أعلنت الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال، عن حالة الحداد والاستنفار، التي ستبقى مستمرة، "إلى أن يتم الرد على هذه الجريمة النكراء ردا يوازي حجم الجريمة".
وقالت الحركة الأسيرة في بيانها: "نعلن عن حالة الحداد العام والاستنفار الكامل داخل كافة قلاع الأسر، مؤكدين أن هذا الحداد سيبقى مستمرًّا إلى أن يتم الرد على هذه الجريمة النكراء ردًّا يوازي حجم الجريمة، جريمة القتل والتصفية الجبانة التي نفذتها إدارة السجون، والتي تتحمل كامل المسؤولية وكافة تبعاتها داخل وخارج السجون".
وطالبت الحركة الأسيرة، "
الفصائل الفلسطينية على اختلاف توجهاتها وانتماءاتها بأن تكون على مستوى الحدث وعلى قدر المسؤولية إزاء عملية
الاغتيال الجبانة هذه، وألا تمر هذه الجريمة دون ردٍّ أو عقاب أو جزاء يكون من جنس العمل، وبمستوى الجريمة التي ارتكبتها إدارة السجون بحق أسرانا الأبطال".
وأكدت أن استشهاد خضر عدنان "أسيرا مكبلا" في زنزانته، يأتي "ليذكر كافة أحرار العالم وكافة الأحزاب والفصائل الوطنية والإسلامية بواجبها الأخلاقي والديني تجاه الأسرى وقضيتهم ومعاناتهم المستمرة".
وتابعت: "على الجميع أن يقف عند مسؤولياته، وأن تتكرس كل الجهود والطاقات على كافة الجبهات وفي كل الساحات من أجل إنهاء مأساة ومعاناة الأسرى وآلامهم التي تزدادُ يومًا بعد يوم".
توتر شديد في عوفر
وأعلن نادي الأسير الثلاثاء، أن حالة من الاستنفار الشديد تسود سجن (عوفر) قرب بلدة بيتونيا غربي رام الله، وذلك بعد مواجهة أحد الأسرى لأحد السجانين على خلفية استشهاد الأسير خضر عدنان.
وأضاف نادي الأسير أن إدارة السجن أطلقت قنابل الغاز باتجاه الأسرى، ما أسفر عن إصابة عدد منهم بالاختناق.
وقررت الحركه الأسيرة في سجن عوفر إرجاع جميع الوجبات وإغلاق جميع الأقسام طوال النهار.
قدورة فارس: الأسير خضر عدنان تعرض لـ"عملية اغتيال بطيء"
بدوره، قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني، قدورة فارس، إن "ما حصل مع الشيخ الأسير خضر عدنان، هو جريمة تضاف لمسلسل جرائم الاحتلال، الأسير خضر تعرض لعملية اغتيال بطيء؛ حيث وضع أمام احتمال واحد أن يستشهد".
وأكد في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "كل أجهزة ومؤسسات دولة الاحتلال تورطت في عملية اغتيال الأسير خضر عدنان"، مضيفا أن "هذه جريمة يفترض أن تستوقفنا جميعا، لأن الاحتلال عمليا يستخدم مثل هذه الحالات كمجسات لمعرفة طبيعة رد الفعل الفلسطيني والعربي والدولي".
وقال فارس: "إذا وجد الاحتلال نفسه أنه يمكن أن يتعايش مع ردات الفعل وأنها ستكون مستوعبة، عندها يوسع دائرة القتل، لأن منهجه يعتمد على سياسية القتل والترهيب؛ وبناء على ذلك ورغم الألم الكبير، فإن المسألة يجب أن تخضع لتقييم شامل من قبل كل أطراف الحركة الوطنية من أجل التوصل لخلاصات واستنتاجات".
وشدد على وجوب أن تكون لدى الحركة الوطنية "سياسات وليس ردود فعل".
وحول كيفية وقف مسلسل جرائم الاحتلال بشكل عملي بحق الشعب الفلسطيني وخاصة الأسرى داخل السجون، ذكر رئيس نادي الأسير الفلسطيني، أن "الاحتلال يخضع حربه علينا لمعادلة الربح والخسارة، فإذا كان يقتل ولا يترتب على ذلك خسائر اقتصادية، سياسية، دبلوماسية أو أمنية، عندها يستمر في القتل".
وتابع: "بالتالي؛ يجب التفكير جيدا كيف نقود الأمور باتجاه أن يدفع الاحتلال (ثمن جرائمه)، كي يفكر ألف مرة قبل أن يعتدي على أي مواطن فلسطيني أو أن يقتل بدم برد".
وعن الأوضاع داخل السجون عقب الإعلان عن استشهاد الأسير خضر عدنان، أفاد فارس، بأن "الأوضاع متوترة ومحتقنة، وهناك حالة من الغضب والحزن داخل السجون، وعليه تبقى الاحتمالات مفتوحة في كل اتجاه".
ونبه إلى أن "الأسرى في حالة استنفار وكذا إدارة سجون الاحتلال أيضا في حالة استنفار، لأنها تعلم استنادا إلى تجربتها، أن كل شيء محتمل ومن الممكن أن يحدث، فالكل داخل السجون مستنفر".