نشر موقع "ذي أثلاتيك" الأمريكي تقريرًا تحدث فيه عن الشائعات التي تم تداولها على الإنترنت بأن أحد حكام الدوري الإنجليزي الممتاز من مشجعي مانشستر
يونايتد، وهو ما أثار قضية حول إدارة الحكام لمباريات أندية يشجعونها وإمكانية تدعيمها تحكيميًا.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "
عربي21"، إن الأمر يتعلق بالحكم أنتوني تايلور، وهو أحد حكام النخبة في الدوري الإنجليزي الممتاز، من ويثينشو، وهي ضاحية في مدينة مانشستر. وعندما يتعلق الأمر بمدينة مانشستر، إمّا أن تكون مشجعًا لمانشستر يونايتد أو لمانشستر سيتي. لكن الحكم تايلور عند ملء بيانات لجنة التحكيم في بداية الموسم صرّح بأنه ليس مشجعًا لأي من الغريمين، بل هو مناصر للفريق الصغير "ألترينشام إف سي"، ومع ذلك تم تداول العديد من الشائعات على الإنترنت بأنه كان في الواقع من مشجعي اليونايتد.
وحيال هذه الشائعات، قال رئيس النادي غراهام رولي دفاعًا عن الحكم: "لطالما كان أنتوني مشجعًا لنادي ألترينشام، وحتى الآن يحصل على تذكرة موسمية كل عام على الرغم من أنه لا يستطيع حضور جميع المباريات".
وأشار الموقع إلى أن القواعد التي تحكم هذه القضايا موجودة، فمن الواضح أنه ليس أمرًا جيدًا للجنة الحكام إذا عينت، على سبيل المثال، أحد مشجعي ليفربول لإدارة مباراته. ويتعين على كل حكم الإعلان عن ولاءاته أو أي تضارب محتمل في المصالح قبل بداية كل موسم. كان الحكم كيفن فريند، مثلا، ملتزمًا بتنفيذ أمرين: أولاً، لم يُسمح له بإدارة مباريات ليستر سيتي لأنه يعيش في المدينة؛ وثانياً، يتم إبعاده عن مباريات بريستول سيتي لأنه الفريق الذي يشجعه.
مع ذلك، أخذت القضية هذا الأسبوع منعطفًا جديدًا في حالة جيمس بيل حكم من شيفيلد، حين تم إعفاؤه من إدارة مباراة إيبسويتش تاون ضد تشارلتون أثليتيك تاركًا الباب مفتوحًا لجدل محتمل يلوح في الأفق، والسبب أن بيل هو من مشجعي شيفيلد وينزداي الذي يتشارك معركة الصعود مع إيبسويتش إلى دوري الدرجة الأولى.
وتم على الفور ربط هذا الحكم بحادثة وقعت في أيار/مايو 2021، حين أشهر بطاقة صفراء لريان لوي، مدرب بليموث آنذاك، بسبب غضب على خط التماس معترضًا على أحد قرارات الحكم. كان ريان لوي لاعبًا سابقًا في شيفيلد وينزداي، وصرّح في مقال سابق بأن الحكم بيل من مشجعي شيفيلد.
وعلى الفور، تم رصد المقال وتداوله في رسائل عبر الإنترنت لمشجعي إيبسويتش، الأمر الذي دفع بمارك أشتون، الرئيس التنفيذي لنادي إبسويتش، لإثارة القضية مع السلطات المختصة، ليتم تعيين حكم بدلًا منه. وهنا أثيرت التساؤلات: هل كانت خطوة تغيير الحكم عادلة؟ بالتأكيد كانت لجنة التحكيم تعتقد أنه الأمر الصحيح، بدلاً من وضع أحد موظفيها في موقف قد يشكك في نزاهته. ومع ذلك، من التناقض مطالبتنا بشكل دائم بالوثوق بالحكام ومن ثم يتم استبعاد أحدهم بسبب احتمال أن قراراته قد تتأثر بالفريق الذي يدعمه، سواء كان ذلك حقيقيًا أم لا.
تطرق الموقع إلى حالة أخرى مماثلة، حيث عبّر مؤخرًا العديد من مشجعي مانشستر يونايتد على تويتر عن انزعاجهم من تعيين الحكم مايكل أوليفر لإدارة مباراتهم ضد إيفرتون. والمعروف أن أوليفر من مشجعي نيوكاسل يونايتد ولا يخفى ذلك عن أحد، حيث يحضر باستمرار لمباريات في ملعب "سان جيمس بارك"، فلماذا سُمح له بالتحكيم في أولد ترافورد وقد تؤثر النتيجة على تأهل نيوكاسل إلى دوري أبطال أوروبا من عدمه؟
في هذه الحالة، لم تقم لجنة التحكيم بتغيير الحكم وأبقت عليه لإدارة المقابلة، وتم تبرير ذلك بأنه من المستبعد أن يؤثر على المباراة لصالح إيفرتون أو نيوكاسل، لأنه مهما كان ما قد تسمعه فهذه ليست طريقة هؤلاء الحكام. والأمر واضح ومباشر: إنه حكم محترف وليس مشجعا.
مع ذلك، بقي هناك شيء مريب مع أوليفر، مع الأخذ بعين الاعتبار أنه تحدث في الماضي عن حقيقة أنه غير مسموح له بإدارة أي مباريات قد تؤثر على نيوكاسل في نهاية الموسم. لكن الرد جاء سريعًا من لجنة التحكيم، فلو أن كل مجموعة من المشجعين بدأت في البحث على الإنترنت عن تفاصيل مماثلة من أجل تغيير الحكم، سيصبح الأمر شديد الفوضى.
وبالعودة إلى قضية الحكم تايلور، استخدم مارك هالسي، حكم سابق في الدوري الإنجليزي الممتاز، منصبه في وسائل الإعلام للتساؤل عن سبب السماح له بإدارة مباريات مانشستر يونايتد وهو يعيش على بعد أقل من ميلين من أولد ترافورد.
وحسب الموقع، فإن ما نسيه هالسي أنه هو نفسه تم تعيينه في وقت مبكر من حياته المهنية في العديد من مباريات كوينز بارك رينجرز، دون إخبار السلطات المعنية أنه يشجع هذا الفريق، وسبق أن ذكر في مذكراته أنه في إحدى المباريات، بينما كان اللاعبون يركضون في الملعب، قال إنه كان يريد الانضمام إليهم. فقط تخيل الضجة التي كانت ستثار لو حدث شيء كهذا الآن. ومع ذلك، فالحكم هالسي لم يمنح أبدًا ركلة جزاء وهمية أو أي شيء آخر لصالح الفريق الذي يشجعه.
ذهب الحكم هالسي أبعد من ذلك، حيث كان أيضًا مساعد الحكم في آذار/مارس 1996 في موسم هبوط كوينز بارك رينجرز عندما واجه مانشستر يونايتد، لكنه لم يقدم له أي مساعدة. كل ما يهم الحكم ومساعديه هو القرارات الصحيحة، وربما هناك أشخاص مهنتهم البحث عن مثل هذه الأسئلة عن المدربين واللاعبين ومسؤولي الأندية والمشجعين، هؤلاء هم الأشخاص المتحيزون فعلًا.