"يكفيني أني قد شهدت
اعتصام رابعة بمجمل أحداثه وكنت مطلعا على معظم
التفاصيل التي تهم المعتصمين، ويكفيني أنني صليت
التراويح والتهجد فوق ترابها، وحضرت أذكار المساء والصباح وأنا أمر بين
شوارعها وأتفحص وجوه المعتصمين وهم يدعون الله أن يفرج الكرب ويزيح الهم، ويكفي
الأزهر فخرا أن علماء كبارا صعدوا المنصة، أمثال الدكتور طلعت عفيفي، وزير
الأوقاف،
تاركا منصبه ومضحيا بكل شيء من أجل الحق، ويكفي رابعة فخرا أن علماء الزور لم يدنسوا ترابها
ولم يصعدوا منصتها، ولو أرادوا ما فعلوا فقد جعل الله بينهم وبين رابعة أمدا بعيدا".
لا أعرف على وجه الدقة من هو صاحب اقتراح إقامة اعتصام مؤيدي الرئيس الشهيد
محمد مرسي في ميدان رابعة العدوية، ولكن على أي حال فقد كان المكان غاية في
الدلالة من وجهة نظري لو نجح في الاستمرار وإعاقة مشروع الانقلاب مبكرا، ولكن
للأسف تم استخدام القوة المسلحة وبطريقة غاشمة جعلت من المكان ذكرى أليمة مرتبطة بأمرين
على النقيض؛ اعتصام سلمي امتد لشهر ونصف تقريبا لم تشبه شائبة ولم تسجل عليه حالة
خروج على القانون رغم الازدحام الشديد ورغم قرب مكان الاعتصام من مبان حيوية تخص
الجيش
المصري ووزارة الدفاع على وجه التحديد، والأمر الآخر هو صورة جثث الشهداء والمكان
يحترق وفي القلب منه
المسجد الذي أحرقته قوات تزعم أنها مصرية، وإن كنت أشك في ذلك
فهذا السلوك ضد البشر والحجر والمساجد والمصاحف ليس سلوك أناس مصريين يقدرون
القرآن ويحترمون المساجد ولا يتعاملون بهذه الوحشية مع الإنسان، وإن كانت الوحشية
عقيدة ومبدأ لدى أجهزة الأمن والشرطة منذ انقلاب 1952.
قلت إنني أشك في قيام الجيش والشرطة المصرية وحدهما بعملية الفض الوحشي،
وقد ذكرت في إحدى المقابلات أو في بوست على فيسبوك أن هناك شكوكا في مشاركة قوة
عربية أو مستعربة في الفض، وهذا الخبر قد وصلني من بعض المصادر في دولة عربية
مجاورة لفلسطين. ولعل ما تقوم به القوات الإسرائيلية من هدم وهمجية في التعامل مع
منازل وبيوت المجاهدين في فلسطين هو ما شجع سلطة الانقلاب على الاستعانة ببعض تلك
الخبرات، والتي للأسف استمر الاستعانة بها في تجريف وهدم بيوت أهلنا في سيناء على
النحو الذي لا زلنا نراه ونسمع عنه منذ انقلاب 3 تموز/ يوليو وتعهد
السيسي بحماية
أمن إسرائيل. ولعل تصريحاته الأخيرة في آذار/ مارس 2023 تؤكد ما ذهبنا إليه منذ
الانقلاب وكان البعض مترددا في قبوله بل رافضا للفكرة نفسها، وها نحن بعد عشر
سنوات نجني الحصاد المر من ذلك الانقلاب المدعوم صهيونيا.
وأعود إلى رابعة قبل الفض، فقد كانت رابعة بالنسبة لي ولكل من شاركوا في اعتصامها
مخيما إيمانيا ودعويا كبيرا، ناهيك عن أنه ولأول مرة في التاريخ يمتد اعتصام لهذه
الفترة بهذا القدر الكبير من الإيمانيات والروحانيات والعمل الثوري والسياسي الذي
قلّ نظيره في آن واحد. ففي اليوم الواحد ومنذ صلاة الفجر يبدأ الإعداد
للمسيرات
والمظاهرات التي ستخرج من مكان الاعتصام أو ستصل إليه من أنحاء القاهرة الكبرى، وبعد الفجر أيضا تجد المعتصمين في الخيام مجتمعين
لقراءة أذكار الصباح بصوت خفيض وجميل يجذب حتى الطيور على الأشجار من روعة التغني بذكر
الله ومن عذوبة من يقود تلاوة هذه الأذكار (شاهد
أذكار الصباح بصوت القارئ محمد
عباس)، ثم يلي ذلك صلاة الضحى، ثم
ينصرف كل معتصم من كل خيمة من خيام رابعة إلى حيث أراد أو كلف من قبل أهل الخيمة؛
فمن صانع للطعام ومن جامع للقمامة ومن مساهم في تنظيف الخيمة. ثم إن كل خيمة قد ألزمت
نفسها بشيء نافع تقوم به، فمن هذه الخيام من التزم سكانها بحفظ أو مراجعة القرآن
أو بعض أجزائه أو كبار السور، ومن أهلها من ألزم نفسه بكتاب من التاريخ أو السيرة
أو السنة أو الحديث للاطلاع والعلم والمعرفة لمن لم يسبق له فعل ذلك أو المراجعة
لمن سبق له الاطلاع، ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات.
