الكتاب: "المنهج الفينومينولوجي في دراسة الدين وتطبيقاته عند إسماعيل
الفاروقي"
المؤلف: عامر محمود دشينور
الناشر: المعهد العالمي للفكر الإسلامي
الطبعة الأولى 2022
عدد الصفحات: 270
ثمة مشكلات كثيرة تعترض الباحث في دراسة
الأديان، فمن جهة، لم يتم
بعد تسليط ما يكفي من الضوء على التراث العلمي العربي الإسلامي الذي تناول الظاهرة
الدينية موضوعا ومنهجا، ولا تزال الأعلام التي تم دراستها في السابق مثل ابن حزم
والشهرستاني والبيروني وغيرهم، هي التي تحظى بكثافة في التأصيل والاستدعاء
والدراسة والتحليل وكشف معالم المنهج كما استقر عند علماء المسلمين، في حين، لم
يتم إلى اليوم، الكشف عن مزيد من الأسماء التراثية التي غطت هذا الحقل المعرفي
بالدراسة.
ومن جهة ثانية، ثمة ما يشبه التواطؤ العلمي، في أن معظم ما كتب في
الدراسات
المقارنة المعنية بالأديان، بتعدد مناهجها ومداخلها النظرية، تنتمي
للفضاء الثقافي الغربي، حتى بدت كثير من الدراسات العربية ميالة إلى ربط المنهج في
دراسة الأديان، سواء في حقل فلسفة الدين أو علم النفس الديني أو علم الاجتماع
الديني، أو حتى في مناهج الفينومينولوجية الدينية، بالتراكم الذي حصل في الدراسات
الاجتماعية الغربية.
على أن المشكلة لا تتعلق فقط بالخلفية الثقافية التي انبثقت منها القراءات
الدارسة للدين، ولكنها ترتبط أكثر، بتعدد المناهج، والفروق الكبيرة بين المنهج
التاريخي، والمنهج الاجتماعي والمنهج السيكولوجي، والمناهج التي تبنتها فسلفة
الدين، ومناهج الفينومينولوجية الدينية التي تعددت اتجاهاتها أيضا، بحيث أضحى كل
منهج يحمل معه مصاحباته وتحيزاته، وصار لزاما على الباحث أن يضيف إلى جهد دراسة
الدين وتبرير المنهج المعتمد في ذلك، وظيفة تحرير المنهج من افتراضاته وتحيزاته
ومعظم الإشكالات التي تلازمه.
وإذا كانت هذه الإشكالات مرتبطة في عمومها بدراسة الدين، فإن المشكلة
تأخذ تعقيدا آخر، حينما يتعلق الأمر بدراسة الإسلام، وذلك لاعتبارين اثنين، الأول،
أن ثمة توجها طغى في الأوساط البحثية، يسلط الضوء على الديانات غير التوحيدية،
ويجعل من المسيحية نموذجا مركزيا، تدرس به هذه الديانات المختلفة، بما يكرس الكثير
من المسبقات الإيديولوجية التي يكتسبها الباحث من بيئته وخلفيته الثقافية.
وأما الاعتبار الثاني، وهو أن أغلب هذه الدراسات همشت الإسلام،
وأزاحته من مجال الدراسة، أو على الأقل لم تعره العناية المتكافئة مع ما منحته
للمسيحية واليهودية أو للأديان غير التوحيدية.
ويأتي هذا الكتاب، في سياق محاولة تسليط الضوء على إسهام علمي مهم،
حاول الإجابة عن معظم هذه الإشكالات، إذ
اختار الباحث أن يسلط الضوء على المنهج وعلى الدارس معا، من خلال اختيار المنهج
الفينومينولوجي، باعتباره أقرب المناهج إلى التحرر من المسبقات، بسبب قيامه على
مبدأ التوقف والاندماج في الظاهرة الدينية والتعاطف معها ودراستها من الداخل بمنهج
وصفي يسعى لفهم بالبنية الداخلية المفسرة للجوهر والتمظهرات والأشكال، وعدم إقحام
الخلفيات الإيديولوجية والثقافية في دراسة الدين، وأيضا من خلال اختيار عالم باحث
(إسماعيل الفاروقي)، يمتلك خلفية علمية واسعة بالأديان التوحيدية، ويتبنى المنهج
الظاهراتي، ولا يتوقف عند دراسة المسيحية واليهودية، بل يجعل من الإسلام مادة أساسية لدراسته وتطبيق الأدوات المنهجية
التي يتيحها المنهج الظاهراتي لفهم جهور الدين الإسلامي وتمظهراته وأشكاله
المؤسسية والتعبيرية.
