يعاني العديد
من المهاجرين الأفارقة في
تونس، بلا مأوى أو عمل، فيما يقول بعضهم إنهم ما زالوا
يواجهون هجمات
عنصرية، بعد أسابيع من حملة قمع عنيفة أدت إلى اندفاع محفوف بالمخاطر
إلى البحر رغبة بالوصول إلى
إيطاليا.
وخارج مفوضية
الأمم المتحدة للاجئين في تونس، وقف عشرات المهاجرين الأفارقة احتجاجا هذا الأسبوع
أمام المخيم المؤقت الذي يعيشون فيه منذ أن حثت السلطات أصحاب العقارات على
إجبارهم على ترك منازلهم.
وقال جوزيفوس
توماس مشيرا إلى لونه الأسود: "نحن بحاجة إلى الإخلاء، تونس ليست آمنة، لا
أحد لديه مستقبل هنا عندما يكون لديك هذا اللون، إنها جريمة".
وفي شباط/
فبراير الماضي، قال الرئيس قيس
سعيد إن
الهجرة غير الشرعية كانت مؤامرة إجرامية
لتغيير التركيبة السكانية في تونس، وهي اللغة التي وصفها الاتحاد الأفريقي بأنها
"خطاب كراهية عنصري".
وقالت باربرا
ليف مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية، لرويترز يوم الخميس إن تصريحات سعيد أطلقت
العنان لهجمات وموجة من الخطاب العنصري، حيث قالت جماعات حقوقية إن مئات المهاجرين
أبلغوا عن تعرضهم للهجوم أو الإهانة.
ورفض سعيد
ووزير الخارجية التونسي الاتهامات بأنه أو الحكومة عنصريون، وأعلنا خطوات لتخفيف
لوائح التأشيرات للأفارقة وذكّرا الشرطة بقوانين مكافحة العنصرية.
وبينما بدا أن
حملة القمع الرسمية انتهت منذ أسابيع، يقول المهاجرون إنهم ما زالوا يواجهون
الانتهاكات.
وقالت اللاجئة
من السودان، عوضية حسين أمينة، إن الناس قالوا لها إنها بلا كرامة، بعد خطاب سعيد،
ووصفوها بالقذرة.
وأشارت إلى
أنها عاشت في العاصمة تونس لمدة خمس سنوات بعد فرارها من السودان، إلى ليبيا مع
زوجها، ثم إلى تونس، لكنها غادرت منزلها بعد أن رشقه الناس بالحجارة.
وتقيم الآن في
الشارع خارج مقر مفوضية الأمم المتحدة.
وقالت:
"نريد أن نعيش في مكان ننعم بالأمن والاستقرار والسلام. لا نريد مشاكل في
تونس".
أما المهاجر
من مالي، مؤمن سو، فاستغرب الخطاب العنصري في تونس، مع أنها بلد أفريقية، قائلا
إنه أقيل من عمله في إحدى الحانات بعد خطاب سعيد، وتعرض للضرب في اليوم التالي وسرقت
أمواله في الشارع.
وفُقد عشرات
المهاجرين، الجمعة، بعد غرق قاربهم قبالة سواحل تونس، في خامس حادثة غرق في
يومين، ليرتفع عدد المفقودين إلى 67 شخصا منذ زيادة عدد رحلات الهروب من تونس عبر
البحر إلى إيطاليا.
وقال خفر
السواحل الإيطالي الخميس الماضي، إنه أنقذ نحو 750 مهاجرا في عمليتين منفصلتين
قبالة الساحل الجنوبي لإيطاليا بعد ساعات من مقتل خمسة أشخاص على الأقل وفقد 33 في
أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط من تونس.
وقال القاضي
التونسي فوزي المصمودي لرويترز إن سبعة أشخاص، من بينهم رضع وأطفال، لاقوا حتفهم
بعد غرق القارب قبالة سواحل مدينة صفاقس.
وقال حسام
جبابلي، المسؤول في الحرس الوطني، إن خفر السواحل أوقف 56 قاربا في أثناء توجهها
إلى إيطاليا في غضون يومين واحتجز أكثر من ثلاثة آلاف مهاجر، معظمهم من دول
أفريقيا جنوب الصحراء.
وأفادت بيانات
الأمم المتحدة بأن ما لا يقل عن 12 ألف مهاجر وصلوا إلى إيطاليا هذا العام قادمين
من تونس مقارنة مع 1300 في الفترة نفسها من العام الماضي.