لقي
إعدام مدان بجريمة قتل في
السعودية، خلال شهر رمضان، تنديدا حقوقيا بعد أن توقفت السعودية عن تنفيذ الأحكام
خلال رمضان لسنوات طويلة.
وفي العادة توقف السلطات السعودية
تنفيذ أحكام الإعدام خلال شهر رمضان الذي بدأ في المملكة هذا العام في 23 آذار/ مارس
الفائت.
والإثنين، قالت "المنظمة
الأوروبية-السعودية لحقوق الإنسان" ومقرّها برلين في بيان لها إنّ
"السعودية كسرت محظوراتها وأعدمت لأول مرة في شهر رمضان".
وأضافت أنّ تنفيذ هذا الحكم في شهر
رمضان "يدلّ على إصرار السعودية على كسر القيود الاجتماعية والثقافية
والإنسانية، وعدم إلتزامها بالوعود في تقييد الإعدامات والحدّ منها، كما أنّه
مؤشّر على رغبة في تسريع تنفيذ أحكام الإعدامات الصادرة".
والسعودية من أكثر الدول التي تنفّذ
أحكاماً بالإعدام في العالم، لكنّ المملكة عادة ما تمتنع عن تنفيذ هذه الأحكام في
شهر الصوم.
والأسبوع الماضي أفادت وكالة الأنباء
السعودية الرسمية "واس" أنّ وزارة الداخلية أعدمت رجلاً سعوديا أدين بقتل
سعودي آخر.
وقالت واس إنّ "خالد الحربي أقدم
على قتل أحمد الصبحي، سعوديّ الجنسية، وذلك بأخذه إلى منطقة صحراوية على سيارته
وطعنه بسكين عدة طعنات وإشعال النار فيه، مما أدّى لوفاته".
وأوضحت أنّها نفّذت "حُكم الإعدام
الثلاثاء 28 آذار/ مارس في محافظة ينبع بمنطقة المدينة المنورة" في غرب
البلاد.
وفي الآونة الأخيرة، لم تعد تقارير
وسائل الإعلام الحكومية تقدّم تفاصيل حول كيفية تنفيذ عمليات الإعدام، لكنّ المملكة
نفّذت في كثير من الأحيان أحكام الإعدام بقطع الرأس.
وأعدمت السلطات السعودية 17 شخصاً هذا
العام، مقابل 147 شخصاً العام الماضي، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استناداً
إلى بيانات رسمية.
واعتبر المدير القانوني في
"المنظمة الأوروبية-السعودية لحقوق الإنسان" طه الحاجي تنفيذ حكم
الإعدام خلال رمضان "أمراً خطيراً وسابقة تكسر كل القيود والأعراف".
وأضاف: "ليس هناك مانع قانوني أو
شرعي من تنفيذ حكم الإعدام في رمضان لكن هناك عرف يحترم الحالة الروحانية في الشهر
الكريم".
وأشار إلى أنّ منظمته راجعت كافة عمليات
الإعدام المعلنة في السعودية منذ 2009 "ولم نرصد تنفيذ أي إعدام في رمضان منذ
2009".
ونفّذت السعودية أكثر من ألف عملية
إعدام منذ وصول الملك سلمان للحُكم في 2015، بحسب تقرير مشترك لمنظمة
"ريبريف" والمنظمة الأوروبية-السعودية لحقوق الإنسان نشر مطلع العام الجاري.
الشهر الماضي، قالت وزارة الداخلية
السعودية، في بيانين منفصلين، إنها نفذت حكم الإعدام بحق مواطنين، أدينا بارتكاب
جرائم مروعة.
وذكرت الوزارة في بيان السبت، أنه جرى
تنفيذ حد الحرابة، ضد محمد بن عبد الرزاق فيضي، في مدينة جدة بمنطقة مكة المكرمة،
بعدما أدين بقتل رجل أمن خلال تأديته عمله، وإطلاق النار على عدد من الدوريات
الأمنية.
إضافة إلى الدخول إلى إحدى المنشآت
النفطية، وإشعال النار فيها بقصد تفجيرها، وشراء وحيازة أسلحة وذخيرة والتدرب
عليها للاعتداء والإفساد والإخلال بالأمن، معتنقاً المنهج التكفيري المؤيد للأعمال
الإرهابية التي شهدتها البلاد والثناء على منفذيها، بحسب الوزارة.
وفي سياق متصل، قالت الوزارة إنه جرى
تنفيذ حكم الإعدام بحق المواطن عمر بن عبد الله البركاتي، بعدما أدين بخطف الأحداث
واستدراجهم والذهاب بهم إلى مكان مهجور، واغتصابهم، والتسبب لهم بإصابات.
وأشارت وزارة الداخلية إلى أن المدان
قام باستغلال صفته الوظيفية في فعل هذه الجرائم.