خلفيات اختيار الفاروقي للدراسة
اجتهد الباحث في جمع معطيات كثيفة عن المسار العلمي للدكتور إسماعيل
الفاروقي، ولعله أفاد كثيرا من الخبرة العلمية التي تركها بعض تلامذته ممن كشفوا
عن جوانب مهمة من مساره العلمي وإسهامه في دراسة الأديان، وفي مقدمتهم جون
إسبوزيتو وتشالز فلتشر وحسن محمد خليفة، كما أفاد كثيرا من الأوراق العلمية التي
قدمها عدد من الباحثين في مؤتمر إسماعيل الفاروقي وإسهاماته في الإصلاح الفكري
الذي نظم بالأردن، هذا فضلا عن استعانته بعدد من الأطاريح العلمية التي درست جهود
الرجل، سواء كانت أطاريح للدكتوراه أو الماجستير، ودون أن ننسى أيضا حجم الإفادة
من كتب الفاروقي نفسه، خصوصا "أطلس الحضارة الإسلامية"، التي أفردها
الباحث بالدرس، لاكتشاف منهج الفاروقي وإسهامه في دراسة الإسلام وتطبيق المنهج
الفينومينولوجي عليه. وهكذا خصص الباحث الباب الأول من دراسته لتسليط الضوء على
إسماعيل الفاروقي العالم، من خلال سبر محطات من حياته وفكره، وبيان مراحل حياته،
وبسط جزء مهم من إسهاماته الفكرية والعلمية والتجديدية، سواء في دراسة الإسلام
وحضارته، أو في مقارنة الأديان، أو في حوار الأديان، أو في أسلمة العلوم والمعارف،
أو في دراسة الصهيونية، أو في دراسة الفن.
منهجية الفاروقي في دارسة الأديان
اختار الباحث في الباب الثاني، أن يدرس منهجية الفاروقي في دراسة
الأديان، وسلط الضوء على رؤيته للأديان الأخرى، وجوهر التجربة الدينية فيها، وتوقف
في ذلك على أربع محددات أساسية، أولها، تأكيده على الأصل الواحد للأديان، استنادا
إلى حقيقة أنه ما من قوم إلا أرسل إليهم رسول يبلغهم الدين (يبلغهم التوحيد
والأخلاق)، وثانيها، افتراض صحة كل دين ينتسب إلى الدين الأصلي حتى يتأكد تاريخيا
أنه قد لابسته إضافات من صنع البشر، أو أنه صنيعة بشرية أصلا، وثالثها عدم التعرض
للأديان بالإدانة والاتهام ما لم يتأكد بالنقد أنها محرفة أو بشرية الصنع.
ورابعها، أن للعقل مكانة تجعله مساويا للوحي ما دام لا يتعارض معه وهو ما يفسح
المجال لسماع الدليل وقبول النقد.
كما حاول الباحث في هذا الباب، أن يعرض لجوهر التجربة الدينية كما
تراءت في دراسة الفاروقي ورؤيته، إذ حاول البحث في أصل نزعة التدين عند البشر من
حيث جذورها الوجدانية والعقلية وجوانب الفطرة والاكتساب فيها، وشدد على حضور فكرة
الألوهية، والخلود والموت في الثقافة الإنسانية إلى جانب قضايا الحرية والمسؤولية
والجزاء، حيث بين بهذا الخصوص أن دراسة التجارب والخبرات الدينية للأديان، تمثل
محاولة للإجابة عن الأسئلة الوجودية وسر الوجود والبحث عن دين الفطرة أو الحنيفية.
ولفت الباحث إلى أوجه الإفادة الواسعة للفاروقي من المنهجية الغربية
في دراسة الأديان، وركز بهذا الخصوص على استفادته من جهود وأعمال كل من فان درليو
ويواكيم ووليم جيمس، ولم يساير الدراسات الغربية التي تهتم فيه بدراسة المسيحية
واليهودية، بل عدى ذلك إلى الإسلام، محاولا استخلاص جوهر الخبرة الدينية فيه، إذ
أكد وجود جوهر للدين، وقابلية هذا الجوهر للمعرفة، وجدوى الجهد الذي يقوم به البحث
لاكتشاف هذا الجوهر ودراسته. فاختار أن يطبق أهم اتجاهات المنهج الفينومينولوجي،
والتي تعتمد على مفهوم الجوهر والمظهر، إذ شكل كتابه "أطلس الحضارة
الإسلامية" نموذجا لهذه الدراسة، إذ أقام قطيعة مع الدراسات الغربية التي تعتبر
الإسلام مجرد امتداد للمسيحية واليهودية، وأثبت من خلال دراسته، استقلالية
الإسلام، وقيامه على جوهر يمكن معرفته بتطبيق الافتراضات المنهجية عليه، وإجابته
عن التساؤلات المنهجية لجوهر التجربة الدينية المرتبطة بعلم الأديان الحديث.
