خرج محام بارز كان قد أعد
تحقيقا داخليا في
حزب العمال البريطاني بشأن سلوك موظفي الحزب ضد الزعيم السابق
جيرمي
كوربين؛ عن صمته، متحدثا عن أن قضية
معاداة السامية تم استخدامها كسلاح ضد كوربين، وقال إن
معاداة السود ومعاداة المسلمين لا يتم التعامل معها بنفس الجدية التي تواجه بها معاداة
السامية.
وكان مارتين فورد قد خلص في
تقرير أصدره في تموز/ يوليو الماضي، إلى أن مسؤولين في
الحزب استخدموا طرقا متعددة لعرقلة كوربين ومنع فوزه في الانتخابات.
اقرأ أيضا: تحقيق: موظفو العمال البريطاني عرقلوا حملة كوربين الانتخابية
وجاء التقرير بعد تحقيق داخلي على خلفية التسريبات
التي ظهرت في نيسان/ أبريل 2020، وتضمنت نصوص محادثات خاصة على الواتساب لموظفين
ومسؤولين كبار مناهضين لكوربين في الحزب، أظهرت سعيهم لإفشاله.
كما كشف فورد عن
العنصرية ضد السود وضد النساء بين كبار
موظفي الحزب، في حين شكا أعضاء ونواب مسلمون في الحزب من تجاهل شكاواهم بشأن
الإسلاموفوبيا ومعاداة المسلمين، وأن زعيم الحزب الحالي كير
ستارمر تقاعس عن
الوقوف لجانبهم في وجه هجمات يتعرضون لها.
وفي ظل تجاهل واسع من الإعلام البريطاني لهذه الأجواء
في حزب العمال، جاءت سلسلة تحقيقات "ملفات العمال" لمحطة الجزيرة الإنجليزية
لتكشف كمّا كبيرا من الوثائق الداخلية للحزب، التي تؤكد شيوع ما توصف بـ"ثقافة
اليمين" داخل الحزب المفترض أنه يميل إلى اليسار.
وتحدث فورد أخيرا للجزيرة، وقال إن قيادة الحزب لم
تتواصل معه منذ إصدار تقريره وتوصياته قبل ثمانية أشهر.
ورغم تعهد ستارمر باتخاذ إجراءات لمواجهة العنصرية في
الحزب بناء على توصيات التقرير، لكن فورد أكد أنه لم يلحظ "تجاوبا كافيا"
مع تحقيقه الذي أورد تفصيلا للاتهامات بالعنصرية بين كبار موظفي الحزب الذين
استهدفوا بشكل خاص القيادية السوداء الموالية لكوربين، دايان أبوت بطريقة عنصرية.
كما كشف فورد عن تجاهل تام من وسائل الإعلام تجاهه،
موضحا أن أي وسيلة إعلامية بريطانية لم تتواصل معه لإجراء مقابلة منذ صدور نتائج
تحقيقه الداخلي، وذلك بخلاف الضجة الكبيرة التي أثارتها وسائل الإعلام، وخصوصا
اليمينية وتلك الموالية لإسرائيل، بشأن المزاعم حول معاداة السامية في الحزب في ظل
قيادة كوربين.
وكان تقرير فورد قد تناول الاتهامات بتدخل كوربين
وحلفائه في مسار النظر بشكاوى معاداة السامية داخل الحزب، لكن التحقيق خلص إلى أنه
لم يتلق "أدلة موثقة، واضحة ومقنعة، بأنه كانت هناك محاولة ممنهجة من قبل
القيادة المنتخبة أو مكتب قيادة المعارضة للتدخل بدون طلب في إجراءات الانضباط؛ من
أجل إضعاف استجابة الحزب لمزاعم معاداة السامية".
اقرأ أيضا: "ملفات الجزيرة": ثقافة اليمين تسمم حزب العمال البريطاني
وأشار التقرير إلى أن كبار الموظفين ساهموا في نشر
تقارير إعلامية "مضللة" تفيد بأن فريق كوربين يتدخل في هذه الإجراءات،
موضحا أن فقدان الثقة بين موظفي الحزب وطاقم كوربين أضعف قدرة الحزب على الاستجابة
لشكاوى معاداة السامية.
واتهم التقرير الجانبين "باستخدام القضية (معاداة
السامية) كسلاح، وفشلا في إدراك جدية معاداة السامية".
واتهم فورد وسائل الإعلام الكبرى، بما فيها بي بي سي،
بـ"التضليل" بشأن قضية معاداة السامية في الحزب، مشيرا بشكل خاص إلى
حلقة من برنامج بانوراما عام 2019.
وكشف فورد أنه بعد نشر تقريره فإن محررا ببرنامج
بانوراما في بي بي سي ومراسله جون وير؛ كتبا رسائل إليه يطلبان منه إزالة هذه
الإشارة من التقرير لأنها "تضر بسمعة" المحطة والبرنامج، وهو ما رفضه
فورد.
وتتكون البيانات والوثائق المسربة لحزب العمال من 500
غيغا بايت من وثائق ورسائل بريد إلكتروني وملفات مصورة، يعود تاريخها إلى الفترة
من 1998 إلى 2021.
وتدعم هذه الوثائق الخلاصة التي توصل إليها فورد بشأن
العنصرية في الحزب، والحرب من موظفي الحزب ضد كوربين. كما تكشف عن سلوك ستارمر في
سحق معارضيه بعد توليه قيادة الحزب. وتكشف تحقيقات الجزيرة عن تفشي الإسلاموفوبيا
في الحزب، مع تجاهل الشكاوى بشأن التنمر والإساءات التي يتعرض لها أعضاء ونواب مسلمون
في الحزب.
اقرأ أيضا: تعتيم إعلامي ببريطانيا على ملفات "الجزيرة" عن حزب العمال