قرر آلاف
اللاجئين السوريين العودة إلى بلادهم من
تركيا، في أعقاب
الزلزال المدمر الذي ضرب
البلدين في 6 شباط/ فبراير الجاري، وبلغت شدته 7.8 على مقياس ريختر.
وقالت صحيفة "
نيويورك
تايمز"، إن آلاف اللاجئين السوريين في تركيا، اصطفوا في طوابير عند المعابر
الحدودية في محاولة للعودة إلى وطنهم، حتى لو كان ذلك بشكل مؤقت، بعد إعلان
المعابر الحدودية مع تركيا عن السماح للاجئين بالمغادرة لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر
ثم العودة.
وأوضحت
الصحيفة أن اللاجئين السوريين الفارين من أهوال الحرب والدمار في بلدهم، وجدوا
أنفسهم بعد ذلك وسط أنقاض الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال
سوريا.
وأشارت إلى أن
اللاجئين العائدين إلى بلدهم كانوا يحملون حقائب وأكياسا بلاستيكية تمكنوا من
انتشالها من منازلهم المدمرة في الأراضي التركية، لكن معظم العائدين لم يبد على
وجوههم أي حماس لأنهم يغادرون منطقة منكوبة لمنطقة أخرى تعاني من نفس المشكلة.
ورأت الصحيفة
أن سماح تركيا بمغادرة السوريين لأراضيها ومن ثم العودة سيكون تحولا لافتا في
سياسة أنقرة وإن كان ذلك في ظل ظروف استثنائية، موضحة أن معظم السوريين الذين
عادوا إلى ديارهم خلال السنوات القليلة الماضية في زيارات قصيرة، خاطروا بعدم
السماح لهم بالعودة إلى تركيا، وفق الصحيفة.
وتستضيف تركيا
حوالي 3.7 ملايين سوري، وكانت قد شددت من إجراءاتها على الحدود خلال السنوات
الماضية لمنع المزيد من اللاجئين من القدوم.
وصرح المتحدث
باسم معبر باب الهوى، مازن علوش، بأن هناك حوالي 1.7 مليون سوري يعيشون في المناطق
التركية التي دمرها الزلزال.
وأوضح أن مسؤولي
الحكومة المحلية في المناطق السورية اجتمعوا مؤخرا مع مسؤولين أتراك، وبعدها قرر
الجانب التركي السماح للسوريين بالعودة إلى ديارهم مؤقتا، ثم العودة لاحقا بعد
انتهاء عمليات البحث وإعادة البناء.
وأعلنت إدارة
الكوارث والطوارئ التركية "آفاد"، الخميس، ارتفاع عدد وفيات الزلزال
جنوبي البلاد إلى 36 ألفا و187، إضافة إلى 108 آلاف و68 مصابا.
وقالت
"نيويورك تايمز"، إن العائدين إلى سوريا وجدوا أمامهم مناطق لا تزال
تحمل ندوب الحرب بالإضافة إلى مبان تحولت إلى أنقاض من جراء الزلزال كما حصل في
تركيا.
وأضافت: "السوريون
الذين تركوا بلا مأوى بسبب الزلزال، يكافحون من أجل العثور على مكان للعيش فيه حيث
تعاني المنطقة من نقص حاد في الخيام والمساكن المؤقتة".
ولفتت إلى أن بعض
اللاجئين الذين غادروا إلى بلادهم يعتزمون قضاء بضعة أشهر في سوريا، إلى أن تخرج
تركيا من حالة الطوارئ وتعود المدن والبلدات التي ضربها الزلزال صالحة للسكن مرة
أخرى، لكن آخرين قالوا إنهم لا يعتزمون العودة إلى تركيا، التي دمرها الزلزال بشكل
هائل.
وأشارت
"آفاد" في بيان إلى إجلاء 216 ألفا و347 شخصا من المناطق المتضررة من
الزلزال.