ضربت عاصفة
إفلاس ثلاثة بنوك أمريكية كبرى أسواق الأسهم الأوروبية والخليجية والمصرية خلال تعاملات الاثنين، فيما افتتحت مؤشرات الأسهم الرئيسية في وول ستريت جلسة الاثنين على انخفاض وسط مخاوف من انهيارات مصرفية جديدة.
وفي ثالث انهيار مصرفي خلال أسبوع، أعلنت السلطات الأمريكية، الأحد، إفلاس بنك "سيغنتشر"، أكبر مقرض في مدينة نيويورك بموجب الائتمان للإسكان لذوي الدخل المنخفض، ليلحق بكل من "سيلفرغيت كابيتال بنك" الصديق للعملات المشفرة و"سيليكون فالي بنك" التابع لمجموعة "إس في بي فايننشال غروب".
تراجع أسهم مصر والخليج
وانخفض مؤشر الأسهم القيادية المصري 3.1 بالمئة خلال تداولات الاثنين متأثرا بانخفاض سهم البنك التجاري الدولي، أكبر مقرض في البلاد، 3.9 بالمئة، على خلفية انهيار البنوك الأمريكية. فيما واصلت معظم أسواق الأسهم في منطقة الخليج انخفاضها، الاثنين، للجلسة الثانية على التوالي.
وقال فادي رياض كبير محللي السوق لدى كابيكس دوت كوم إن الإخفاقات التي يشهدها القطاع المصرفي الأمريكي لا تزال تؤثر على أسواق الأسهم الخليجية وزادت من حالة عدم اليقين حول السياسة النقدية الأمريكية، وفقا لرويترز.
وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) ووزارة الخزانة الأمريكية أمس الأحد مجموعة من الإجراءات لتحقيق الاستقرار في النظام المصرفي وقالا إن المودعين في بنك سيليكون فالي سيكون بإمكانهم الوصول إلى ودائعهم اليوم الاثنين. ولا تزال أسواق الأسهم مضطربة على الرغم من هذه الجهود.
وتراجع المؤشر السعودي 0.8 بالمئة متأثرا بانخفاض سهم مصرف الراجحي 1.5 بالمئة وتراجع سهم شركة رتال للتطوير العمراني 0.8 بالمئة. وتراجعت جميع أسهم البنوك في السعودية، بما في ذلك البنك العربي الوطني الذي انخفض 5.9 بالمئة.
وأغلق مؤشر دبي على انخفاض 0.9 بالمئة مع تراجع سهم إعمار العقارية 2.9 بالمئة. وانخفض مؤشر أبوظبي 1.6 بالمئة. كما انخفض المؤشر القطري 1.5 بالمئة.
هبوط النفط
وتراجعت أسعار النفط، وهو محفز رئيسي للأسواق المالية الخليجية، أربعة دولارات متأثرة بانهيار بنك سيليكون فالي لكن تعافي الطلب الصيني قدم بعض الدعم.
وبحلول الساعة 10:01 بتوقيت جرينتش، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 1.44 دولار، أو 1.7 بالمئة، إلى 81.34 دولارا للبرميل. كما هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.40 دولار أو 1.8 بالمئة إلى 75.28 دولارا للبرميل.
وأدت المخاوف من توالي الأزمات في أعقاب انهيار بنك سيليكون فالي إلى عمليات بيع في الأصول الأمريكية بداية الأسبوع.
وتراجع قطاع البنوك على المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 5.7 بالمئة بعد أن خسر 3.8 بالمئة يوم الجمعة. وبدأت السلطات الأمريكية إجراءات طارئة أمس الأحد لتعزيز الثقة في النظام المصرفي.
ومعنويات السوق هشة إذ زادت المخاوف من توجه مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) إلى مزيد من التشديد النقدي بفعل ارتفاع مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة، حسبما قال محللون في (إيه.إن.زد بنك) في مذكرة صباح اليوم الاثنين. ويجعل تراجع الدولار النفط أرخص بالنسبة لحملة العملات الأخرى مما يدعم أسعار الخام.
