أثار
هجوم رئيس مجلس النواب الليبي،
عقيلة صالح على
الأمم المتحدة واتهامها بالفشل في حل أي قضية في العالم بعض الردود والأسئلة حول دلالة توقيت الهجوم وما إذا كان خطوة استباقية من عقيلة قبيل إحاطة المبعوث الأممي الاثنين أمام مجلس الأمن.
وقال صالح إن "الأمم المتحدة فشلت في حل قضية واحدة في أي دولة في العالم، وإنه اقترح على المبعوث الأممي لدى
ليبيا، عبدالله باثيلي البدء بتشكيل سلطة موحدة لإعادة الثقة في إمكانية إجراء انتخابات يرضى بنتائجها" وفق تصريح تلفزيوني.
"نفي أممي"
وترددت في الآونة الأخيرة أن باثيلي سيعلن عن خارطة طريق جديدة خلال إحاطته أمام مجلس الأمن ربما تستبعد عقيلة ومجلسه وغيره من المؤسسات الحالية.
وتواصلت "عربي21" مع بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا للتأكد من هذه التسريبات إلا أن الأخيرة نفت وجود خطة مقترحة حاليا لمعالجة الأزمة السياسية في ليبيا كما تردد وأن المعلومات عنها تنشر حصريا على صفحاتها الرسمية.
فما وراء هجوم عقيلة صالح على البعثة الأممية في هذا التوقيت؟ وهل عاد عقيلة للمراوغة وخلط الأوراق؟
"مراوغة وحكومة جديدة"
من جهته، قال عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، إبراهيم صهد إن "عقيلة صالح يتحرك ويتصرف على أنه الوحيد الذي يملك القرار متجاهلا نصوص الاتفاق السياسي الليبي ومتجاوزا المجلس الأعلى للدولة الذي يعتبر الشريك الأساسي لمجلس النواب، وإذا كان كما يرى أن الأمم المتحدة لم تحل قضية فما جدوى اقتراحاته للمبعوث الأممي".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "الثقة التي يبحث عنها عقيلة هو من أضاعها بإجراءاته الأحادية وبنكوصه المرة تلو الأخرى عما يتفق عليه مع المجلس الأعلى واستمراره في المراوغة التي أدت إلى إفشال كل مساعي الحل وإلى تعقيد المشهد"، بحسب كلامه.
وأضاف صهد، وهو عضو ملتقى الحوار السياسي أيضا: "ولعل حديث رئيس البرلمان السلبي عن دور الأمم المتحدة هو في إطار سعيه لتوجيه مساعي المبعوث الأممي لتصب فيما يهدف إليه من التحول من العمل على إنجاز الانتخابات إلى تعديلات في السلطة التنفيذية بما يخدم رغبته في التسلط على كل مرافق الدولة"، كما رأى.
"تخوف من البدائل"
عضو هيئة الدستور الليبي، نادية عمران رأت أن "هذا الهجوم من قبل عقيلة في هذا التوقيت هو تخوف واضح من سعي الأمم المتحدة والمجتمع الدولى من البحث عن بدائل أخرى وإقصاء مجلسي النواب والدولة بعد أن ظهر بشكل قاطع استمرارهم في العبث والتلاعب لتعميق الأزمة والبقاء في المشهد".
وأشارت خلال تصريح لـ"عربي21" إلى أن "هذا الأمر لا يعني أن ما سيفرضه المجتمع الدولي من حلول في الوضع الليبي سيصب في مصلحة الشعب، لكن اللوم يقع على هذه الأجسام التى درجت على صنع الخلاف والاقتتات عليه"، بحسب رأيها.
"مسار أممي جديد"
في حين رأى الباحث والأكاديمي الليبي، عماد الهصك أن "الأمم المتحدة قد حسمت أمرها لوضع حد لهذا الترهّل السياسي عبر إيجاد مسار جديد أكثر فاعلية وربما منها تجاوز مجلسي النواب والدولة فعليا وسحب البساط من تحت أقدامهما".
وأكد أن "تصريحات عقيلة وقبلها تصريحات المشري جاءت كخطوة استباقية لرفض هذه المساعي أو عرقلتها قدر الإمكان، ومحاولة التمسك بموقعيهما، لذا فهما يسارعان إلى التفاهم حول القاعدة الدستورية والانتخابات، وبث الوعود الزائفة التي ملّ الشعب سماعها دون نتائج ملموسة؛ وذلك لتمطيط الوضع القائم والمحافظة عليه"، كما قال.
وتابع: "لكن خطوات البعثة أصبحت أكثر جدية وحسمًا لتجاوز المجلسين، وسيحاولان إيهام الرأي العام بأن تدخل البعثة سيعقد المشهد، ويأتي كل ذلك لخلط الأوراق سعيا وراء إعادة تدوير نفسيهما في المشهد أطول وقت ممكن"، وفق تصريحه لـ"عربي21".