أكد مركز بحثي إسرائيلي، أن استمرار التواجد الأمريكي العسكري في
العراق، يصب في مصلحة الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح "
مركز بحوث الأمن القومي" التابع لجامعة "تل
أبيب" العبرية، في تقديره الاستراتيجي الذي شارك في إعداده يرون شنايدر ودنيس
سترينوبتس، أن السياسية "المتوازنة" التي تتبعها الحكومة العراقية
برئاسة محمد
السوداني، من ناحية "إسرائيل"، هي بمثابة "وردة فيها
شوك".
وخلص في دراسته بعنوان "العراق بين
إيران والولايات المتحدة..
السعي إلى التوازن"، إلى أن "قدرة الولايات المتحدة على مواصلة العمل
عسكريا في العراق وممارسة نفوذها هناك، هي مصلحة إسرائيلية، وسياسة حكومة السوداني
تدفع بها قدما".
إشارات تهدئة
ونوه المركز في تقديره الذي يأتي ضمن نشرة استراتيجية يصدرها بشكل شبه
دوري تحت عنوان "نظرة عليا"، أنه "ليس في ذلك ما يقلل من نشاط
القوات المشاركة في المحور الشيعي بما في ذلك الحرس الثوري والمليشيات المؤيدة
لإيران، والتي تتعزز برعاية الحكومة التي تعتمد على مشاركة هذه المليشيات وحصولها
على مرابح اقتصادية لم يسبق أن كانت لها".
وذكر أن "إجراءات حكومة السوداني لا تمنع حرية عمل المليشيات
وعمل إيران في منطقة الحدود بين العراق وسوريا، مثلما تشهد تقارير الصحافة
الأجنبية، التي عزت لإسرائيل في الأشهر الأخيرة عمليات إحباط تهريب السلاح، عبر
معبر الحدود بين العراق وسوريا، في هجمات جوية".
وسلط مركز بحثي إسرائيلي، الضوء على السياسة "المتوازنة"
التي تتبعها الحكومة العراقية برئاسة محمد السوداني، والتي هي بمثابة "وردة
فيها شوك" بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح أن "السوداني يعمل على سياسة خارجية لا تنسجم مع الخط
الحازم لقادة المليشيات الشيعية المؤيدة لإيران تجاه الولايات المتحدة، وبخاصة
تجاه دور القوات الأمريكية هناك".
ولفت المركز البحثي الإسرائيلي إلى أن الحكومة العراقية تعمل على سياسة
"متوازنة" بين نهج إيران والولايات المتحدة في العراق، فهي لا يمكنها أن
تسمح لنفسها بأن تكون جزءا من أحد المعسكرين الخصمين في المنطقة أو تشكل ساحة صراع
إقليمية أو أن تقطع العلاقات مع الولايات المتحدة".
وبين أن "السوداني في السياق السياسي-الأمني، لم يتردد في أن
يضمن دعم حكومته للتواجد الأمريكي في العراق، وهو ما يتعارض مع موقف المليشيات
المشاركة في ائتلاف السلطة"، موضحا أن "السوداني أطلق إشارات تهدئة
للولايات المتحدة؛ بأن تواجد قواتها لا يزال ضروريا"، وفق تقديره.
تصعيد خطير
وأشار إلى أن "بلورة حكومة السوداني لتفاهمات مع واشنطن تسمح برفع
العقوبات التي فرضتها على بنوك عراقية، يفترض بها أن تساعد العراق في التصدي
للأزمة الاقتصادية المتفاقمة، كما أن السوداني عقب الاجتماع بكبار المسؤولين
الإيرانيين في طهران، فهم أن إدارة الدولة تتطلب منه أن يحافظ على استقرار
العلاقات مع الولايات المتحدة، وعليه فهو يميز حكومته عن المواقف الصقرية لإيران
والمليشيات المؤيدة لها بالنسبة للتواجد الأمريكي، أساسا لجذب استثمارات اقتصادية".
وفي السياق الإيراني، "يواصل السوداني الحفاظ على علاقات طيبة مع
القيادة الإيرانية لتبديد مخاوف طهران من هذه السياسة، ووقعت حكومته اتفاقا أمنيا مع
إيران، ورحب بالاتفاق بين السعودية وإيران؛ وهو اتفاق يخدم مصلحة العراق العميقة
في ألا يكون ساحة صدام بين إيران والسعودية".
وبينت الدراسة الإسرائيلية، أن طريقة تعامل حكومة السوداني
و"الامتيازات المؤسساتية" التي تمنحها للمليشيات المؤيدة لإيران، ساهمت
في "خفض عدد الهجمات ضد القوات الأمريكية في العراق في الأشهر الأخيرة".
وبشأن نهج الإدارة الأمريكية تجاه المسألة العراقية، أكد المركز
الإسرائيلي أنه "لا جديد تحت الشمس، لأن الإدارة تركز على الحرب في أوكرانيا
والتوتر المتزايد مع الصين، وهذه تدحر في سلم الأهلية مسائل الشرق الأوسط بعامة
والعراق بخاصة".
ورجحت أن "الإدارة الأمريكية مستعدة لدعم حكومة السوداني، كي تمنع
طلبا عراقيا بانسحاب القوات الأمريكية من العراق تماما؛ لأن واشنطن تولي أهمية
كبيرة في تدشين أجسام الأمن العراقية".
وبحسب المركز، فإن "التحدي الأهم أمام الحكومة العراقية؛ هو تواجد المليشيات
الشيعية، ويزداد هذا التحدي في ضوء تزايد هجمات تلك المليشيات ضد مصالح وقواعد
أمريكية في سوريا، انتقاما لهجمات تتعرض لها هذه من جانب جهات مختلفة (في تلميح إلى إسرائيل) في المجال السوري".
وأشار إلى أن "التأخر في رد الإدارة على الهجمات ضدها، يدل على
التخوف من أن هذه الردود من شـأنها أن تفتح صندوق مفاسد يؤدي لتصعيد
خطير في العراق، سيصعب على القوات الأمريكية أن تعطي جوابا له، ويضعضع النظام
السياسي والأمني في العراق".