انخفاض الأسهم الأوروبية
وتراجعت الأسهم الأوروبية اليوم الاثنين مع استمرار هبوط أسهم البنوك في المنطقة رغم تدخل السلطات للحد من تداعيات الانهيار المفاجئ لبنك سيليكون فالي.
وانخفض المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.6 بالمئة بحلول الساعة 08:12 بتوقيت جرينتش بعد أن أغلق عند أدنى مستوى في أكثر من خمسة أسابيع يوم الجمعة.
وهبطت أسهم البنوك الأوروبية 1.1 بالمئة بعدما شهدت أسوأ عمليات بيع في أكثر من خمسة أشهر على مدار يومين وسط مخاوف بشأن مدى متانة الميزانية العمومية للقطاع في مواجهة انهيار بنك سيليكون فالي، إضافة إلى التوقعات برفع أسعار الفائدة.
ويرى المستثمرون الآن أن احتمالات رفع مجلس الاحتياطي الاتحادي الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع المقبل وصلت إلى 90 بالمئة، في تغيير جذري عن الزيادة التي توقعوها في السابق عند 50 نقطة أساس بعد بيانات اقتصادية قوية.
وقال بنك غولدمان ساكس أمس الأحد إنه لا يتوقع رفع أسعار الفائدة في ضوء الضغوط الأخيرة التي يتعرض لها القطاع المالي.
وفي غضون ذلك، من المقرر أن يرفع البنك المركزي الأوروبي الفائدة 50 نقطة أساس في وقت لاحق من الأسبوع الجاري.
وول ستريت تفتح على تراجع
وفتحت مؤشرات الأسهم الرئيسية في وول ستريت على انخفاض اليوم الاثنين متأثرة بتراجع أسهم البنوك وسط مخاوف من توالي الأزمات في أعقاب انهيار بنك سيليكون فالي، في حين ارتفعت توقعات توقف رفع أسعار الفائدة في آذار/مارس الجاري.
وهبط المؤشر داو جونز الصناعي 89.71 نقطة أو 0.28 بالمئة ليفتح عند 31819.93 نقطة.
وفتح مؤشر ستاندرد اند بورز على انخفاض قدره 26.47 نقطة أو 0.69 بالمئة عند 3835.12 نقطة، بينما خسر المؤشر ناسداك المجمع 97.43 نقطة أو 0.87 بالمئة ليفتح عند 11041.46 نقطة.
وانخفض سهم (إتش.إس.بي.سي) 0.1 بالمئة بعد أن قال البنك البريطاني إنه استحوذ على وحدة بنك سيليكون فالي في بريطانيا مقابل جنيه إسترليني واحد (1.21 دولار)، مما يعني إنقاذ بنك رئيسي لإقراض الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا ببريطانيا.
أما عند الإغلاق، فقد أدى تراجع أسهم البنوك إلى هبوط معظم المؤشرات الرئيسية في وول ستريت، الاثنين.
رغم أن الأسواق المالية الأمريكية كانت ثابتة تقريباً في التعاملات المبكرة اليوم الاثنين، إلا أن أسهم العديد من البنوك تعرضت لضغوط، وتراجعت الأسهم في بنك فيرست ريببلك في سان فرانسيسكو بنسبة 70٪ تقريباً قبل توقف التداول حيث باع المستثمرون الأسهم ، خوفا من انهياره.
ووفقا لبيانات أولية، تراجع المؤشر ستاندرد اند بورز 500 بواقع 5.82 نقطة بما يعادل 0.16 بالمئة ليغلق عند 3855.54 نقطة.
بينما ارتفع المؤشر ناسداك المجمع 49.74 نقطة أو 0.45 بالمئة إلى 11188.63 نقطة. ونزل المؤشر داو جونز الصناعي 86.66 نقطة أو 0.27 بالمئة إلى 31822.08 نقطة.
واتخذت السلطات الأمريكية إجراءات طارئة أمس الأحد لتعزيز الثقة في النظام المصرفي بعد أن هدد انهيار بنك سيليكون فالي بإثارة أزمة مالية أوسع نطاقا.