نشرت مجلة "
نيويوركر"
الأمريكية مقال رأي للكاتبة سوزان غلاسير تحدثت فيه عن الانتخاب الرئاسية
الأمريكية وحظوظ فوز امرأة برئاسة البلاد.
وقالت الكاتبة، في مقالها الذي ترجمته
"عربي21"، إن النائبة الديمقراطية عن ولاية كاليفورنيا ديان فاينستاين
التي تبلغ من العمر 89 سنة - وهي أكبر عضو في مجلس الشيوخ - أعلنت رسميًا عدم
نيتها الترشح للانتخابات السنة المقبلة. وفي الأثناء، يتطلع مجموعة من السياسيين
الديمقراطيين الشباب الطموحين إلى الترشح بما في ذلك عضو الكونغرس آدم شيف
والتقدمية كاتي بورتر. وفي السنوات الأخيرة، أصبحت فاينستاين رمزًا محرجًا إلى حد
ما لحكم السياسيين المسنين.
وذكرت الكاتبة أن فاينستاين وصلت إلى
واشنطن سنة 1992 - الذي يطلق عليه "عام المرأة" - بعد فوزها مع ثلاث
مرشحات أخريات بمقاعد في مجلس الشيوخ. جعلت الانتصارات التي حققتها فاينستاين
وباربرا بوكسر في تلك السنة كاليفورنيا أول ولاية يتم تمثيلها في مجلس الشيوخ من
قبل امرأتين، وشكلت النساء إجمالاً سبعة في المائة من المجلس بعد تلك
الانتخابات.
وأوضحت الكاتبة أن عدم التوازن بين
الجنسين شهد تغيرات طفيفة في السياسة الأمريكية بشكل كبير - إلى الأفضل - في
العقود التي تلت ذلك. وتشغل النساء الآن 25 في المائة من مقاعد مجلس الشيوخ و27 في
المائة من مقاعد مجلس النواب. وهناك اثنتا عشرة امرأة يشغلن منصب حاكم ولاية، وتشكل
النساء - لأول مرة - غالبية أعضاء الحكومة.
وتعتبر كامالا هاريس، التي خدمت لمدة
ثلاث سنوات إلى جانب فاينستاين وكانت عضوة مجلس الشيوخ والمدّعية العامة في ولاية
كاليفورنيا، أول امرأة تشغل منصب نائب الرئيس في الولايات المتحدة. وبالنظر إلى أن
جو
بايدن، أول رئيس أمريكي في الثمانينيات من العمر، فإن هاريس تتمتع بفرصة حقيقية جدًا
لتصبح رئيسة.
رغم كل هذه العوامل، فإنها لا تعتقد الكاتبة
أن الولايات المتحدة ستشهد صعودا نسائيا إلى
البيت الأبيض. ومع أن هاريس يمكن أن تصبح
رئيسة للبلاد، إلا أن فحوى العديد من المحادثات في السياسة الديمقراطية هذه الأيام
تمثل مصدر قلق دائم بشأن نقاط ضعفها كمرشحة محتملة إذا لم يترشح بايدن مرة أخرى.
وبحسب ما ورد في تقرير جوناثان مارتن في
صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية فإن "قيادات الحزب الديمقراطي لا تريد ترشح
بايدن مرة أخرى لكنهم يخشون قول ذلك لأنهم يشعرون بالقلق من أن تصبح هاريس مرشحة
2024 غير القادرة على الفوز في الانتخابات العامة". وجاء في إحدى مقالات
التايمز الأخيرة بعض الانتقادات اللاذعة لهاريس كمرشحة، حيث نقلت عن عشرات
الديمقراطيين قولهم إنها "لم ترتق إلى مستوى التحدي المتمثل في إثبات نفسها
كقائدة للحزب في المستقبل، فما بالك الترشح لرئاسة البلاد".
وأضافت الكاتبة أن احتمالات وصول إحدى
المرشحات من الحزب الجمهوري ليست أفضل. يوم الثلاثاء، أعلنت نيكي هيلي رسميًا
ترشحها لانتخابات 2024 عن الحزب الجمهوري، وهي أول امرأة تشغل منصب حاكم ولاية
كارولاينا الجنوبية قبل أن تكون أول سفيرة لترامب لدى الأمم المتحدة. وتعد هيلي
المرأة الوحيدة التي ظهرت في القائمة الطويلة للمرشحين الجمهوريين المحتملين في
هذه الدورة، لكنها في خطاب إعلانها يوم الأربعاء، تحدثت بتحفظ عن خلفيتها لاسيما
أن لها أصولا هندية.
وتكشف استطلاعات الرأي أن معظم
النقاد يمنحونها فرصة قريبة من الصفر للفوز. وفي هذا السياق، كتبت صحيفة وول ستريت
جورنال في افتتاحيتها أنه "لا يوجد سبب منطقي واضح لترشحها"، في حين
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا بعنوان "نيكي هيلي لن تكون
الرئيسة المقبلة". وفي الوقت الذي يبدو فيه أن كلا الحزبين يتجهان نحو نتيجة
لا يريدها سوى عدد قليل من الناخبين - وهي إعادة سيناريو انتخابات سنة 2020 بين
رجلين من كبار السن البيض - لأسباب مختلفة جدًا، فإن حملة هيلاري كلينتون الفاشلة
لسنة 2016 تلقي بظلالها مجددا على مدى احتمال كسر جميع التوقعات وفوز امرأة في
الانتخابات الرئاسية.
وفي سنة 2018، سأل مركز بيو للأبحاث، الأمريكيين عن ما إذا كانوا يعتقدون أنهم سيرون امرأة رئيسة في حياتهم. وأجاب 68 في
المائة بنعم، وهي نسبة أقل من سنة 2014 عندما أجاب 73 في المائة بأن ذلك احتمال
وارد.
وأشارت الكاتبة إلى أن ترشّح
ترامب
يلقي بظلاله على آفاق الديمقراطيين المقتنعين بأن انتخاب ترامب أثبت مدى تجذّر
التمييز الجنسي الأمريكي. وطالما أن تهديد فوز ترامب بفترة ولاية أخرى في البيت
الأبيض يخيم على البلاد، فإن العديد من الديمقراطيين غير مستعدين للمخاطرة بترشيح
أي مرشح ضعيف الحظوظ عدا رجل من ذوي البشرة البيضاء لتولي الرئاسة.