زلزال تركيا يحوّل منصات إعلامية لفرق بحث وإنقاذ.. "‏TR99‎‏"‏‎ ‎نموذجا

دفعت كارثة الزلزال المدمر في تركيا، العديد من وسائل الإعلام لممارسة أدوار أكثر من نقل صورة المأساة، عبر المشاركة مباشرة في أعمال البحث والسعي لإنقاذ الأرواح، من خلال خلق آلية تواصل بين فرق الإنقاذ وذوي الضحايا والمفقودين وكسر حاجز اللغة للعرب بشكل أخص.

ومن بين وسائل الإعلام العاملة على الأرض، نشطت منصة "TR99"، التي تعنى بنقل الأحداث في تركيا للمتابع العربي، وقامت بمهمة مساعدة للعرب الموجودين في المناطق المنكوبة، من أجل البحث عن أقاربهم الذين انقطعت الاتصالات بهم نتيجة الزلزال المدمر.

وقال عبدالرحمن كوزم مدير تحرير منصة "TR99"، إن فريق العمل ومنذ اللحظة الأولى للزلزال، استنفر كافة جهوده من أجل نقل الصورة من مكان الكارثة، للمتابعين، وجرى توزيع المراسلين على 3 ولايات، لتغطية الحدث الذي شكل صدمة للجميع.

وأضاف كوزم لـ"عربي21" رغم أن العمل اقتصر في البداية على نقل المادة الإعلامية من مكان الحدث إلى البث على حسابات المنصة، لكن مع هول الكارثة، تطور الأمر إلى الانخراط في عملية توجيه للعرب المتضررين من الزلزال، للتغلب على مشكلة اللغة مع بعضهم، وتقديم النصائح التي تصدرها الجهات الرسمية، ومؤسسات الإغاثة والإنقاذ التركية.

وتابع كوزم: "وردتنا الكثير من الاتصالات منذ الساعات الأولى للكارثة، من كثير من الأشخاص لطلب المساعدة، سواء بالبحث عن أقاربهم الذين قطعت معهم الاتصالات، أو بكيفية التعامل مع فرق الإنقاذ، وبعد التحقق من صحة المناشدات التي وردت، قمنا على الفور بالتواصل مع الجهات الإغاثية وربطهم بهم".


واستعرض جانبا من القصص التي قاموا فيها بتقديم خدمات إغاثية، حين وصل نداء من منطقة تجمع فيها عدد من السوريين، في ولاية شانلي أورفا جنوب تركيا، وقال إنهم كانوا يفتقرون للطعام والشراب والمستلزمات الحياتية بالكامل بسبب دمار منازلهم، ومكوثهم في العراء والبرد الشديد مع انقطاع الاتصالات.

ولفت إلى متابعة مسألة المفقودين والناجين من الدمار، وتقديم المساعدة لعائلاتهم التي تبحث عنهم، ومحاولة الوصول إلى أقاربهم، وتوجيههم إلى مناطق تواجدهم أو المستشفيات التي نقلوا إليها وفق ما يرد إليها من معلومات.

وقال كوزم، إن وجود منصة عربية، متابعة للشؤون التركية على مدار الساعة، قدم خدمة كبيرة للعرب المتضررين من الزلزال، ووفر إمكانية فهم ما يتوجب عمله، سواء في فتح باب التطوع، وإرشاد العرب في البلاد، لطرق انخراطهم في هذا الجهد الإنساني.

وبشأن متابعة نشاطات العرب ومشاركتهم في التطوع والإغاثة لتخفيف آثار الزلزال، أوضح أن المتطوعين العرب، كانوا من أكثر الجنسيات التي انخرطت منذ اللحظة الأولى في فرق الإنقاذ ونقل المساعدات وتقديم المبالغ النقدية، وفقا للرصد والمتابعة، والرسائل التي وردت إلينا في كيفية تقديم المساعدة الإنسانية.

يشار إلى أن منصة TR99 انطلقت في كانون أول/ ديسمبر 2021، لتسليط الضوء على الوجود العربي في تركيا، وتقديم صور التعايش بين العرب والأتراك، فضلا عن تعريف المواطنين الأتراك من أصول عربية على حقوقهم وواجباتهم القانونية كمواطنين.

وحول المنصة، قال كوزم إن إحدى مهام المنصة، التركيز على الجوانب الإيجابية في العلاقة بين العرب والأتراك، ومحاربة كافة أشكال العنصرية، أو الآراء المسبقة، المبنية على إشاعات أو آراء عنصرية من هناك وهناك.

وأشار إلى أن المنصة شكلت حلقة وصل، بين المؤسسات التركية والجهات الإعلامية، والعرب المتواجدين في تركيا، ووفرت أرضية للنقاش والحوار في المواضيع المشتركة.