فرضت
الولايات المتحدة
عقوبات جديدة، الثلاثاء، على شقيقين
لبنانيين قالت إنهما استخدما
ثروتهما للانخراط في ممارسات فساد تسهم في انهيار سيادة القانون في لبنان.
كما أنها فرضت عقوبات على العديد من شركاتهما.
وقال
بريان نيلسون، وكيل وزارة الخزانة الأمريكية لشؤون الإرهاب والمخابرات المالية، في
بيان: "إجراء اليوم يؤكد التزام الولايات المتحدة بتسليط الضوء على أعمال الفساد
التي تستمر في التأثير بشكل ظالم على الشعب اللبناني".
وأضاف:
"الآن أكثر من أي وقت مضى، على الحكومة اللبنانية تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية
والسياسية التي تحتاجها البلاد بشدة".
وقالت
الخزانة الأمريكية في البيان إنها فرضت عقوبات على رجلي الأعمال ريمون زينة رحمة وتيدي
زينة رحمة، متهمة إياهما باستغلال الشركات الخاضعة لسيطرتهما للفوز بعقود حكومية متعددة
من خلال "مناقصة عامة شديدة الغموض".
وأضافت
أن الشقيقين تعاقدا من الباطن في عام 2017 لاستيراد الوقود اللازم لاستخدام شركة الكهرباء
الوطنية اللبنانية المملوكة للدولة واستيراد الوقود نيابة عن وزارة الطاقة والمياه
اللبنانية في مناقصة أفادت التقارير بأنها فاسدة.
وقالت
واشنطن إنهما استوردا وقودا ملوثا عندما كانا متعهدين، ما تسبب في أضرار كبيرة لمحطات
الكهرباء في لبنان.
وذكرت
وزارة الخزانة أنه من خلال شركتهما "زد آر إنرجي دي إم سي سي"، ومقرها الإمارات
العربية المتحدة، والتي تعرضت أيضا لعقوبات، الثلاثاء، فإنهما "زيفا منتج الوقود شديد
الخطورة الخاص بهما من خلال مزجه مع أنواع أخرى من الوقود".
وقالت
في البيان: "بينما حقق الأخوان رحمة ثراء بهذا المخطط، فإن الشعب اللبناني عانى وتدهورت
البنية التحتية للبلاد بشكل أكبر، وتزايدت أعطال محطات الكهرباء في عموم لبنان وزاد
انقطاع التيار الكهربائي يوميا".
ونفى
الأخوان رحمة في السابق صلتهما بشركة "زد آر إنرجي دي إم سي سي"، وهي واحدة
من شركتين تعاقدتا من الباطن لاستيراد الوقود لمحطات الكهرباء اللبنانية وتبين أنه
ملوث، ما دفع السلطات اللبنانية إلى إجراء تحقيق واسع النطاق في عام 2020.
وتجمد
العقوبات أي أصول أمريكية تخص الأخوين رحمة أو شركاتهما التي تعرضت لعقوبات أيضا، وتمنع
الأمريكيين بشكل عام من التعامل معهما.
بدورها،
كشفت قناة "LBCI" اللبنانية
أن للشقيقين علاقات وثيقة مع كل من حزب القوات اللبنانية وتيار المردة، فتيدي رحمة
كان حاضرا إلى جانب رئيس "القوات" سمير جعجع في العديد من المناسبات والمهرجانات
القواتية.
أما
ريمون رحمة فله علاقة وطيدة جدا بالمردة وتحديدا برئيسه سليمان فرنجية الذي دافع عنه
وعن الشركة بعد انتشار الأخبار حول الفيول المغشوش، وقال حينها فرنجية في مؤتمر صحفي:
"آل رحمة أصدقائي من 40 سنة، وريمون رحمة صديقي وأخي ونسافر معاً ولا أخجل من
ذلك وضميري مرتاح".
وانخرط
الشقيقان في قطاع المصارف، إذ وقعت مجموعتهما "زي آر القابضة" عام 2014 اتفاقا
مع بنك "فرعون وشيحا" اللبناني، يقضي باستحواذها على حصة 80% من الأسهم،
ونشطت المجموعة في مجال تملّك الأسهم والحصص في شركات داخل لبنان وخارجه، وكان لديها
استثمارات بالعراق في مجال الاتصالات بالشراكة مع "أورانج" الفرنسية، وسبق
أن أبرموا عقودا مع الجيش الأمريكي لتوريد الطعام إلى جنوده بالعراق.
ويصادف
توقيت العقوبات التي فرضتها واشنطن مع زخم فرنسي تجلى قبل أيام في استقبال فرنجية للبحث في مسألة ترشيحه، وحراك عربي وخليجي تسهيلا لإنجاز استحقاق الانتخابات الرئاسية، بعد
اللقاء الخماسي الأخير حول لبنان في باريس الذي جمع ممثلين عن أمريكا وفرنسا ومصر والسعودية
وقطر.