الفاروقي والمنهج الفينومينولوجي في دراسة الدين
قدم الباحث خلفية علمية لا بأس بها فيما يخص المناهج التي درست
الأديان وأهم أعلامها وآثارهم وأعمالهم العلمية والأكاديمية، سواء منها منهج
أنثروبولوجيا الدين أو المنهج الاجتماعي
(علم الاجتماع الديني) أو المنهج السيكولوجي في دراسة الأديان، أو المنهج التاريخي، أو المنهج اللاهوتي، أو المنهج الفلسفي في دراسة الدين، وحاول أن يضبط رأي الفاروقي النقدي في كل منهج على حدة، وهكذا، فقد لاحظ الفاروقي على منهج الأنثروبولوجيين في
دراسة الدين تمركزهم على نظرية التطور المرفوضة دينيا وعلميا أيضا، والتمركز على دراسة الأديان البدائية، مع
التركيز على المعلومات الوصفية بخصوصها، هذا فضلا عن التركيز على المادة السلوكية
شفوية أو فعلية واعتبارها فقط المادة
الوحيدة الصحيحة، دون أن يغفل مغالاة هذا المنهج في الكيان الاثني والعرقي مما
أضفى عليه طابعا عنصريا.
كما انتقد على منهج علماء اجتماع الدين، تركيزهم على الجماعة
الاجتماعية ونظرتهم إلى الدين باعتباره عامل بناء أو هدم، وتصنيفهم البشر على أساس
انتمائهم الاجتماعي، وعدم اعتراف منهجهم إلا بالمعلومات والمواد السلوكية
والعملية، وتفسير الدين باعتباره ناتجا عن العوامل الاقتصادية والاجتماعية وإهمال
الأبعاد الروحية والأخلاقية ودورها في فهم الإنسان وسلوكه.
وسلط الباحث الضوء على النقد الذي وجهه الفاروقي للمنهج السيكولوجي
في دراسة الأديان، وكونه يركز على حالة الموضوع الداخلية والأمور المؤثرة فيها في
حالتها الذاتية، ونظرته إلى الدين بوصفه حالة شعورية تتأثر بوضع الإنسان، وقولهم
بأن الدين حال نفسية تتساوى مع الحالات النفسية الأخرى، وإهمال هذا المنهج للعناصر
الروحية والأخلاقية وإنكاره دورها في السلوك الإنساني.
أما المنهج التاريخي في دراسة الأديان، فقد لاحظ عليه الفاروقي عدم
نجاحه في الجمع بين الترتيب الإقليمي والترتيب التاريخي، واهتمامه فقط بالبحث في
أنماط التغيير والاعتماد على المنهج التطوري، واقتصاره على الكشف على المراحل
التاريخية التي يمر بها الدين، والتطورات التي تصيبه والتغيرات الناتجة عنه.
وانتقد الفاروقي بشدة المنهج اللاهوتي في دراسة الأديان، خاصة ما يتعلق مركزية
الدين المسيحي في هذه الدراسات، ونظرة اللاهوتيين إليها باعتبارها الدين الصحيح،
وكونها معيار قياس الحقيقة الدينية التي تقيم على أساسه الأديان الأخرى، وآخذ على
هذا المنهج سلوك اللاهوتيين في تركيزهم على البحث عن عيوب الأديان الأخرى بوصفها
عدوا للمسيحية أو منافسا لها.
أما نقده لمنهج فلسفة الدين، فقد توجه إلى تركيز هذا المنهج على
منظومة العقائد الدينية فقط واستبعاد وظائفه الحيوية، والتركيز على المسيحية
وجعلها موضوع البحث، بما يتعارض بشكل موضوعي مع توجه فلسفة الدين لدراسة الدين
وبحث وتعقل ظاهرة الدين في ذاتها وفي كليتها.
كيف طبق الفاروقي المنهج الفينومينولوجي على دراسة الأديان؟
حاول الباحث أن يقدم مادة مهمة عن حفريات المنهج الفينومينولوجي،
والمسارات التي قطعها حتى تبلور هذا المنهج كأهم منهج "موضوعي" لدراسة
الأديان، وتوقف بهذا الخصوص على الفينومينولوجية النقدية (إيمانويل كانط)
وفينومينولوجيا الظاهر (هيغل) وفينومينولوحجيا التأسيس (هوسرل)، وتوقف طويلا على
خواص هذه المدرسة التأسيسية وتأثيرها القوي على دراسة الأديان، وحاول التمييز بين
أشكال متعددة لتمثل هذه الفلسفة الظاهراتية.
