حظيت منظمة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، باهتمام شعبي وتغطية إعلامية واسعة عبر وكالات الأنباء والقنوات التلفزيونية في مختلف دول العالم، بعد كارثة الزلزال المدمر في تركيا وسوريا.
حظيت منظمة
الدفاع المدني السوري "
الخوذ البيضاء"، باهتمام شعبي وتغطية إعلامية
واسعة عبر وكالات الأنباء والقنوات التلفزيونية في مختلف دول العالم، بعد كارثة
الزلزال المدمر في تركيا وسوريا.
وتصدرت فرق
المنظمة الإنسانية الصفوف الأمامية بعد وقوع الزلزال لانتشال المدنيين من تحت
الركام، وهو ما كان ينفذه متطوعو "الخوذ البيضاء" على مدى السنوات الماضية،
حيث كانوا يساعدون في انتشال المدنيين وإزالة أنقاض القصف الجوي والمدفعي
والصاروخي لقوات النظام وروسيا على مناطق سيطرة المعارضة.
وترفع المنظمة
الإنسانية شعار "إنقاذِ الناس"، مقتدينَ بالآيةِ الكريمة "ومن
أحياها فكأنما أحيا الناسَ جميعاً".
وتأسست منظمةُ
"الخوذِ البيضاء" التطوعية بعدَ تفجرِ الثورةِ السورية مع نهايةِ عام 2012، لتتسلمَ مهام منظماتِ الإغاثةِ التي تخلت عن مهامها في إسعافِ الجرحى، ويضمُّ فريقُ
"القبعاتِ البيضاء" حوالي ثلاثةِ آلافٍ متطوع يخاطرونَ بحياتهم لتلبيةِ
احتياجاتِ المحتاجين، وتعملُ الفرقُ التابعةُ للمنظمةِ الحيادية في مناطقِ سيطرةِ
المعارضةِ السورية بعدَ منعها من ممارسةِ نشاطاتها الإنسانية في مناطقِ سيطرةِ
نظامِ الأسد، ويعتمدُ الفريقُ المدنيُّ على المتطوعين من مختلفِ المجالات
والتبرعاتِ المالية من المانحينَ والداعمين، متسلحينَ ببعضِ المعداتِ البسيطة
لإنجازِ مهامهم. وبحسبِ ما ذكرت المنظمةُ، فإنَّ فرقها أنقذت ما يزيدُ على 125 ألفِ
شخص منذُ تاريخِ تأسيسها.
المسؤولياتُ
والصعوباتُ
تتعهد الفرقَ
التابعةَ للمنظمة بتقديمِ جملةٍ من الخدماتِ للشعبِ السوري، منها إنذارُ السكانِ
المدنيينَ من الأخطار، والبحثُ والإنقاذُ في المناطقِ المنكوبة، وإخلاءُ السكانِ
المدنيينَ من مناطقِ الصراع، إضافةً لتوفيرِ مجموعةٍ من الخدماتِ الطبية والإطفاء
وإدارةِ ملاجئِ الطوارئِ.
وتواجهُ
منظمةُ "الخوذِ البيضاء" عديدَ المخاطرِ والصعوباتِ في أثناءَ أدائها
لمهامها، تصلُ في بعضِ الأحيانِ لحدِّ مقابلةِ الموتِ وجها لوجه جراءَ الغاراتِ
التي تشنها قواتُ النظام، حيثُ سقطَ العديدُ من أفرداها بينَ قتلى وجرحى.
دورٌ
محوريٌّ في كارثةِ الزلزال
برزَ
مصطلحُ " الخوذِ البيضاء" منذُ حدوثِ الزلزال في
سوريا وتركيا، بعدَ أن
لعبوا دورًا هاما في عملياتِ إنقاذِ المنكوبين، باعتبارهم الجهةَ الأساسية التي
يُراهنُ عليها في مدِّ يدِ العون للمتضررينَ من الزلزالِ، حيثُ نشرت المنظمةُ
متطوعيها في مناطقِ الشمالِ السوري، خاصةً في المناطقِ المحاذيةِ لتركيا.
وبحسبِ
شهودِ عيانٍ، فإنَّ فرقَ القبعاتِ البيضاء يعملونَ بلا هوادة وبالإمكانياتِ
المتواضعةِ المتوفرةِ بين أيديهم لإنقاذِ من بقيَ تحتَ الأنقاضِ وإسعافِ الجرحى
ونقلِ الموتى للمدافن. "مئةٌ وثماني ساعات" أمضتها فرقُ
"الخوذِ البيضاء" في البحثِ عن ضحايا الزلزال، ومساعدتهم في أكثرَ من 40
مدينةً وبلدةً وقريةً من مناطقِ شمالِ سوريا، كانَ حصيلتها الأولية انتشالُ أكثرَ
من 2166 جثة، وما يزيدُ على 2950 مصاباً.
لماذا
يحاربها نظامُ الأسد؟
تتعرضُ
المنظمة لهجومٍ شرسٍ من النظامِ السوريِّ ومؤيديه، الذينَ يدّعونَ بأنها أداةٌ في أيدي
المانحينَ الدوليين والحكوماتِ الداعمةِ للمعارضةِ السورية، حتى وصلَ بهم الحالُ
لاتهامها بأنها تضمُّ بينَ صفوفها مقاتلينَ وجهاديين، ورغمَ التهمِ التي يلقي بها
نظامُ الأسد على فرقِ القبعاتِ البيضاء، فإنَّ شعبيةَ المنظمةِ آخذةٌ بالتنامي، بعدما أثبت أعضاؤها شجاعتهم وبسالتهم في عملياتِ الإنقاذِ الأخيرة.