تترك التطورات
الإقليمية المتلاحقة تأثيرها المباشر على دولة
الاحتلال، وآخرها ظهور جملة من
المخاوف
الإسرائيلية من فرضية توقف ضخّ
النفط الموجود في منطقة
كردستان العراق إلى
دولة الاحتلال، التي تستورده من إقليم كردستان العراق عبر خط أنابيب يصل ميناء
جيهان في تركيا، ومن هناك في ناقلات إلى الأراضي المحتلة.
أوساط إسرائيلية كشفت أنه اعتبارًا من السبت، تم إغلاق خط الأنابيب بسبب تأكيد الحكومة
المركزية في بغداد أن الأكراد ليس لهم الحق في بيع النفط بشكل مستقل، حيث سيتم نقل
السيطرة على الصادرات إلى الحكومة العراقية التي يعتبرونها موالية لإيران، ما
سيؤدي بشكل واضح إلى قطع التجارة مع دولة الاحتلال.
إيهود يعاري المستشرق اليهودي في
القناة 12، أكد
أنه "منذ سنوات يستورد الاحتلال النفط الذي يضخه الأكراد شمال العراق عبر خط
أنابيب إلى ميناء جيهان في تركيا، ومن هناك في ناقلات إليها، لكن السبت سيشهد
إغلاق خط الأنابيب بسبب أمر تحكيم نيابة عن غرفة التجارة الدولية في باريس، قضى
بقبول مطالبة حكومة بغداد بأن الأكراد ليس لهم الحق في بيع النفط بشكل مستقل، ودفع
تركيا تعويضات 1.4 مليار دولار، ويحتمل أن يؤدي نقل الرقابة على الصادرات للقادة الموالين
لإيران إلى قطع التعامل مع إسرائيل".
وأضاف في مقال
ترجمته "عربي21" أن "هذا التطور يستدعي التأكيد على أن إسرائيل
تستورد النفط الكردي بكميات محدودة، وهناك مصادر بديلة للإمداد، لكن شراء هذا
النفط أعطى بعدًا اقتصاديًا للروابط الطويلة الأمد بين عائلة بارزاني ودولة
الاحتلال، مع العلم أنه في حالات قليلة ساعدت إسرائيل الأكراد على بيع نفطهم
لعملاء آخرين في إيطاليا وكرواتيا، رغم تدمير الفيلا الكبيرة الخاصة بـ"باز
كريم برزاني" المدير التنفيذي لشركة تسويق "كار" العام الماضي في
هجوم صاروخي من
إيران بزعم أن المكان يستخدم من عملاء الموساد".
وأشار أنهم
"بدأوا الآن بإيقاف الإنتاج في حقول النفط الكردية، التي زودت خط الأنابيب
مؤخرًا تركيا بحوالي 450 ألف برميل من النفط يوميًا، وفي الأيام الأخيرة أرسل
الأكراد وفودًا إلى بغداد في محاولة لإيجاد مخرج من الأزمة، لكنهم واجهوا الموقف
العنيد للحكومة العراقية التي تدعي أن السلطة على صادرات النفط الكردية ستكون
بيديها وحدها، وعروض دفع إتاوات لصندوق "حكومة إقليم كردستان".
وأكد أن
"هذا الصراع الذي بدأ في عام 2014 وصل نقطة تحول من شأنها أن تزيد من تقليص
حرية الأكراد في العمل في حقول النفط، بعد أن فقدوا بالفعل الحقول الغنية في
كركوك، بعد أن حملوا الاستفتاء الذي قرر إعلان الاستقلال، وتعرض لهجوم من الجيش
العراقي والمليشيات الموالية لإيران، ويبدو أن الأتراك مهتمون باستئناف تدفق
النفط بأقصى سرعة دون التطرق لمسألة من يديره، لأن هذا دخل سهل بمليار دولار في
السنة".
الاستنتاج
الإسرائيلي أنه في عالم النفط المظلم لن تكون هناك جهود من قبل الأتراك لتوجيه
الناقلات من جيهان إلى دولة الاحتلال على وجه التحديد، لكن بشكل عام تنغمس القيادة
الكردية في معارك بين أفراد عائلة بارزاني وبين شركائهم المتنافسين عائلة طالباني،
وبالفعل وصل المؤيدون لاغتيالات في الهواء الطلق، ومحاولات تسميم في الخفاء، وكلما
زاد ضعفهم من الداخل، زاد دخول الإيرانيين والأتراك إليهم، وبذلك تتحطم أحلام دولة
الاحتلال حول مستقبل الأكراد بنظرها.