أصدرت
الصين وثيقتها
المقترحة من أجل السلام في أوكرانيا، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى، للغزو
الروسي، وقوبلت أبرز النقاط فيها بترحيب صيني، في المقابل قالت الولايات المتحدة،
إن الوثيقة تتوقف عند النقطة الأولى منها.
وينص الإعلان
الصيني الموجود على موقع وزارة الخارجية على البنود التالية:
احترام سيادة كل
الدول:
يجب أن يكون هناك
التزام صارم بالقانون الدولي المعترف به، بما يشمل أهداف ومبادئ ميثاق الأمم
المتحدة. إن سيادة كل الدول واستقلالها ووحدة أراضيها يجب الحفاظ عليها بشكل
فعّال، وهذا يشمل كل الدول، صغيرة كانت أم كبيرة، قوية أم ضعيفة، غنية أم فقيرة،
فهي كلها متساوية في المجتمع الدولي. على جميع الأطراف التمسك بالمعايير الأساسية
التي تحكم العلاقات الدولية والدفاع عن العدالة الدولية. ينبغي تعزيز المساواة
والتطبيق المتكافئ للقانون الدولي، مع رفض المعايير المزدوجة.
التخلي عن عقلية
الحرب الباردة:
لا يجب أن يكون ضمان أمن دولة ما على حساب
الآخرين. إن أمن منطقة ما لا يجب أن يتم عبر تعزيز أو توسيع التكتلات العسكرية.
يجب أخذ المصالح والمخاوف الأمنية لكل الدول على محمل الجد ومعالجتها بصورة صحيحة.
لا يوجد هناك حل
سهل لقضية معقدة. إن كل الأطراف يجب أن تتبع رؤية مشتركة وشاملة وتعاونية ومستدامة
للأمن، مع مراعاة السلام والاستقرار على المدى الطويل، والمساهمة في تشكيل هيكل
أمني أوروبي متوازن وفعال ومستدام. على كل الأطراف معارضة السعي لتحقيق الأمن على
حساب أمن الآخرين، وتلافي المواجهة بين التكتلات، والعمل معا من أجل السلام
والاستقرار في القارة الأوراسية.
وقف الأعمال
العدائية:
إن الصراع والحرب
لا يفيدان أحدا. إن على كل الأطراف التحلي بالعقلانية وضبط النفس، وتفادي ما يؤجج
التوترات ومنع تدهور الأزمة أكثر بما يؤدي إلى خروجها عن السيطرة.
على كل الأطراف
دعم
روسيا وأوكرانيا في العمل بنفس الاتجاه لاستعادة الحوار المباشر بأسرع وقت
ممكن، من أجل خفض التصعيد تدريجيا وفي النهاية الوصول إلى وقف إطلاق نار شامل.
استئناف محادثات
السلام:
إن الحوار
والمفاوضات هما الحل الوحيد القابل للتطبيق للأزمة الأوكرانية. يجب دعم وتشجيع
الجهود المؤدية إلى الحل السياسي للأزمة. على المجتمع الدولي البقاء ملتزما
بالخيار الصحيح لتعزيز مفاوضات السلام ومساعدة الأطراف في الصراع على فتح باب للحل
السياسي في أقرب وقت ممكن، وتهيئة الظروف والمنصات لاستئناف المفاوضات. ستواصل
الصين تأدية دور بنّاء في هذا الإطار.
إيجاد حل للأزمة
الإنسانية:
من المطلوب دعم
جميع التدابير التي تؤدي إلى تخفيف حدة الأزمة الإنسانية وتشجيعها. يجب أن تخضع
العمليات الإنسانية لمبادئ الحياد وعدم التحيز، ولا ينبغي تسييس القضايا
الإنسانية، ويجب حماية سلامة المدنيين بشكل فعال، بما يشمل إنشاء ممرات إنسانية
لإجلاء المدنيين من مناطق النزاع. إن هناك حاجة لبذل مزيد من الجهود لزيادة
المساعدة الإنسانية للمناطق ذات الصلة، وتحسين الظروف الإنسانية، وتوفير وصول سريع
وآمن ودون عوائق للمساعدات الإنسانية، بهدف منع حدوث أزمة إنسانية على نطاق أوسع.
يجب دعم الأمم المتحدة في أداء دور تنسيقي في إرسال المساعدات الإنسانية إلى مناطق
الصراع.
حماية المدنيين
وتبادل أسرى الحرب:
على الأطراف
المشاركة في الصراع الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، وتفادي مهاجمة المدنيين
والمنشآت المدنية وحماية النساء والأطفال وبقية ضحايا الصراع، واحترام الحقوق
الأساسية لأسرى الحرب.
إن الصين تدعم
تبادل الأسرى بين أوكرانيا وروسيا، وتدعو كل الأطراف لتهيئة الظروف من أجل خلق
ظروف أكثر ملاءمة لهذا الغرض.
الحفاظ على سلامة
المنشآت النووية:
تعارض الصين
الهجمات المسلحة على محطات الطاقة النووية وغيرها من المنشآت النووية السلمية،
وتدعو كل الأطراف للالتزام بالقانون الدولي بما يشمل معاهدة الأمان النووي وتجنب
الكوارث النووية التي يصنعها الإنسان. تدعم الصين الوكالة الدولية للطاقة الذرية
في لعب دور بنّاء في تعزيز سلامة وأمن المنشآت النووية السلمية.
تقليص الأخطار
الاستراتيجية:
يجب عدم استخدام
الأسلحة النووية وتجنب خوض حروب نووية، وينبغي معارضة التهديد باستخدام الأسلحة
النووية، ومنع الانتشار النووي وتجنب الأزمة النووية. تعارض الصين البحث والتطوير
واستخدام الأسلحة الكيماوية والبيولوجية من قبل أي دولة تحت أي ظرف من الظروف.