خيمة دعوية ومنصة سياسية وتحالف لقيادة المظاهرات والاحتجاجات، ومنصة لعقد
الأفراح
وإشهار الزواج وجنازات لدفن
الشهداء، وعيادات لعلاج المصابين، ومسرح للترفيه والفكاهة قاده
المبدع عطوة
كنانة، ومكان آمن إذا فقد فيه شيء رغم الازدحام وجدته..
غابت الرذيلة وانتشرت الفضيلة، وعمّ الأمن وحسن الظن والتوكل على الله.
كان رمضان مختلفا عن بقية الأعوام التي مرت بي في حياتي، وقد تنقلت بين دول
عربية وأجنبية وبعض المحافظات على مدار عمري، فلم أجد مثل حلاوة
الصيام والإفطار مع هذه الأمة المعتصمة في ميدان رابعة، ولقد تناولت
الإفطار مع كثير من سكان الخيام من كافة المحافظات واستمتعت بصلاة المغرب معهم
وحضرت كما ذكرت صلاة العيد- شاهد-، وشاركت بعض النساء فرحتهن وهن يصنعن كعك العيد
فرحة
وبهجة وتحديا لا نظير له لكل من خانوا الرئيس وخانوا الشعوب.
كنت اعتدت بحكم عملي كمتحدث باسم الحزب على التواجد في المركز الإعلامي في
رابعة، حيث نخبة من الصحافيين المعارضين للانقلاب والمؤيدين للديمقراطية كانت
تتواجد بشكل يومي، وكانت المهمة الرئيسية هي متابعة الأخبار العالمية والمحلية وإعداد
مضامين للرد عليها عن طريق المتحدثين الإعلاميين، وكلهم تقريبا كانوا يتمتعون بخبرات
صحفية وإعلامية كبيرة ولديهم القدرة على الاشتباك حتى مع بعض الوسائل الإعلامية
المتمرسة في الإيقاع بالضيوف.
وعبر أسابيع التقيت بالعديد من وسائل الإعلام العربية والدولية، وكنا قد
قررنا الابتعاد عن الوسائل المحلية بعدما قررت تلك الوسائل الاصطفاف إلى جانب
الجنرالات، وأدليت بتصريحات لبعض الصحف والوكالات العالمية مثل رويترز وأسوشييتد برس
والفايننشال تايمز، وكان بقية المتحدثين عن الجماعة والحزب مثل
م. جهاد الحداد شعلة نشاط وعمل دؤوب على مدار الساعة، وأذكر أنه كان
قوي الحجة والدليل والبرهان وكنت أعجب به كثيرا وهو يحاور الصحف والوكالات
والمحطات الأجنبية بلغة وبيان فصيح وطريقة تبعث على الفخر بهذا الشاب الجميل؛ الذي
للأسف وضعته بلاده قيد الاعتقال حتى الآن رغم أن كل جريمته أنه متحدث لبق عبّر عما
أراده الشعب من رفض للانقلاب والحكم العسكري. وربما زاد من استهدافه أنه ابن رجل
محترم وجدير هو
د. عصام الحداد ، مساعد الرئيس
مرسي عليه رحمة الله للشؤون الخارجية، وهو أيضا فك الله أسره من خيرة من التقيت
ومن تواصلت معهم خلال فترة حكم الرئيس مرسي وقد التقيته قبل عقود في مناسبات
عدة، وهو هادئ وعميق ورائع وراق في جملة حواراته وأحاديثه فك الله كربه. وعائلة
الحداد عموما لها نصيب وسهم في جهاد المستبد والظالم منذ عهد مبارك وحتى اليوم.
كانت الاستراتيجية التي اتبعت في جميع الحوارات وللخروج من خبث وحصار بعض
الإعلاميين وسؤالهم المستمر والمزعج هو: ماذا أنتم فاعلون؟ هي إعادة تقديم الرواية
بطريقة صحيحة تدحض رواية الجنرالات الكاذبة، فكنا نكرر القول إن ثورة حدثت
وانتخابات جرت ورئيسا جاء بإرادة شعبية بعد انتخابات رئاسية فريدة من نوعها، ثم فجأة
دخلت الدبابة ميدان السياسة فخربت كل شيء، السياسة والاقتصاد وصورة مصر وبالتالي
وبفضل الله كانت أحاديثنا تلقى متابعة وتفهما وتشجيعا من الجميع، وكانت أكثر
إقناعا لأنها اتسمت بالصدق وقول الحقيقة والواقعية.
