لم تشمل التطورات الأخيرة في مجال الطب معرفة متوسط العمر المتوقع للبشرية جمعاء، بل أدت أيضًا إلى زيادة نوعية حياة البشرية بشكل كبير، كما تم إحراز تقدم كبير في مجال صحة
الرياضيين؛ حيث يمكن الآن علاج الإصابات التي كان من الممكن أن تنهي مسيرة الرياضيين الرياضية قبل بضعة عقود في غضون أسابيع قليلة.
ونشر موقع "ليستي ليست" التركي تقريرًا - ترجمته "عربي21" - قال فيه إنه في الآونة الأخيرة؛ ظهر الرياضيون الشباب بشكل خاص في المقدمة بسبب مشاكل القلب التي يواجهونها في المسابقات المختلفة، فيبدو أن مشاكل القلب التي يعاني منها الرياضيون المحترفون - والذين يُتوقع أن يكونوا أكثر صحة بشكل عام من غيرهم - قد زادت إلى مستوى لا يمكن تجاهله مؤخرًا، وهو ما يطرح سؤالًا حول لماذا يتوقف قلب الرياضيين الشباب فجأة أثناء المباراة؟
وأفاد الموقع بأن السكتة القلبية التي تعرض لها نجم
كرة القدم الأمريكية، دامار هاملين، قد أثارت مرة أخرى مشاكل القلب التي يعاني منها الرياضيون الشباب خلال المنافسات المختلفة؛ فقد انهار الرياضي الشاب الذي يلعب مع فريق "بافلو بيلز Buffalo Bills" على الأرض بعد اصطدامه مع خصم من فريق "سينسيناتي بينجالز Cincinnati Bengals"، وأعلنت الفرق الطبية - التي تدخلت في إصابة الرياضي البالغ من العمر 24 عامًا في الملعب - أن هاملين يعاني من "سكتة قلبية"، وأن الدورة الدموية انقطعت في جسده؛ حيث لم يتضح سبب توقف قلبه؛ حيث لا يزال في حالة حرجة.
ووفقًا للموقع فإن بعض الخبراء يرون أن سبب توقف قلوب اللاعبين أثناء المباراة هو الصدمة الحادة، وهي حالة ناتجة عن صدمة جسدية ناتجة عن الضربات الجسدية أو الاعتداءات أو الإصابات الناجمة عن الأحداث الرياضية أو السقوط، ونتيجة لهذه الصدمات يُصاب الرياضيون بما يعرف بالسكتة القلبية بسبب التأثير البدني.
وأشار الموقع إلى أن التأثيرات الجسدية في المسابقات الرياضية تسبب السكتة القلبية، والتي يقول الخبراء إن هذا يختلف عن النوبة القلبية، لأنه في النوبة القلبية لا يذهب الدم إلى عضلة القلب.
وأضاف الموقع أنه أثناء المباراة؛ يمكن أن تسبب الضربات الشديدة على منطقة الصدر مشاكل خطيرة في القلب، وحيث لم يتضح بعد ما إذا كان هاملين قد أصيب بأي ضرر في قلبه أو غيره من الأعضاء الداخلية أثناء اصطدامه بخصمه، ولكن من المعروف أن الضربات في المباريات الرياضية يمكن أن تسبب مثل هذا الضرر، ولهذا فإن ما أوقف قلب هاملين أثناء المباراة ربما كان الضرر الذي لحق بقلبه من الاصطدام.
وذكر الموقع أن هناك حالة أخرى تتسبب في توقف قلوب بعض الرياضيين أثناء المباراة وهي اضطراب وراثي يسمى "اعتلال عضلة القلب الضخامي"، والذي يتم تعريفه بأنه عدم قدرة القلب على أداء وظيفة ضخ الدم بسبب فرط نمو القلب وزيادة سماكته، وهو مرض رياضي خطير للغاية وماكر لأنه في أغلب الأحيان لا يواجه الرياضيون المصابون بهذا المرض أي علامات تدل على مشاكل صحية. لذلك؛ يمكن أن يسبب اعتلال عضلة القلب الضخامي سكتة قلبية مفاجئة وحتى الموت، وتسمى الوفيات الناجمة عن السكتة القلبية "متلازمة الموت المفاجئ".
واختتم الموقع التقرير بالقول إنه في الآونة الأخيرة كانت هناك زيادة كبيرة في السكتة القلبية بين الرياضيين؛ حيث قالت دراسة أجريت في الولايات المتحدة في عام 2016 إن هناك 100 إلى 150 حالة سكتة قلبية كل عام في الولايات المتحدة وحدها، وفي العام الماضي؛ توفي لاعب كرة القدم الدنماركي كريستيان إريكسن متأثرًا بمشكلة خطيرة في القلب خلال مباراة لكرة القدم، رغم أنه أُعلِنَ لاحقًا أن إريكسن أو عائلته ليس لديهم أي مرض في القلب. من ناحية أخرى؛ هناك من يربط الزيادة في الحالات بلقاحات كوفيد، رغم أنه ليس لها أساس علمي.