.
مساعدات دولية
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية
القطرية، ماجد الأنصاري، إن بلاده "وضعت كل إمكانياتها تحت تركيا لدعمها في ظل
كارثة الزلزال المدمر، مؤكدا أن العالم أمام "كارثة إنسانية كبرى في تركيا
وسوريا وهي بمثابة اختبار حقيقي للإنسانية جمعاء".
وشدد على أن "الدور القطري سيستمر
خلال المراحل المختلفة لهذه الأزمة طالما وجدت الحاجة، بحسب وكالة الأناضول.
وأشاد بالاستجابة الدولية السريعة
والمكثفة لمساعدة تركيا في تجاوز كارثة الزلزال، مضيفا أن "هذا التضامن العالمي
الواسع دلالة على أن دول العالم بإمكانها وضع التعقيدات السياسية والتحديات
الاقتصادية جانبا للتعامل مع كارثة بهذا الحجم".
ومنذ وقوع الزلزال قدمت دول الخليج
العربية الست نحو 385 مليون دولار تبرعات ومساعدات مالية رسمية وشعبية على مدى
أسبوع، في حصيلة أولية لمساندة تركيا وسوريا على تجاوز آثار الزلزال المدمر.
ومنذ وقوع الزلزال، أعلنت أكثر من 16
دولة عربية إنشاء جسور جوية وتقديم مساعدات إغاثية وطبية عاجلة وتدشين حملات تبرع
لدعم تركيا وسوريا، وعلى رأسها دول الخليج العربي.