عمّ الحزن مواقع التواصل الاجتماعي بعد وفاة الفنان
اللبناني إيلي شويري، المعروف بـ"أبي الأناشيد الوطنية"، الذي ألف العديد من الإبداعات الوطنية من الأغاني والأعمال المسرحية الغنائية على مدار 6 عقود.
ومساء الأربعاء، توفي إيلي شويري عن عمر يناهز 84 عاما، فيما نعته أبرز الوجوه الفنية في لبنان وبعض السياسيين، من أبرزهم الرئيس السابق
ميشال عون.
استقبلت أسرة الفنان اللبناني إيلي شويري العزاء بكنيسة القديس ديمتريوس بالأشرفية في لبنان، السبت.
وقدم التعازي عدد من الفنانين اللبنانيين، وكان على رأسهم راغب علامة وماجدة الرومي، كما حضر أيضا كل من ليليان نمري، وحرص عدد من الإعلاميين اللبنانيين على الحضور.
نعي
وكانت ماجدة الرومي نعت الراحل كاتبة: "أحزنني خبر رحيل الكبير الصديق إيلي شويري، بعد عمرٍ من عطاءاتٍ خالدة ستبقى ما دمنا ودامت لنا الأغنية اللبنانية الأصيلة وزمنها المجيد".
وتساءلت: "مَن مِنّا لم يغنّ أناشيده الوطنيّة العظيمة وأغانيه الشرقيّة العريقة الأصيلة القريبة للقلب قُربَه لشرايينه؟ مَن مِنّا لم يستمتع بأدائه الشرقيّ المتقن لم يطرب لسماع هذا البلبل اللبنانيّ الفريد الذي قضى العمر متنقّلاً بصوته العذب وأعماله الرائعة بين اسمٍ فنّي كبيرٍ وآخر وعملٍ فنّي مجيد وآخر؟ ألا فاسترح يا زميلي الحبيب، واهنأ واثقًا أن اسمك باقٍ مكتوبا بالذهب في كتاب أمجاد الأغنية اللبنانية الخالدة إلى الأبد".
وغنت ماجدة الرومي من ألحان الراحل "سقط القناع" و"مين النا غيرك" و"ما زال العمر حرامي"، وتنافست كل من صباح وسميرة توفيق على أداء أغنية "أيام اللولو" التي أثارت في حينها نزاعًا وتنافسًا على أدائها، إلى أن صدرت بأصوات ثلاثة فنانين.
كما نعت الفنانة إليسا الراحل، كاتبة: "إيلي شويري وطن كامل بصوت. تاريخ من أجمل وأعظم ما أنتج لبنان فنيا وفكريا وموسيقيا. الله يرحمو وتعازي الحارة للعائلة ولجميع اللبنانيين واللي بيقدّرو الفن".
وكتبت كارول سماحة: "يرحل الكبار وتبقى أعمالهم راسخة فينا، إيلي شويري رح يبقى اسمك مكتوب عالشمس اللي ما بتغيب تعازينا لعائلتو وكل محبينو".
أما نجوى كرم، فقالت عن الراحل: "كنت بصوتك وطن، وبلحنك وطن، وبحضورك وطن. ما رح ننسى أعمالك الشامخة.. منعزّي لبنان بوفاة الملحن الأستاذ إيلي شويري.. إن شاء الله تكون نفسو بالسّما".
بدوره، نعى الرئيس اللبناني السابق ميشال عون، إيلي شويري بالقول إنه "بغياب إيلي شويري نفتقد من انطبع فيه حب الوطن، وكتب وغنّى ولحّن على اسم لبنان وشمسه التي لا تغيب"، مضيفا: "سيبقى صوته في الذاكرة وفي الوجدان، من زمن الكبار الخالدين".
وسبق لرئيس اللبناني السابق عون، أن منح الفنان الراحل وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور عام 2017 تقديرًا لعطاءاته الفنية والاجتماعية والوطنية، وقال شويري حينها إن "وسام الأرز اليوم هو عيد لكل الأغاني التي غنيتها".
أشهر الأعمال
ومن أشهر الأعمال التي ألفها ولحنها إيلي شويري "بكتب اسمك يا بلادي"عام 1973، إلى جانب "صف العسكر" و"يا أهل الأرض" وأغنية "تعلا وتتعمر يا دار" التي غنتها صباح و"أيام اللولو" بصوت الشحرورة وسميرة توفيق.
وشارك شويري مع الأخوين رحباني في أكثر من 25 عملاً، وأُسندَ إليه دور "فضلو" في مسرحية "بياع الخواتم" إلى جانب السيدة فيروز عام 1964، وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه المخرج يوسف شاهين في العام التالي.
وُلد إيلي شويري في بيروت في 27 كانون الأول/ ديسمبر عام 1939، في العصر الذهبي للفن، حيث عاصر محمد عبدالوهاب وأم كلثوم ورياض السنباطي وعبدالحليم حافظ وكارم محمود ومحمد عبدالمطلب وغيرهم من عمالقة الفن الذين رسموا خريطة الأغنية العربية.
تشكلت انطلاقته الحقيقية في عالم الفن وبالتحديد في أروقة الإذاعة الكويتية عام 1960، حيث دعاه صديق إلى الكويت وكان في العشرين من عمره، فجمعته الصدفة بالملحن الكويتي الراحل عوض الدوخي الذي راح يشجعه على تعلم العزف على العود مع زميل له يدعى مرسي الحريري، وهو ملحن مصري كفيف.
بقي إيلي في الكويت أكثر من سنة، أحيا خلالها بعض الحفلات الصغيرة، وتعرف على الموسيقى الخليجية وتعلم إيقاعاتها.
وبعد 1962، عاد الراحل إلى بلاده، حيث انضم إلى فرقة كورال تضمه إلى شمعة ونيقولا الديك، فكان من ضمن الفريق المرافق لعدد من الفنانين، بينهم فهد بلان ونزهة يونس.
ومن أعماله المسرحية مع الرحابنة "الشخص" و"فخر الدين" و"الليل والقنديل" و"صح النوم" و"دواليب الهوا".