كشفت رسالة جديدة مسربة من
سجن بدر 3 في
مصر، عن تفاصيل صادمة، لأسباب
محاولات الانتحار بين
المعتقلين السياسيين.
وجاء في الرسالة المكتوبة بخط اليد، أن أحد الشبان المعتقلين، قرر
الانتحار، من أجل الالتقاء بوالده في المستشفى، لكن محاولته كادت تودي بحياته، وفي
المقابل فإنه إخفق في مقابلة والده، أو معرفة أي تفاصيل عنه، أو عن حالته الصحية، مثل
1350 معتقلا في السجن.
وأضافت الرسالة: "ضابط الأمن الوطني (أمن الدولة سابقا) المسؤول عن
إدارة السجن، أبلغهم بأن هذا المكان هو أسوأ سجن في الشرق الأوسط".
وقالت إن "محمد لم يكفر أو ييأس، من روح الله، لكن الأوضاع المعيشية سيئة
ولا يملك أي أخبار عن أمه وأخواته وحتى خطيبته التي تركها خلفه منذ 7 سنوات".
وتابعت: "كل هذا دفعه ليطلق هذه الصرخة التي كادت تقضي على حياته، في
الوقت الذي يضم فيه السجن عائلات من المعتقلين آباء وأبناء وإخوة وأبناء عمومة، ورغم
وجود نص في لائحة
السجون، بلم شمل الأقارب من الدرجة الأولى من المسجونين، إلا أن
الكثيرين لا يعرفون عن بعضهم شيئا، ولم يروا بعضهم ولا يسمح لهم بالالتقاء، ومعرفة
أخبار بعضهم البعض، فإذا كان الوضع هكذا داخل السجن، فكيف مع الأهالي في
الخارج".
وكشفت الرسالة، عن وجود 20 حالة حاول أصحابها الانتحار، بقطع الشرايين،
اثنان من المعتقلين في حال الخطر، وقامت إدارة السجن بعزل معظم المنتحرين، بالمركز
الطبي داخل مجمع السجون، في حين بدأ آخرون بالتفكير في الانتحار للانتقال من السجن،
من أجل رؤية أهاليهم".
وهذه ليست الرسالة الأولى التي تتسرب من السجن، فهناك مجموعة من الرسائل،
كتبها معتقلون، تكشف عن أوضاع مأساوية للغاية، يعيشها المعتقلون، ومحاولات انتحار
أخرى بسبب القمع الذي يقاسيه المعتقلون.
و"سجن بدر 3"، الواقع على بعد 70 كيلومترًا شمال شرقي العاصمة
القاهرة، تم تشييده في كانون الأول/ ديسمبر 2021، وقد روجت له الحكومة المصرية
كنموذج لأجندتها لإصلاح السجون.
والسجن جزء من مجمع يسمى مركز بدر للإصلاح والتأهيل. وبحسب منظمة العفو
الدولية، فإن العديد من نزلائه هم سجناء سياسيون نُقلوا من مجمع سجون طرة سيئ
السمعة منتصف عام 2022.
ونبهت الرسالة المسربة إلى أن الدكتور محمد بديع، المرشد العام للإخوان
المسلمين، يشارك في فعاليات المعتقلين المطالبة بتحسين أوضاعهم، حيث دخل في إضراب
عن الطعام.
وانضم للمعتقلين أعضاء مكتب الإرشاد، وآخرهم د. مصطفى الغنيمي، الذي أصيب
بأزمة قلبية أثناء تغطيته لكاميرا المراقبة تضامنا مع المعتقلين. وقام عصام سلطان،
أمين حزب الوسط، بتغطية كاميرا المراقبة أيضا تضامنا معهم.
واختتمت الرسالة المسربة بتاريخ 1 آذار/ مارس الجاري، بوسم "أنقذوا معتقلي
بدر 3 من الموت".
من جانبها نفت وزارة الداخلية المصرية، وجود انتهاكات في ما قالت إنه "أحد مراكز الإصلاح والتأهيل".
وقالت في تغريدة عبر حسابها على موقع تويتر: "إن ذلك يأتي ضمن المحاولات اليائسة لجماعة الإخوان، لمحاولة إثارة البلبلة".