قال الدكتور عبد الواحد متوكل، رئيس الدائرة السياسية لجماعة العدل
والإحسان، إن الجماعة ساهمت في تنمية الوعي السياسي بشكل كبير ومهم في
المغرب، مشددا
على عنصري نبذ العنف وتمكين المرأة من ولوج العمل السياسي.
وأوضح متوكل، في تصريحات له نشرها القسم الإعلامي "للعدل والإحسان"
اليوم، أنه إن لم يكن من تجليات إسهام الجماعة غير نشوء جيل كبير ومهم وواسع
جداً من شباب الجماعة وأبنائها يؤمن برفض العنف كوسيلة من وسائل التغيير، لكان
هذا وحده كافياً.
وأضاف: "إن نشأة هذا الجيل وفي هذه الظروف الصعبة، التي
تدعو كلها للقلق والتوتر وإلى كل ما من
شأنه أن يدعو للعنف، أمر ليس بالهين، خاصة وهو جيل رافض مبدئيا للعنف، وليس مجرد
مناورة أو تكتيك".
الأمر الثاني، يتابع متوكل، هو مساهمة النساء، فقد أوضح أننا كنا نرى
في مراحل سابقة تقلصا كبيرا وحضورا قليلا جدا في مساهمة النساء في العمل السياسي،
أما الآن فهناك شريحة مهمة جداً، وفي الجماعة نجد أن لهن وجودا كبيرا ومهما وفاعلا
أيضا، وهذا يدل بدوره على أن هناك وعيا بأهمية مساهمة المرأة في مشروع التغيير وفي
بناء الوعي السياسي.
على صعيد آخر، دعا متوكل الأطراف السياسية المجمعة على أهمية التغيير
السياسي في البلاد إلى حوار شامل يكون مدخلا للتقارب مع الفرقاء السياسيين من أجل
التغيير.
وقال: "عند حديث جماعة العدل والإحسان عن التلاقي بين الفرقاء، فهي تؤكد دائما على ضرورة وجود النقاش والحوار، حتى لا يشعر أي طرف بإزاء
المبادرات الموجودة بأن هناك إملاء من طرف على الأطراف الأخرى، فنحن نريد أن يكون
هناك لقاء وحوار بين جميع الأطراف، ونتحدث جميعا ونتشاور جميعا، والكل قابل
للنقاش، وبالتالي إذا خرجت من هذا الحوار مبادرة، فسيشعر الجميع بأنه ساهم فيها
وشارك في صناعتها، ولذلك نحن نريد أن تكون البداية هي الجلوس بين الأطراف، وما
يتمخض عنه النقاش يمكن أن يكون بداية للتغيير"، وفق تعبيره.
وكانت جماعة العدل والإحسان قد نظمت ندوة فكرية يوم السبت الماضي
بمشاركة فاعلين سياسيين ومدنيين حول أهمية الدور الذي تقوم بها القوى المجتمعية في
تنمية الوعي السياسي لدى المغاربة في سياق مطالبتهم بالكرامة والحرية، بمناسبة
تخليد الجماعة للذكرى الأربعين لتأسيسها، شارك فيها كل من الأستاذ الجامعي والمؤرخ
الدكتور المعطي منجب، وأستاذ التعليم العالي والمناضل السياسي الدكتور خالد
البكاري، وأستاذ التعليم العالي وعضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة
العدل والإحسان الدكتور مصطفى الريق، والصحافي والباحث في التواصل السياسي الدكتور
نور الدين لشهب.
وتعدّ "جماعة العدل والإحسان" من أكبر التنظيمات
الإسلامية في المغرب أسسها عبد السلام ياسين، وكان مرشدها العام إلى غاية وفاته سنة
2012، وخلفه محمد عبادي في 24 كانون أول/ ديسمبر 2012 بلقب الأمين العام، حيث
تقرر الاحتفاظ بلقب المرشد العام لمؤسس الجماعة عبد السلام ياسين.
تختلف الجماعة عن الحركات السلفية ببعدها الصوفي، وتتميز عن الطرق
الصوفية بنهجها السياسي المعارض. وهي تعتبر نفسها جماعة تجديد للدين، فهي تسعى لتكون
من الذين يجددون الدين الإسلامي، كما وصفت الجماعة نفسها بأنها جماعة تربية وتوبة.
وقد اتخذت منذ نشأتها أسماء متعددة من "أسرة الجماعة" إلى "جمعية
الجماعة" فـ"الجماعة الخيرية"، لتعرف ابتداء من سنة 1987 باسم "العدل
والإحسان".
تتجنب الجماعة العنف في القول والعمل، فمن أدبياتها: "نعتقد أن
العنف والدعوة لا يجتمعان من جهة، وليقيننا أن ما انبنى على العنف لا يجنى منه
خير، ولا يمكن أن يدوم، وخسارته محققة، وربحه بعيد الاحتمال من جهة، ولأننا أمرنا
في زمن الفتنة -وهذا منطلقنا- بحقن الدماء والعفو عن المسلمين".