أظهرت دراسة أن القاهرة
والرياض أصبحتا مؤخرا أكثر جرأة في استهداف المعارضين في الخارج.
وشملت
الدراسة التي
قامت بها منظمة "مبادرة الحرية"، نشرت الأسبوع الماضي، 72 شخصا تربطهم صلات
شخصية أو مهنية بمصر أو
السعودية، وكثير منهم من مواطني الولايات المتحدة وأعضاء في
الشتات
المصري والسعودي.
و"مبادرة الحرية"
منظمة حقوقية غير ربحية مقرها واشنطن، أسسها الناشط المصري الأمريكي البارز في مجال
حقوق الإنسان محمد سلطان.
رسمت الدراسة صورة للجهود
التي تبذلها الحكومتان السعودية والمصرية لترهيب المنشقين والمنتقدين في الولايات المتحدة.
وأشارت إلى أن القاهرة والرياض "أصبحتا أكثر ابتكارا وجرأة" في تنفيذ القمع
العابر للحدود واستهداف المنتقدين في الخارج.
تشير الدراسة إلى أن السعودية
احتجزت أو فرضت حظرا على سفر مواطنين أمريكيين ظلما. كذلك أفاد ثمانية مشاركين بأن
السلطات السعودية احتجزت أو أخفت أفراد عائلاتهم.
وقال أربعة إنهم تعرضوا
للملاحقة الجسدية أثناء وجودهم في الولايات المتحدة، وأفاد خمسة بتلقي مكالمات هاتفية
أو رسائل تهديد.
وبالنسبة لمصر نقلت الدراسة
عن دعاة حقوق إنسان وطلاب دراسات عليا القول إنهم تعرضوا للمراقبة من قبل عملاء مصريين
في المطاعم والأماكن العامة في واشنطن.
وقال آخرون إن السفارة المصرية
حرمتهم من الخدمات القنصلية، فيما تلقى بعضهم تهديدات بالقتل، أحيانا من قبل متصلين
عرفوا أنفسهم بأنهم ضباط أمن مصريون.
وأشارت الدراسة إلى أن مصر
حكمت أيضا على نشطاء حقوق إنسان ومعارضين يعيشون في الولايات المتحدة غيابيا، مما جعلهم
غير قادرين على العودة إلى ديارهم.
أحد تلك الأمثلة هي الناشطة
المصرية الأمريكية في مجال حقوق الإنسان ساميا هاريس، التي أُضيفت مؤخرا إلى
"قائمة الإرهاب" في مصر نتيجة نشاطها المعارض وانتقاداتها المتكررة لنظام
الحكم في مصر.
ووفقا للدراسة فإن هذه التكتيكات
تجعل المعارضين المصريين والسعوديين يشعرون بعدم الأمان، بغض النظر عن المكان الذي
يعيشون فيه في العالم.
وتنقل عن العديد ممن شاركوا
في الدراسة القول إنهم عانوا من مشاعر العزلة أو الكوابيس المتكررة، أو قالوا إنهم
غيروا خطط عملهم أو دراستهم.