وجه المرشد
العام الجديد لجماعة الإخوان المسلمين،
صلاح عبد الحق، عددا من الرسائل وذلك خلال اللقاء
التعريفي الداخلي الذي حضره عدد من الإخوان، بعد انتخابه خلفا للقائم بأعمال المرشد
العام الراحل إبراهيم منير.
وقالت الجماعة
في التاسع عشر من الشهر الجاري، في بيان، وصل "عربي21" نسخة منه، إن
"مجلس الشورى العام انتخب عبد الحق قائما بأعمال المرشد العام للإخوان
المسلمين، ليصبح بذلك هو المسؤول الأول بالجماعة".
اقرأ أيضا: "الإخوان المسلمين" تعلن رسميا انتخاب قائد جديد للجماعة
وأوضح البيان،
أن عبد الحق حصل على تأييد مجلس الشورى
المصري والعالمي للإخوان بإجماع الأصوات
كقائد جديد للجماعة.
إعادة تعريف الجماعة
وفي أول تعليق
له بعد انتخابه، قال عبد الحق، بحسب البيان، إن أولوياته في المرحلة المقبلة هي
إعادة التعريف بالجماعة وتعزيز مكانتها ولم شملها، والاهتمام بملف المعتقلين
وأسرهم، وتمكين الشباب لإدارة المرحلة.
وفي اللقاء التعريفي، عرج قائد الجماعة الجديد على التحديات
التاريخية التي واجهت الجماعة، وكيف تمكنت مرونة قياداتها من العبور بالجماعة في
ظل الحكومات المصرية المتعاقبة، مؤكدا على أن الحل يكمن في الحوار لا في
الصراع.
وجدد التأكيد على ما صرح به سلفه الراحل بترك الصراع على السلطة
موضحا أن لكل وقت أولوياته.
وتحدث عن أسس استئناف العمل الإسلامي، متعرضاً لإشكاليات مطروحة وتشغل
الإخوان، وتشغل الرأي العام بشأنهم. وأكد أن الجماعة تعرف طريقها، وتتمسك
بثوابتها، وتراجع وتصحح مساراتها انطلاقا من فهمها ومبادئها التي أسسها عليها
الإمام البنا.
وركز عبد الحق خلال اللقاء على وطنية الجماعة، مشيرا إلى
أن تراث الإمام المؤسس حسن البنا، فيه الكثير من الوطنية، وأنه كان يذكر ذلك دوما
في مجالسه، وكان يتغنى بحبه لمصر.
وأشار إلى أن الجماعة تتألم لما تراه من أوضاع البلاد.
وتأسف بسبب أن القيادات المتعاقبة على مصر، والحكومات
المتتالية، امتدت يدها بالإساءة إلى الدولة، مؤكدا أن مصر يجب أن تتسع للجميع.
تقييم التجربة
وذكّر عبد الحق باللقاء الذي جمع البنا، مع رئيس الوزراء
المصري الأسبق في عهد الملك فاروق، إبراهيم عبد الهادي، حيث أبدى البنا لرئيس
الوزراء استعداده على الحفاظ على هيبة الحكومة لتقوم بعملها على أكمل وجه، من منطلق
أن مصر وطن يتسع للجميع، وطلب بالمقابل، أن يكون وضع الجماعة شرعيا ونشاطها علنيا.
ولفت إلى أن البنا كان لا يفضل العمل السري، واستمرار
الملاحقات، لأن ذلك لن يحقق استقرارا في الوطن.
ولفت كذلك إلى تعامل المرشد
العام الأسبق للجماعة، عمر التلمساني، مع الرئيس المصري الأسبق، محمد أنور السادات،
الذي ألمح لرغبته في التعامل مع الإخوان فقبل التلمساني هذه المبادرة.
وحول عتاب بعض
الإخوان له بأن السادات يستخدمه، رد التلمساني و"أنا أيضاً أستخدمه"،
وقال "إن الوقوف عند نقطة ثابتة يكلفنا أثماناً باهظة، ويلحق بنا أضراراً
بالغة".
وأكد أن "طبيعة العلاقات بين السلطات والجماعات وإن غلب عليها الصدام عبر التاريخ
إلا أن الصدام ليس قدراً مقدوراً، وأنه على قناعة بأن الجماعات مهما كانت قوتها، لا
تهزم الدول مهما كان ضعفها، وأن هناك دائما إمكانيات للحل. فإن لم يتم الحل، فعلى
الأقل يتم تخفيف الآثار، لأن الصدام نتائجه سيئة".
على جانب آخر، قال إن إرث الجماعة الثري، ليس هو كل
الممكن، ورغم نجاح الجماعة التاريخي ومصداقيتها، إلا أن هنالك صورا أخرى ممكنة،
وإن تجربة الجماعة وعملها، متروك للأخذ والرد والنقض والاختبار.
وشدد على أن "اللحظات المحبطة هي الأنسب للمبادرات الشجاعة، والبحث عن مخارج، مؤكدا
أن من يمد يده للإخوان لن يجد منهم غير الوفاء، فلا بد للحياة أن تعود لطبيعتها".
من هو صلاح عبد الحق؟
وولد عبد
الحق، في القاهرة عام 1945، والتحق بالجماعة عام 1962، بعد تأثره بأفكار مؤسسها
التي عرفها عن طريق الطلاب السوريين الذين قدموا للدراسة في مصر أيام الوحدة بين
مصر وسوريا، واعتقل في الحملة الشهيرة للرئيس المصري جمال عبد الناصر ضد الجماعة،
عام 1965 وسجن لمدة 9 سنوات.
التحق عبد
الحق، بالجامعة قبل دخول السجن، لكنه انقطع عن الدراسة إلى حين خروجه، واستأنفها
لاحقا وحصل على درجة البكالوريوس عام 1976،
من كلية الطب، بتخصص الأمراض الجلدية، ثم أكمل الماجستير عام 1982 في التخصص ذاته.
سافر مع
عائلته إلى السعودية، للعمل طبيبا للأمراض الجلدية، وهو متزوج من ابنة أحد كبار
دعاة الإخوان، وهو الشيخ عبد الرحمن رأفت الباشا.
وشغل عبد الحق
العديد من المواقع في جماعة الإخوان المسلمين، وتولى مسؤولية "المنتدى
الإسلامي العالمي للتربية" لأكثر من 15 عاما. وتم اختياره عضوا بمجلس الشورى
العام للجماعة، وممثلا عن رابطة الإخوان المصريين في الخارج، في فترة قيام الراحل
إبراهيم منير، بمنصب القائم بأعمال المرشد.