قدم معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى،
قراءة في قرارات الرئيس
الإماراتي محمد بن زايد الأخيرة، حول تعيين نجله وليا لعهد أبو ظبي، وثلاثة من أشقائه في مناصب أخرى.
وذكر المعهد في القراءة التي قدمها مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في المعهد، سايمون هندرسون، أن قرارات محمد بن زايد تعد معالم للرؤية التي رسمها لمستقبل أبو ظبي بشكل خاص ودولة الإمارات بشكل عام.
وتاليا القراءة الخاصة بهندرسون:
بعد وفاة رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد في أيار/مايو الماضي، خلفه رسمياً أخوه غير الشقيق، ولي العهد آنذاك، محمد بن زايد ليصبح رئيساً للإمارات وحاكماً لإمارة أبو ظبي، الإمارة الرائدة من حيث مساحة أرضها، وثروتها النفطية بشكل حاسم.
وفي الواقع، تولى محمد بن زايد هذين المنصبين فعلياً خلال السنوات العشر الماضية في أعقاب تدهور صحة الشيخ خليفة. ومنذ ذلك الحين، لم يتمّ تعيين ولي عهد لأبو ظبي (الوريث الظاهر لدولة الإمارات ضمنياً) حتى 29 آذار/مارس، عندما أعلن ابن زايد عن مجموعة من التغييرات الرئيسية:
-تعيين نجله الأكبر،
خالد بن محمد، ولي عهد أبو ظبي.
-تعيين شقيقه، منصور بن زايد، نائباً لرئيس الدولة، حيث سيشغل منصبه إلى جانب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة الحالي وحاكم دبي.
-تعيين شقيقين آخرين هما مستشارا الأمن الوطني طحنون بن زايد وهزاع بن زايد، نائبين لحاكم أبو ظبي.
وظاهرياً، يبدو أن تعيين خالد يُغيّر نظام الخلافة في الإمارات بحيث لم تعد تنتقل من شقيق إلى شقيق بل من الأب إلى الابن. كما تمنح هذه التغييرات أدواراً جديدة إلى بني فاطمة، أي محمد بن زايد وأشقاؤه الخمسة من والدته فاطمة التي كانت الزوجة المفضلة للشيخ زايد، مؤسس دولة الإمارات. (للشيخ زايد ثلاثة عشر ولداً والعديد من البنات).
غير أن هذه الخطوة قد تثير في الوقت نفسه تكهنات بشأن نظام الخلافة الذي سيسود عند وفاة محمد بن زايد (62 عاماً) أو إذا أصبح عاجزاً عن القيام بمهامه في موعد أقرب من المتوقع. فقد توفي والده عن عمر 89 عاماً، ولكن المرض أبعد شقيقه خليفة عن المشاركة النشطة في الحكومة عن عمر 66 عاماً.
وعلى أي حال، ازدادت التوقعات بشأن تعيين خالد ولياً للعهد منذ شهور. وفي هذا الإطار، نشرت "غالف ستيتس نيوزلتر" نبذة عنه في كانون الثاني/يناير بعنوان "النجم الصاعد خالد بن محمد في أبو ظبي". ومن المثير للاهتمام أنه نُشر في العدد نفسه أن طحنون "لا يزال مرشحاً محتملاً لمنصب ولي العهد"، ولكن يبدو أنه قد تمّ تهميشه إلى حد كبير في التعيينات الأخيرة.
وقد يحمل تعيين منصور، المعروف في الخارج بصفته مالك نادي "مانشستر سيتي" لكرة القدم، دلالات مهمة. فيمكن تفسير تعيينه نائباً لرئيس الدولة إلى جانب محمد بن راشد على أنه يقلل من نفوذ حاكم دبي التي تُعتبر مقر المعاملات التجارية في الإمارات وثاني أكبر إمارة فيها. لكن منصور متزوج من ابنة محمد بن راشد، وقد لا يكون هذا التفسير صحيحاً.
وبالنظر إلى الثروة الهائلة لدولة الإمارات ودبلوماسيتها النشطة، ستراقب المنطقة والعالم أجمع باهتمام هذه التفاصيل المبطّنة نوعاً ما عن كثب. وستكون إسرائيل من أبرز هؤلاء المراقبين (حيث وقّعت على "اتفاقية إبراهيم" الرائدة مع الإمارات في عام 2020) وكذلك الولايات المتحدة (التي تربطها علاقة وثيقة بل متوترة في بعض الأحيان مع الإمارات).