صحافة دولية

مجلة: جنود الاحتلال رافقوا المستوطنين أثناء استهداف سامح الأقطش بنابلس

استشهد الأقطش في هجوم للمستوطنين وقوات الاحتلال على حوارة- الأناضول
نشرت مجلة "972" تقريرا، سلطت فيه الضوء على حادث استشهاد سامح أقطش الذي استُهدف بالرصاص خلال هجوم للمستوطنين المدعومين بجيش الاحتلال، في ليلة "مذبحة حوارة".

وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، إنه عندما ارتكب المستوطنون مذبحة على بلدة حوارة بالضفة الغربية ليلة الأحد الماضي، فقد سقط الشهيد الفلسطيني سامح أقطش، بالتزامن مع هجوم مستوطنين آخرين في قرية زعترة المجاورة.

ووفقًا لتحليل 14 مقطع فيديو من قبل سكان فلسطينيين حصلوا عليه من خلال "+972" و"لوكالة كال"، فإن جنودا إسرائيليين - كما في حوارة - كانوا يرافقون المستوطنين أثناء استهداف أقطش.

وبحسب المجلة؛ فإنها لا تُظهر مقاطع الفيديو هذه لحظة إطلاق النار، ما يجعل من الصعب تحديد ما إذا كان إطلاق النار من الجنود أو من المستوطنين، أو من طرف ثالث لا يظهر في الفيديوهات. ومع ذلك؛ تُظهر الوثائق بوضوح أن قوات الجيش الإسرائيلية لم تكتف بالتواجد في المنطقة قبل 15 دقيقة على الأقل من إطلاق النار، بل لم تفعل شيئًا لمنع هجوم المستوطنين، ولا لتحديد أو القبض على الجاني الذي قتل أقطش.

ووفقا للشهادات ومقاطع الفيديو، فقد بدأ الحادث في 26 شباط/ فبراير في حوالي الساعة السابعة مساءً، عندما نزل مستوطنون ملثمون إلى زعترة عند مفترق كفر تبوح، وهو شريان مروري رئيسي قريب، وبدأوا بمهاجمة المنازل في القرية. 

وتابعت المجلة قائلة إنه بعد ساعة ونصف عاد المستوطنون إلى القرية، وهذه المرة بدعم من الجنود. وفي مقطع فيديو تم تسجيله بعد لحظات من إطلاق النار على أقطش، شوهد ما لا يقل عن ثلاثة جنود وسيارتي "جيب" عسكريتين وما يبدو أنه سيارة شرطة ترافق مجموعة من حوالي 40 مستوطنا.


ونقلت المجلة عن عابد أقطش، شقيق سامح الأكبر قوله: "إن المستوطنين جاؤوا مرتين؛ في المرة الأولى، جاؤوا بمفردهم وتمكنّا من إبعادهم، وفي المرة الثانية عادوا مع الجنود ومع المنسق الأمني للمستوطنة. وكان عدد المستوطنين حوالي 50 وألقوا علينا الحجارة وكان معهم أوعية مملوءة بالبنزين، وبدورنا قمنا برشقهم بالحجارة".

وأضافت المجلة أنه في تسجيل فيديو لحظة إطلاق النار، سُمع أحد السكان الفلسطينيين يقول: "لا تخافوا"، فيما أضاء بعض المستوطنين كشافات ضوئية ومؤشرات ليزر لعمي السكان، ثم سُمع صوت طلقتين أخريين تلتهما خمس طلقات أخرى، وكانت هذه على الأرجح لحظة إصابة أقطش.

في نهاية الفيديو؛ تم سماع طلقتين أخريين، وطوال مقطع الفيديو، لم يُشاهد أي مواطن فلسطيني يرشق الحجارة أو يواجه المستوطنين أو الجنود. وبعد إطلاق النار يظهر في الفيديو مستوطن يرشق الحجارة مجددًا، ثم بدأوا بإطلاق النار بالذخيرة الحية. لقد كان إطلاق نار حيا فوريا كما وصف عابد، الذي أضاف: "لم أعرف ما إذا كان الشخص الذي قتل أخي جنديًا أم مستوطنًا".

