حذر رئيس الهيئة الإسلامية العليا في مدينة
القدس المحتلة وخطيب المسجد
الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، من أخطار كبيرة تهدد المسجد الأقصى المبارك وتلفه من
كافة الجوانب، في ظلال ذكرى نكبة فلسطين.
ويسير منحنى الانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى بشكل تصاعدي؛ خاصة
منذ أن تولت الحكومة اليمينية المتطرفة الحالية برئاسة المتهم بالفساد بنيامين
نتنياهو مقاليد الحكم لدى الاحتلال.
نكبات متوالية
وحول الواقع الذي يمر به المسجد الأقصى في ذكرى
النكبة الـ75، قال
الشيخ صبري، في تصريح خاص لـ"عربي21": "سبق أن قلنا إن المسجد
الأقصى في خطر، ولكن في الحقيقة الآن هو في أخطار محدقة به نتيجة صعود اليمين
الإسرائيلي المتطرف في دولة الاحتلال إلى الحكم".
وأضاف: "هذا يعني أن الشارع الإسرائيلي أخذ يميل إلى التطرف
والتعصب، وأن الحكومة الإسرائيلية تريد أن تلبي رغبات اليهود المتطرفين، لذا فقد زادت
اقتحامات المسجد الأقصى، وأخذوا يحاولون إحداث أمور جديدة تتعلق بعبادتهم وشعائرهم
التلمودية، مثل الانبطاح على الأرض (داخل الأقصى) وإدخال الأعلام الإسرائيلية
وقراءة صفحات من التلمود".
وأكد الشيخ صبري، أن الاحتلال يحاول جاهدا "تغيير الواقع الموجود
في المسجد الأقصى، من أجل إرضاء اليمين المتطرف وتشجيع اليهود في الخارج لأن يأتوا
إلى فلسطين، ليقال لهم إن المسجد الأقصى تحت تصرفنا، وبالتالي؛ هذا بالنسبة لهم
إنجاز".
وحول مقارنة ما يجري اليوم للشعب الفلسطيني في مدينة القدس المحتلة
الذي يتهدده التهجير القسري والطرد من أرضه ووطنه على يد سلطات الاحتلال وما جرى
لذات الشعب قبل 75 عاما على يد العصابات الصهيونية من مجازر وتهجير وقتل وتدمير
للقرى، ذكر خطيب الأقصى أن "هذه نكبات متوالية؛ قبل عام 1948؛ الحرب العالمية
الأولى واتفاقية "سايكس بيكو" عام 1916، و"وعد بلفور" في
1917، وما عقب ذلك من مجازر عام 1948 وهو عام النكبة، تم أتت حرب حزيران/ يونيو
1967 وغيرها".
ونبه إلى أن "نكبات الشعب الفلسطيني لم تتوقف، سواء قبل 48
وبعدها، ولا يزال الشعب الفلسطيني مشردا في المخيمات، حيث وصل عدد اللاجئين
المهجرين لنحو 7 ملايين نسمة، وهؤلاء أجبروا على الخروج من بلادهم".
التطبيع خطر
ولفت رئيس الهيئة الإسلامية العليا، إلى أن "مشكلة اللاجئين
الفلسطينيين لا تزال قائمة"، مشددا على "شرعية حق العودة، الذي لا بد أن
يتحقق".
وعن كيفية الحفاظ على المسجد الأقصى من نكبة جديدة قد تنتظره قريبا،
أكد أنه "لا يوجد مجال إلا شد الرحال إلى المسجد الأقصى، والتواجد في الأقصى
وإعماره والصلاة فيه، وصد أي محاولات تستهدف تغير الواقع في المسجد الأقصى المبارك".
وعن مخاوف الشيخ بشأن الوضع القادم قال إنها "زيادة اقتحامات
المستوطنين للمسجد الأقصى والتطبيع (مع الاحتلال) من بعض الدول العربية التي تشجع
وتجرئ الاحتلال على المسجد الأقصى".
ويحيي الشعب الفلسطيني في أماكن وجوده كافة اليوم الاثنين 15 أيار/ مايو
الجاري، ذكرى نكبة فلسطين الـ75، وهي الذكرى التي تذكر العالم بارتكاب العصابات
الصهيونية عام 1948 أكثر من 70 مجزرة بحق بناء الشعب الفلسطيني، وتشريد ما يزيد على الـ800 ألف من منازلهم وقراهم، ليقطنوا في مخيمات اللاجئين التي بلغ عددا 58 مخيما،
والاستيلاء على 774 مدينة وقرية فلسطينية.
وفي كل عام تتجدد الذكرى الأليمة، في ظل واقع يزداد صعوبة تمر به القضية
الفلسطينية، وواقع صعب يمر به الشعب الفلسطيني.
وتعاني مدينة القدس وخاصة المسجد الأقصى المبارك، من انتهاكات
إسرائيلية متواصلة ومتصاعدة، حيث تعمل سلطات الاحتلال بشكل متواصل من أجل فرض
سيطرتها الكاملة على المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم مكانه بعد هدمه.
وتطول قائمة الانتهاكات بحق القدس والأقصى، وتضم؛ اقتحام الأقصى
واعتداء قوات الاحتلال ومستوطنيه على المقدسيين؛ بالقتل والاعتقال وهدم بيوتهم،
ومنعهم من ترميمها أو تطويرها، إضافة إلى اعتماد سياسة سحب الهويات من المقدسيين،
وإبعادهم عن الأقصى والقدس، وفرض الضرائب عليهم، ومحاولة تهويد التعليم، وضرب كل
ما يمكن أن يساهم في صمود القدس.