نشرت صحيفة
"
فايننشال تايمز" تقريرا لمراسلتها في طهران نجمة بوزورجمهر، قالت فيه
إن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، آية الله
خامنئي، يقوم بدور ناشط في الحياة
العامة، وهو يحاول تعزيز سلطة الدولة بعد مرحلة من التظاهرات الواسعة التي لم
تشهدها
إيران منذ الثورة الإسلامية.
ورأت أن
المرشد الأعلى وصناع القرار النهائي في إيران قاموا بخطوة مهمة بداية شهر
شباط/ فبراير، وأعلنوا العفو عن آلاف السجناء، من بينهم سجناء شاركوا في التظاهرات
المعادية للنظام، والتي أشعلتها وفاة الفتاة مهسا أميني، 22 عاما.
واعتبرت
الصحيفة أن التغير في التأكيد على الأمور لا يعني أن المرشد البالغ من العمر 83
عاما مستعد لتغيير الطابع الديني للنظام الذي يحكم البلاد منذ عام 1979، فالمظهر
العام الواضح لخامنئي هو محاولة لإدارة الصورة، وأنه يقوم بمعالجة بعض من الموضوعات
التي تواجه إيران اليوم.
وفي
أيلول/ سبتمبر، شهدت البلاد احتجاجات صاخبة على مقتل الشابة الكردية التي ماتت بعد
اعتقال شرطة الأخلاق لها لأنها لم ترتد الحجاب بطريقة مناسبة.
وقال السياسي حامد
رضا ترجي، معلقا على قرار الإفراج عن المحتجين: "ضحكت المعارضة على بعض الشبان
غير الناضجين، وعفا عنهم المرشد"، وأكد أن خامنئي لن يغير مبادئ الجمهورية
الإسلامية.
وأضاف: "حتى لو خرج مليون شخص إلى الشوارع للاحتجاج، فسيظلون أقلية، فهذا نظام جذوره
عميقة في داخل البلد والشرق الأوسط، ولا يمكن اقتلاعه".
وطالبت
المعارضة بنهاية السلطة "المطلقة" لخامنئي والقائمة على الدستور وإنشاء
مؤسسة علمانية ديمقراطية جديدة. إلا أن عجز حركة المعارضة عن تقديم تغيير واضح وذي معنى يؤكد على صعوبات التعامل مع نظام واسع ولديه شبكة اقتصادية متعددة الوجوه من
الأنصار.
ولفتت الصحيفة
إلى أن معارضي النظام الإيراني لم يقدموا بديلا عن النظام الحالي، معتبرة أن النظام
الإيراني يشعر أنه محظوظ؛ لعدم وجود بديل موثوق به، حتى خلال الاحتجاجات الأخيرة.
وأشارت إلى أن
النظام الإيراني لم يغير من موقفه العدائي تجاه الغرب، إذ لا توجد أي إشارات عن
تقديمه تنازلات تتعلق بالبرنامج النووي، حتى مع تأثر اقتصاد البلاد بالعقوبات
الأمريكية القاسية.
وأضافت:
"لن يتغير بيع إيران المسيرات القتالية لروسيا كي تستخدمها في الحرب
بأوكرانيا ما دام المتشددون يسيطرون على كل مفاصل الدولة".
وحذر
الإصلاحيون الذين لا يحتلون مناصب بارزة، بل بروابط مع النظام، أن سياسات كهذه
ستغذي الغضب والمعارضة المتزايدة داخل المجتمع.
وحث الإصلاحيون
النظام الإيراني للتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن اتفاقية 2015 النووية،
بشكل يؤدي إلى تخفيف العقوبات، كما أنهم طالبوا بحرية الإعلام والقضاء المستقل وتخفيف
القيود السياسية والاجتماعية والثقافية.
ورأى
الإصلاحيون المقربون من الرئيس السابق، محمد خاتمي، أن الإطاحة بالنظام ستطلق العنان
للقوى المدمرة، وسيكون الثمن باهظا.
وطالبوا
النظام القيام بإصلاحات قد لا تكون كافية للبعض. وعلقت الممرضة والعائلة الوحيدة
لولدها، مليحة، 44 عاما: "تم خداعنا بما يكفي"، و"يجب أن تنتهي
الجمهورية الإسلامية.