ونسبت المجلة لأيمن أقطش، ابن عم سامح، قوله: "فوجئنا عندما هاجمنا المستوطنون وأطلقوا النار علينا ورشقونا بالحجارة. وبدلا من دفعهم إلى الخلف، ساعدهم الجيش وأطلق النار علينا أيضًا، هكذا استشهد ابن عمي سامح، حدث ذلك أمام أعين الناس، وتحت إشراف الجيش".

ولفتت المجلة إلى أن سامح استُهدف بطلق ناري في بطنه، بحسب الطبيب الذي عالجه، وقال شهود عيان إنه بسبب قطع الجنود والمستوطنين الطريق، فإنه لم يتلقَ لسعافاتِِ لمدة 25 دقيقة تقريبًا. وفي غضون ذلك، كان سامح يصرخ بأنه بحاجة إلى أكسجين، وبحلول الوقت الذي وصل فيه أخيرًا إلى عيادة الطوارئ في حوارة، ارتقت روحه.

وأوضح عابد أن "العيادة تبعد ثلاث إلى أربع دقائق بالسيارة، لكن الجنود والمستوطنين أغلقوا الطريق الرئيسي"، وأضاف: "أخذت أخي في سيارة رباعية الدفع، عبر الجبل على طريق وعر، ثم حملت أخي بين ذراعي إلى سيارة أخرى خلف حاجز وضعه الجيش الإسرائيلي".

وقال الطبيب الذي أعلن استشهاده لـ"+972" إن الرصاصة اخترقت تجويف بطنه، ما تسبب في نزيف داخلي حاد وتلف الطحال وتمزق شرايينه. وبحسب الطبيب، فإنه لو وصل سامح إلى المركز الطبي في وقت مبكر، لأمكن إنقاذ حياته.

الأطفال لم يتمكنوا من النوم

وذكرت المجلة أن سامح البالغ من العمر 37 سنة أب لخمسة أطفال وله خمسة أشقاء هو أصغرهم، كان يعيش في قرية زعترة الصغيرة وهو يحب قضاء الوقت مع أطفاله، وتطوع في جميع أنحاء العالم، وآخرها في تركيا بعد الزلازل التي حدثت فيها وفي سوريا.

وأضاف أيمن، ابن عم سامح: "كلما وقع حادث أو علق شخص في الثلج، كان سامح دائمًا أول من يصل"، وتابع قائلًا: "بعد الزلزال الذي ضرب تركيا، جمع كل الأموال التي استطاع، بما في ذلك من مدخراته، وذهب للمساعدة، وبعد أربعة أيام من عودته قتلوه".

وبحسب المجلة؛ فإنه في صباح الثالث من آذار/ مارس، وبعد أيام قليلة من استشهاد سامح، وصل عشرات الدبلوماسيين الأوروبيين إلى زعترة في زيارة تضامنية، وقال لهم أيمن: "لا نريد طعامًا ولا لباسًا؛ نحن نطلب شيئا واحدا فقط: أن يتمكن أطفالنا من النوم ليلا". 

وختمت المجلة تقريرها بالإشارة إلى أنه منذ بدء الاحتلال العسكري للضفة الغربية في سنة 1967، فلم تسمح السلطات الإسرائيلية لمدينة زعترة بالتوسع، على حد قول سكانها، ما دفع العديد منهم إلى الانتقال إلى بلدة بيتا القريبة؛ حيث يضيف أيمن: "لا يًسمح لنا ببناء منازل أو حتى توسيع منازلنا الحالية، ودمر الجيش ملعبًا بُني بتمويل أوروبي"، مشيرًا إلى أنه منذ استشهاد سامح، لم يتمكن الأطفال من النوم، لا في النهار ولا في الليل، وأنّى لهم ذلك وقد رأوا أباهم/وعمَّهم، يستشهد أمام أعينهم.
الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع