نشر موقع "
ذي أثلتيك" الأمريكي تقريرًا، سلّط فيه الضوء على قضية اللاعبين اللاجئين في الدوري الإنجليزي الممتاز، التي طفت إلى السطح من جديد.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "
عربي21"، إن محنة اللاجئين في الدوري الإنجليزي الممتاز عادت من جديد في نهاية الأسبوع الماضي، بعد أن فجّر القضية غاري لينيكر، مقدم برنامج "مباراة اليوم" على قناة "بي بي سي"، والذي انتقد مشروع قانون
الهجرة غير الشرعية الجديد للحكومة البريطانية، وتم استبعاده بسبب ذلك من تقديم البرنامج، لكنه لقيَ تضامنًا كبيرًا؛ حيث قاطع نقاد
كرة القدم والصحفيون الآخرون ذلك البرنامج.
وأشار الموقع إلى أن التشريع الجديد سيعطي الحكومة سلطة إبعاد المهاجرين الذين يصلون بطرق غير شرعية، وسيضع حدًا أقصى لعدد اللاجئين الإجمالي، بما في ذلك الذين يصلون بطرق قانونية.
حيال هذا الشأن؛ قالت وزيرة الداخلية البريطانية، سويلا برافرمان، إن المستوى الحالي للهجرة "غير مستدام"، لكنها اعترفت بأن التشريع يمس أكثر من 50 بالمئة من المهاجرين ومن المرجح أن يخالف قوانين حقوق الإنسان، ويصنف لدى الأمم المتحدة على أنه يرقى إلى مستوى "حظر اللجوء".
ولفت الموقع إلى أن كرة القدم المحترفة هي واحدة من أكثر القوى العاملة تنوعًا في إنجلترا، ولطالما أثير النقاش حول نظام الجدارة الذي يمنح الفرصة لللاجئين ذوي المواهب. وفي هذا الصدد؛ وفي اجتماع مؤتمر الاتحاد الدولي للعبة "فيفا" هذا الأسبوع في كيغالي، عاصمة رواندا؛ تم الجدال حول وجود خطة مسبقة لحكومة المملكة المتحدة لترحيل المهاجرين، حيث تتداخل مرة أخرى كرة القدم والسياسة.
ووفقًا لموقع "أتلتيك"؛ فإن أكثر من 20 لاجئًا قد لعبوا في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ انطلاقه في 1992، وهو ما يفتح المجال للتساؤل عن مدى الاختلاف الذي كان سيبدو عليه شكل كرة القدم البريطانية لو كان مشروع قانون الهجرة غير الشرعية ساري المفعول قبل 30 سنة.
في هذا السياق؛ ذكر الموقع أن سعيدو بيراهينو، وصل إلى إنجلترا في سن العاشرة كلاجئ بوروندي لكن بشكل قانوني، بعد اندلاع الحرب الأهلية البوروندية في سنة 1993، حيث نشب صراع عرقي بين مجموعتين، التوتسي الحاكمة وأغلبية الهوتو.
ويلعب بيراهينو حالياً مع نادي شيفيلد وينزداي في الدوري الإنجليزي الدرجة الأولى. وسبق له اللعب مع وست بروميتش ألبيون ونادي نورثهامبتون تاون ونادي برينتفورد وبيتربورو ينايتد، كما أنه لعب مع منتخب إنجلترا لكرة القدم تحت الـ21 سنة.
ويوضح بيراهينو قائلاً: "كنت من الهوتو واضطرت عائلتي إلى الفرار في جميع أنحاء أفريقيا". ولكونه وصل إلى المملكة المتحدة بشكل قانوني، فإن بيراهينو لن يتأثر بالجزء الأول من قانون الهجرة غير الشرعية الجديد، ولكن بالنسبة للجزء الثاني من مشروع القانون الذي يسعى إلى وضع حد أقصى لطالبي اللجوء، فمن الممكن أن يتأثر بذلك.
وأفاد الموقع بأن تحقيقًا أجرته "بي بي سي نيوز نايت" أثبت إجلاء 35 لاعبة كرة قدم أفغانية وعائلاتهن (130 شخصًا في المجموع)، بعد استعادة طالبان السيطرة على البلاد، وهو إجلاء وُصف باللامسؤول من جهات عديدة.
واعتبارًا من تشرين الثاني/ نوفمبر 2022؛ وصل إلى المملكة المتحدة حوالي 11,000 مواطن أفغاني، و80,000 لاجئ أوكراني.
وفي الشهر الماضي؛ ذكرت صحيفة "إندبندنت" أن وزارة الداخلية أمرت وحدات اللجوء بالعمل فقط على طلبات اللاجئين الألبان في محاولة لتسريع عمليات ترحيل المهاجرين من البلاد، وذلك لأن المسؤولين في المملكة المتحدة يصنفون ألبانيا على أنها بلد آمن، وتمت مناقشة قضية المهاجرين الألبان على نطاق واسع في البرلمان بسبب هذا التصنيف، وأثارت
الجدل أحيانًا.
وأضاف الموقع أن مشروع قانون الهجرة غير الشرعية الجديد أثار أيضًا تساؤلاتِِ حول سلامة الأطفال غير المصحوبين بذويهم. وبعد أسئلة في البرلمان؛ قيل إن مشروع القانون لن يتم تطبيقه لاحتجاز وترحيل الأطفال طالبي اللجوء غير المصحوبين بذويهم، ولكن إذا وصلوا على متن قوارب بطريقة غير شرعية، فإن موقف وزارة الداخلية هو ترحيلهم عند بلوغهم سن الـ18، بغض النظر عن مدى استقرارهم في المملكة المتحدة.
وبيَّن الموقع أن المملكة المتحدة تلقت 5152 طلب لجوء من أطفال غير مصحوبين بذويهم. وفي سنة 2016؛ كان من بينهم فتحي أحمد، الذي طلب اللجوء السياسي وهو في سن الـ17 فقط وهو الآن قائد فريق "تشينجن لايفس إف سي/نادي تغيير الحياة"، وهو فريق تأسس سنة 2021، ومقره في هارلو، إسيكس، ويتكون بالكامل من المهاجرين واللاجئين، ويضم أكثر من اثنتي عشرة لغة، ولاعبين من عدة دول بما في ذلك السودان وأريتريا وجنوب السودان وغانا وتشاد.
وتابع الموقع قائلًا إنه بموجب الإرشادات الجديدة؛ فسيكون من المستحيل على الأشخاص الذين يصلون إلى المملكة المتحدة عبر طرق غير شرعية طلب اللجوء، ويقول أحد لاعبي فريق اللاجئين: "أنا قلق بشأن مشروع القانون الجديد؛ سيتأثر العديد من لاعبي الفريق بالقوانين الجديدة".
وبحسب الموقع؛ وبصرف النظر عن القانون نفسه؛ فإن خطاب الحكومة حول اللاجئين كان مثيرًا للجدل أيضًا. ففي الأسبوع الماضي، ادعى مسؤول أن "تهريب المخدرات واستخدامها مرتبط الآن بالأشخاص الذين يأتون إلى هنا على متن قوارب الهجرة غير الشرعية"، لكنه لم يذكر أي دليل في بيانه.
وختم الموقع تقريره بالتأكيد على أن مجلس العموم أقرّ يوم الاثنين الماضي مشروع قانون الهجرة غير الشرعية؛ وبمجرد أن يمر عبر مجلس اللوردات - وعادة ما يكون إجراءً شكليًا - يصبح ساري التنفيذ، وهو ما لا يتمناه اللاعبون اللاجئون.