قالت وكالة "
بلومبيرغ" إن ظهور الشرق الأوسط كجبهة رئيسية
في الحرب الباردة الجديدة بين الولايات المتحدة والصين، أصبح أكثر وضوحا، لا سيما
بعد تدخل بكين في الخلاف الآخذ بالاتساع بين واشنطن والرياض.
ورأت الوكالة أن
الصين وضعت بصمتها على المنطقة بطريقة لم يكن من
الممكن تخمينها قبل ستة أشهر، لا سيما من خلال التوسط في التقارب بين الخصمين
الإقليميين القدامى
السعودية وإيران.
ومن اللافت للنظر أن وزير الخارجية الصيني تشين قانغ أطلق هذا
الأسبوع جهودًا لتشجيع استئناف المحادثات "الإسرائيلية-الفلسطينية".
وعلى الصعيد المالي، فإن البنك الآسيوي للاستثمار في البنية
التحتية ومقره بكين أول مكتب خارجي له هذا الأسبوع في العاصمة
الإماراتية أبو ظبي،
بهدف دعم أجندة البنك للاستثمار في البنية التحتية.
وجاء ذلك في أعقاب الصدمة في واشنطن عندما لم ترفض السعودية وزملاؤها
أعضاء "أوبك+" طلب الولايات المتحدة لزيادة الإنتاج فحسب، بل خفضوا الإنتاج في وقت
سابق من هذا الشهر.
لقد أصبح لا مفر من أن الشرق الأوسط وعلى وجه التحديد السعودية بقيادة
ولي العهد محمد بن سلمان، تغادر بسرعة فلك واشنطن لصالح بكين.
ومع ذلك، فلا يزال ربط أسعار الصرف في الشرق الأوسط بالدولار رابطًا
قويًا لأمريكا، كما هو الحال بالنسبة لعلاقاتها العسكرية القوية والدائمة، لذلك فإنه بالنسبة للحكومة الأمريكية، لم نفقد كل شيء حتى الآن.
وبحسب خبراء فإن قوة الدولار هي العامل الأساسي في استخدام دول مجلس
التعاون الخليجي للورقة الخضراء كعملة رئيسية للتبادل عبر الحدود، وبالتالي فإن
التغيير المفاجئ من شأنه أن يزعزع استقرار البلدان نفسها، ولذا فإن أي تحول يجب أن
يكون تدريجياً.
لكن هناك مؤشرات على تغيرات في هذا المجال، ففي الشهر الماضي، أجرت
الإمارات أول تسوية لصادرات الغاز الطبيعي إلى الصين مقومة باليوان الصيني.
ورأت "بلومبيرغ" أن هذه سابقة مثيرة للاهتمام، خاصة بعد عقد
الصين صفقة تاريخية بقيمة 60 مليار دولار لتوريد الطبيعي المسال من قطر لمدة 27
عاما.
وتعد تلك الصفقة التي تسري اعتبارا من العام 2026 أطول اتفاقية لتوريد
الغاز الطبيعي المسال للصين حتى الآن، وفقاً لبيانات الوكالة، وجاءت تلك الصفقة
بعد اتفاقيات عقدها مشترون أوروبيون مع الدوحة للتخلص من الاعتماد على الغاز
الروسي.