كان الصحفيون الغربيون أكثر تفهما لما جرى، إذ أن تاريخ المنطقة ومصر عموما
مليء بالذكريات السيئة عن حكم العسكر والجنرالات والانقلابات، وبالطبع فالغرب لم
يعرف الانقلابات ولا الحكم الديكتاتوري منذ زوال حكم الجنرال فرانكو، حاكم إسبانيا
المستبد، وحتى حين صعدت ديكتاتوريات في أوروبا الشرقية ساعدت أوروبا شعوب تلك
الدول على التخلص منها مثلما حدث في بولندا ورومانيا وصربيا.
كان زاد المرء في الثبات ودحض افتراءات إعلام الانقلاب هو تلك الوجوه
المسالمة التي كنت أستمتع بالحوار معها وأنا أمرّ بين الخيام وأسلم على سكانها من
شباب ورجال، فهذه خيمة الرئيس مرسي، نعم هكذا أطلق عليها سكان التجمع الخامس وكانت
تقع في مواجهة المركز الطبي مباشرة، وهي أول خيمة بنيت من الأخشاب وذات دورين، وقد
سكنها إخوة أعزاء من بينهم رجال أعمال تركوا أعمالهم وفضلوا الاعتصام معظم الوقت
مع إخوانهم في خيمة الرئيس الذي وُضعت صورته في أعلى الخيمة. وبالمناسبة وعند الفض
كانت أول خيمة أطلق عليها النار وتم حرقها وجرفت المصفحات والجرافات بقاياها وصورة
الرئيس تعلوها (أخزاهم الله)، واستشهد فيها إخوة أعزاء؛ عليهم رحمة الله جميعا.
التقيت العديد من المواطنين العاديين الذين كانوا يسمعون عن رابعة من إعلام
الانقلاب وفوجئوا بالحقيقة على الأرض وقرر بعضهم أن ينضم للاعتصام وأن يترك أعماله
رغم أنه كان وبالتعبير المصري "صايع"، ولكنه قرر التحول وقد فعل، وأظن
أن أحدهم مات شهيدا في رابعة كما ذكرني بذلك أحد الإخوة.
وعلى مستوى عائلتي الصغيرة كان هناك من يتواصل معي ويذكر لي خزعبلات ينشرها
إعلام الجنرالات، وأضحك وأدعوهم للزيارة وبالفعل جاء بعضهم ولم نجد لهم مكانا،
وأذكر أنهم قاموا بالرجوع لشراء أغراض لكي يمكثوا معنا في رابعة الخير وهم يرون
المعتصمين على حقيقتهم. إنه عالم آخر من الحب والمحبة والود والمودة والإيمانيات
والثقة العالية في الله وفي النفس، وهذا ما كان يجعلنا نرى كل التهديدات على أنها لا شيء في مقابل تحقيق إرادة الشعب أو الموت في سبيل الله دفاعا عن هذا الشعب.
كانت منصة رابعة هي الحدث الأكثر شعبية، وكانت خطابات من اعتلوها يتم
تداولها باعتبارها رسائل سياسية موجهة للخارج، وأجزم أن معظم الرسائل كانت لتثبيت
المعتصمين وتشجيعهم رغم الأخبار التي كانت تأتيهم أو ما يرونه من مذابح العسكر في
الحرس الجمهوري والمنصة وفي الأقاليم خارج القاهرة، لكن القلوب كانت بالفعل صامدة
والنفوس متحسبة. وكانت المنصة تمثل البرنامج التلفزيوني اليومي للمعتصمين ولغيرهم
من المتابعين عبر الفضائيات العربية، ونجحت منصة رابعة في أن تجعل إعلام الجنرالات
يبدو كردة فعل لما يقال عنها.
ولي هنا ملاحظة شاركني فيها العديد من أهل السياسة والإعلام حول النبرة
العالية لبعض المتحدثين أو بعض المفردات التي استخدمت كتعبير عن الحماسة ورغبة في
إظهار التحدي، وهذا أمر تمت مناقشته كثيرا وطلبنا ضبط خطاب المنصة، وقد حدث. أما
عن الرسائل السياسية فقد تم تقديمها من خلال بعض المتحدثين حتى لا تضيع النقاط
المهمة في زحمة الخطاب الحماسي الذي كان سائدا.
