نشر موقع
"أويل برايس" الأمريكي تقريرا استعرض فيه أربعة سيناريوهات محتملة قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار
النفط إلى 200 دولار للبرميل.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن المضاربين راهنوا على وصول سعر برميل النفط 200 دولار بحلول شهر آذار/ مارس من هذه السنة. وقد سبق أن حذّر مديرو صناديق التحوّط من بلوغ سعر برميل النفط 250 دولارًا قبل انتهاء سنة 2022. لكن هذا السيناريو لم يتحقّق نظرًا لأن أسواق النفط العالمية أثبتت خلال الكثير من المناسبات أنها أكثر مرونة بكثير مما يُعتقد. مع ذلك، لا يعتبر احتمال بلوغ سعر النفط عتبة 200 دولار مستحيلا وهو رهين بعض السيناريوهات.
تصاعد الصراع في أوكرانيا
بسبب غزو روسيا لأوكرانيا السنة الماضية، أثير جدل يتعلق بارتفاع سعر النفط إلى 200 دولار للبرميل. وذهب الخبير بيير أندوراند إلى ما هو أبعد من ذلك محذرًا من أن سعر النفط قد يرتفع إلى 250 دولارًا لأن أوروبا ربما ستفقد إمدادات النفط الروسية إلى الأبد. لكن ذلك لم يحدث نظرا لأن الدول الأوروبية حصلت على النفط الروسي عبر دول ثالثة، وهذا ما أنقذ الاقتصاد العالمي من أزمة كبيرة ناجمة عن أسعار النفط. لكن أي تصعيد كبير في هذا الصراع، ربما من خلال التدخل المباشر لحلف الناتو، قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
تخفيض أوبك بلس الإنتاج أكثر
أشار الموقع إلى أن ارتفاع أسعار النفط إلى 200 دولار للبرميل مرتبط بإجراء تحالف أوبك بلس تخفيضات أعمق بكثير في الإنتاج. ومن المرجح أن كارتل النفط لن يوافق على مثل هذا الإجراء نظرًا لأن ارتفاع أسعار النفط إلى هذا المستوى سوف يستنزف الطلب. وقد أعلنت أوبك بلس مؤخرًا أن السعر المناسب بالنسبة لها يتراوح بين 80 و90 دولارًا للبرميل، لذا فهي تحاول إبقاء الأسعار في هذا المستوى.
وأوضح الموقع أن خفض الإنتاج قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط، كما هو الحال دائمًا، حتى عندما يكون ضعيفًا نسبيًا بمعدّل 400 ألف برميل يوميًا مثلًا، على غرار ما حدث في نزاع التصدير بين كردستان والعراق. مع ذلك، لا يعدّ خفض الإنتاج سببًا جذريًا في رفع الأسعار من أقل من 90 دولارًا للبرميل إلى 200 دولار، لذا فإن هذا السيناريو أقل ترجيحًا. في المقابل، من شأن تعرّض منشآت الإنتاج السعودية إلى هجمات أن يؤدي إلى ارتفاع الأسعار إلى هذا المستوى المثير للجدل ولكن مع اقتراب الحرب في اليمن من نهايتها بعد ذوبان جليد العلاقات بين الرياض وطهران الذي توسطت فيه الصين، أصبح حدوث مثل هذا الهجوم فرضية غير محتملة.
تخفيض روسيا للإنتاج
أضاف الموقع أن كل التوقعات المتعلقة بوصول سعر النفط إلى 200 دولار للبرميل للسنة الماضية تتمحور حول إنتاج النفط الروسي. وقد استندت معظم توقّعات المتنبئين الذين رأوا ارتفاع أسعار النفط إلى 200 دولار إلى الحظر الأوروبي والأمريكي على واردات النفط الروسية. لكن هذه التوقعات لم تأخذ بعين الاعتبار خيار قيام روسيا ببساطة بتبديل المشترين وأوروبا والولايات المتحدة بالبائعين.
يعتقد بعض المحللين أن خفض روسيا إنتاج النفط سيكون ردا على العقوبات الغربية. لقد أعلنت بالفعل عن تخفيضات معينة في الإنتاج، لكن نتيجة لعجز روسيا عن التصرف فيها حسب بعض المعلقين. ومهما كان حجم التخفيضات والسبب الذي يقف وراءها، فإن روسيا يمكنها أن تخفض إنتاجها بشكل متعمد وهو الأمر الذي سيتسبب في قفز الأسعار.
قلة الاستثمار
أكد الموقع أن السيناريوهات السالف ذكرها ليست سيناريوهات واقعية. لكن السيناريو الأكثر واقعية هو تسبب نقص الاستثمار المستمر في انكماش العرض كثيرًا، ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل أتوماتيكي. وقد حذرت المملكة العربية السعودية ومنتجو النفط الصخري في الولايات المتحدة من ذلك. وحسب بعض المحللين، فإن الحل لمنع ارتفاع أسعار النفط هو السماح بارتفاع الأسعار فعلا وهم يرون أن هذه الاستراتيجية طريقة فعالة للغاية. فمن أجل السيطرة على سعر سلعة معينة ينبغي السماح بارتفاع أسعارها لدرجة تسحق الطلب.
وفي الواقع، حتى نقص الاستثمار المستمر في مشاريع التنقيب عن النفط والغاز قد لا يكون كافيًا لوصول الأسعار إلى 200 دولار للبرميل لأن الصناعة، بمساعدة التكنولوجيا، ستستجيب دائمًا للطلب من خلال تعديل الإنتاج.