تسهيل تصدير
الحبوب:
إن كل الأطراف بحاجة إلى تنفيذ مبادرة حبوب البحر الأسود الموقعة من طرف
روسيا وتركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة بشكل كامل وفعال وبطريقة متوازنة، ودعم
الأمم المتحدة في لعب دور مهم في هذا الصدد. تقدم مبادرة التعاون بشأن الأمن
الغذائي العالمي التي اقترحتها الصين حلا عمليا لأزمة الغذاء العالمية.
وقف العقوبات
الأحادية الجانب:
العقوبات
الأحادية الجانب والضغوط القصوى لن تحل القضية، إنما هي فقط تخلق مشكلات جديدة. إن
الصين تعارض العقوبات الأحادية غير المصرح بها من طرف مجلس الأمن الدولي. ينبغي
على الدول المعنية التوقف عن إساءة استخدام العقوبات الأحادية الجانب
و"الولاية القضائية الطويلة الذراع" ضد الدول الأخرى، وذلك حتى تتمكن من
القيام بدورها في تخفيف حدة الأزمة الأوكرانية، وتهيئة الظروف للدول النامية من
أجل تعزيز اقتصاداتها وتحسين حياة شعوبها.
الحفاظ على
استقرار سلاسل الصناعة والتوريد:
على كل الأطراف
المحافظة جديا على النظام الاقتصادي العالمي القائم ومعارضة استخدام الاقتصاد
كوسيلة أو سلاح لتحقيق أهداف سياسية. إن الجهود المشتركة مطلوبة لتخفيف تداعيات
الأزمة ومنعها من التشويش على التعاون الدولي في مجال الطاقة والأموال والتجارة
والغذاء والنقل وتقويض تعافي الاقتصاد العالمي.
دعم مرحلة إعادة
الإعمار:
يحتاج المجتمع
الدولي لاتخاذ إجراءات لدعم إعادة الإعمار في مرحلة ما بعد الحرب في مناطق النزاع.
الصين مستعدة لتقديم المساعدة ولعب دور بنّاء في هذا المسعى.
تشكيك أمريكي
من جانبه قال
المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، إن واشنطن تشكك في خطة السلام
الصينية للتسوية في أوكرانيا، ولا ترى أنها قد تلعب دورا بناء.
وأضاف أن واشنطن
لا تميل إلى الوثوق بالمبادرة التي أعلنتها بكين، حيث تسعى الصين من ناحية إلى
الحفاظ على الحياد في أوكرانيا، ومن ناحية أخرى تدعم موسكو بنشاط.
وتابع:
"رئيس لجنة الشؤون الخارجية الصينية، وانغ يي، الذي زار موسكو مؤخرا، لم
يعتبر أنه من الضروري زيارة كييف بعد ذلك، ما يحملنا على التشكيك في فكرة أن هذا
الاقتراح سيلعب دورا بناء".
وأشار إلى أن هذه
الوثيقة ستستند إلى مقترحات الرئيس الصيني، شي جين بينغ.
موقف أوروبي
أما خورخي توليدو
سفير الاتحاد الأوروبي لدى الصين، فقد رأى أن بكين تتحمل "مسؤولية خاصة"
لدعم أهداف وقيم الأمم المتحدة لا سيما عندما يتعلق الأمر بالحرب والسلام.
وقال: "لست
متأكدًا مما إذا كان هذا يتوافق مع الحياد، فهذا يعتمد على ما يعنيه الحياد".
من جانبه شكك
الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير في إمكانية أن تلعب الصين دورا بناء من أجل
السلام في أوكرانيا. وقال إن "أي اقتراح بناء يقربنا من سلام عادل هو موضع
ترحيب" لكنه أضاف: "لا يزال من المشكوك به أن تكون الصين، القوة
العالمية، ترغب في لعب مثل هذا الدور البناء".
ترحيب روسي
بدورها أعلنت
روسيا الجمعة أنها "تقدر" جهود الصين لوضع حد للنزاع في أوكرانيا، مع
تشديدها على ضرورة الاعتراف بضم موسكو لأربع مناطق أوكرانية تطالب بها.
وقالت الخارجية
الروسية في بيان: "نشاطر بكين اعتباراتها"، لكنها أكدت أن على كييف
"الاعتراف بالحقائق الجديدة المتصلة بالأراضي"، في حين تشمل الاقتراحات
الصينية احترام "وحدة أراضي" أوكرانيا.
كييف ترحب جزئيا
من جانبه رحب
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الجمعة ببعض عناصر اقتراح صيني لوقف
إطلاق النار في الحرب الروسية على أوكرانيا، لكنه قال إن الدولة التي تدور فيها
الحرب هي التي ينبغي أن تطلق خطة السلام.
وأضاف في مؤتمر
صحفي بكييف: "أعتقد أن من الصواب الاعتقاد بأنه إذا كانت هناك أفكار تتوافق
بطريقة أو بأخرى مع احترام القانون الدولي وسلامة الأراضي.. فلنعمل مع الصين في
هذه النقطة"، ومضى قائلا "ولم لا؟".
وقال زيلينسكي،
الذي أوضح أن الصين لم تقدم خطة حقيقية بل بعض "الأفكار"، إن هناك بعض
الأجزاء التي لا يوافق عليها.
وحث بكين على عدم
تزويد موسكو بالسلاح، لكنه أوضح أن تفكير الصين، حليفة روسيا، في التوسط في السلام
أمر مبشر.
وقال في الذكرى الأولى لغزو روسيا الشامل لبلاده: "مهمتنا هي جمع الجميع لعزل واحد".