تفرغت مع بقية الزملاء للحديث مع الفضائيات ووسائل الإعلام من داخل مقر الاعتصام،
ولكنني ظهرت على المنصة مرات قليلة كانت إحداها حين علمنا من مصادر أن هناك خلافا
كبيرا في مجلس وزراء الانقلاب حول الفض وأن الجنرال كان يتعجله ولو بالقوة المفرطة،
وكان البعض يرفض ذلك لعدة أسباب أهمها الخشية من ارتفاع أعداد الشهداء والمصابين
وربما طول وقت الفض مع وجود قنوات ناقلة على مدار الساعة، وساعتها ظهرت بلغة
المتحدي وقلت عندي رسالة وهي أنكم لن تستطيعوا الفض وأنكم لن تقدروا على ذلك،
وبالفعل وبعد انتشار أنباء عن قرب الفض في رمضان تم تأجيل الموعد المحتوم في
الرابع عشر من آب/ أغسطس 2013.
لم تكن المنصة لإذاعة الأخبار ولا الاشتباك مع إعلام الانقلاب، بل كانت
منصة للإعلان عن ميلاد مشاريع تحالفات مقاومة للانقلاب على غرار
تحالف دعم الشرعية، الذي ضم طيفا
واسعا من التيارات والأحزاب؛ وعلى رأسها حزب الحرية والعدالة وحزب البناء والتنمية
وحزب الأصالة وحزب الفضيلة والجماعة الإسلامية وحزب التوحيد العربي وحزب الراية
والحزب الإسلامي (الجناح السياسي لجماعة الجهاد الإسلامي)، وصحفيون ضد الانقلاب
ونساء ضد الانقلاب ومهنيون ضد الانقلاب وغيرها.
ولم يغب عن مشهد التحالف من أجل الشرعية سوى بعض الشخصيات "الإسلامية"
التي ترددت وكانت في حيرة من أمرها ثم قررت أن تنحاز إلى جانب الانقلاب، مثل محمد
حسان الذي كان يبحث لنفسه عن دور فيما جرى، مدعيا أنه أراد الإصلاح والتوفيق بين
تحالف دعم الشرعية والجنرالات. وطلب مقابلة وفد يمثل التحالف وبالفعل حدث، ثم خرج
رغم اتفاق الجميع على عدم البوح بأي تفاصيل إلا أنه استبق الجميع؛
وزعم كذبا أن
الإخوان رفضوا الصلح والتفاوض والوساطة، دون أن يأتي على التفاصيل وقد فند هذه
الأكاذيب حينها كل من د. صلاح سلطان من فوق منصة رابعة، ورئيس حزب الإصلاح الدكتور
عطية عدلان في لقاءات تلفزيونية لاحقة. وقد تواصلت معه لمعرفة حقيقة
ما قاله في
2015 مع الزميل محمد ناصر على قناة مكملين وقد أكد لي ما قاله سابقا واتهم حسان بالكذب والافتراء
بأن التحالف وافق على شروط العسكر من أجل الصلح. وقال لي الشيخ عطية عدلان إن حسان
ادعى أشياء لم تحدث، فلم نتفق، وما قلته له هو أننا نربأ بك أن تلوث ثوبك الأبيض
بالانحياز إلى الجنرالات، وقلنا له إن مكانك أن تكون معنا هنا وليس وسيطا، ومع ذلك
عُد إلى الجنرالات ولكن كن حذرا أن يخدعوك. ولكنه عاد إلى المسجد ولم يرو الحقيقة
كاملة.
غاب الحويني ومحمد حسين يعقوب وثلة ممن كان المرء يحسن الظن بهم ويثق في
حسن تديّنهم، كما غاب حزب النور وقياداته المتآمرون سلفا على الرئيس مرسي والمتعاونون
حتما مع الجنرالات، ولكن حضر سلفيون كثر وشهدوا الاعتصام، وقد أعملتْ فيهم يد
القتل والغدر العسكرية كما أعملت في بقية المعتصمين على اختلاف مشاربهم وأفكارهم
ومنهم أغلبية من غير المؤدلجين بالطبع.
الحديث عن ذكريات رابعة المجد والصمود يثير في النفس مشاعر مختلفة ومتضاربة
أحيانا، ويطرح على المرء بعد كل هذه السنين أسئلة لا تزال بلا أجوبة، وعلى رأسها
لماذا كان قرار الفض بهذه الطريقة الوحشية ضد أناس لم يقدموا لبلادهم سوى الخير
ولم يصلوا إلى السلطة إلا بالطرق الشرعية؟ ولماذا انحاز إخوة لنا في العقيدة والمنهج
وفي الوطن والإنسانية عموما لمجموعة من القتلة؟ وهل أدركوا اليوم وبعد مرور عشر
سنوات أنهم كانوا خاطئين؟
سيكشف لنا فض رابعة الذي سنتناوله بالتفصيل "حسب الخطة" إن شاء
الله في الجزء المقبل من هذه السردية، كيف سقطت الأقنعة وظهرت الحقيقة وتجلت كما
لم تتجل في تاريخ مصر من قبل.