وحاول تسليط الضوء على خمسة مبادئ تميزت بها الفينومينولوجية الدينية
كما استقرت في الأدبيات التأسيسة لهوسرل، وهي الإحاطة الكاملة بجميع الظواهر
الدينية وعدم ترك أي جانب منها، ووجوب التزام دارسي الأديان على اختلاف توجهاتهم
الدينية والفكرية على تجريد أنفسهم من الافتراضات الدينية والفلسفية التي يؤمنون
بها، ووجوب تقبل دارسي الأديان للمواد المدروسة والاستعداد للتعاطف والتأثر بها،
وإخضاع الظواهر الدينية وترتيبها بحسب التصنيف العلمي من أجل استخلاص نتائج منطقية
ومقبولة عقليا، وأن مهمة دارسي الأديان، ليست الحكم على الأديان (وظيفة تحكيمية)
وإنما هي وظيفة علمية "تفهيمية" تقوم على مبدأ فهم الدين وجوهره وأشكاله.
وقد قدم الباحث مادة مهمة عن أهم أعلام الفينومينولوجية الفلسفية
الذين أفاد منهم الفاروقي في إسهاهاته العلمية، وخص منهم أربعة أعلام أساسيين، هم
هوسرل، وماكس شيلر، وجون بول سارتر، موريس ميرلوبونتي، كما سلط الضوء على أعلام
الفينومينولجيا الدينية الذين أفاد من خبرتهم العلمية، وذكر منهم رودولف أوتو،
مرسيا إياد، وويلفرد كانتول سميث وفان درليو، وبواكيم فاخ.
منهج الفاروقي في دراسة أطلس الحضارة الإسلامية
خصص الباحث الباب الثالث من كتابه لتطبيق الفاروقي للمنهج
الفينومينولوجي في دراسة الدين، وركز بهذا الخصوص على كتابه "أطلس الحضارة
الإسلامية"، وذلك لكونه يمثل العمل الأكاديمي الذي طبق فيه الفاروقي المنهج
الفينومينولوجي على الإسلام.
وقد اختار أن يقسم هذا الباب إلى قسمين، ناقش في الأول الأسس
المنهجية للفينومينولوجية الدينية التي اعتمدها الفاروقي في دراسته للدين، بينما
تناول في القسم الثاني تطبيق هذا المنهج من خلال كتابه "أطلس الحضارة
الإسلامية".
وقد أعاد في القسم الأول المبادئ الخمسة التي تميز الدراسة
الظاهراتية للدين، توقف بشكل خاص على مفهوم "الإبوكيه"، أو ما يسمى
بالتوقف و"فك الارتباط" وترك الافتراضات التي يحملها البحث عن الدين
جانبا، وأعاد الباحث التذكير ببعض ما تضمنته دراسات منهج الفاروقي بخصوص المبادئ
الخمسة للفهم الديني التي اعتمدها الفاروقي لدراسة الأديان، أي مبدأ الانسجام
الداخلي، ومبدأ الانسجام مع المعرفة
الإنسانية المتراكمة، ومبدأ الاتساق ما بين الحقيقة الدينية والخبرة الدينية
الإنسانية ومبدأ اتساق الحقيقة الدينية مع الواقع، ومبدأ الهدف الحق أو خدمة الدين
للأخلاق والخير والقيم العليا. وسلط الباحث الضوء أيضا على الإسهام العلمي الذي
قدمه الفاروقي لنقد وتقييم الأديان، خصوصا نظريته لما وراء الأديان.
أما فيما يخص تطبيقات المنهج كما ظهرت في كتاب "أطلس الحضارة
الإسلامية"، فقد حاول الباحث أن يتوقف على البناء المنهجي لمادة الكتاب، وكيف
تم دراسة الإسلام باستثمار المعطيات العلمية وأهم المفاهيم التي وفرتها الدراسات
الفينومينولوجية الدينية، إذ توقف بهذا الخصوص على أوجه استثمار نظرية فان درليو
القائمة على مفهومي الجوهر والمظهر، ونظرية يواكيم فاخ القائمة
على ثلاثية الفكر والفعل والتعبير، إذ ركز الباحث على الكيفية التي جمع فيها
الفاروقي بين النظريتين لدراسة الإسلام، وقدم خطاطة مهمة تبين حدود الاستفادة من
هذين الإسهامين في دراسة الإسلام، وبيان جوهر الدين ومظاهره وتجلياته، وأشكاله
المؤسسية، فضلا عن تمظهراته في المجال الفكر (الفكر) وتجلياته على مستوى التعبير،
لاسيما منه الأدبي والفني والعمراني
والمكاني والصوتي (التعبير).
وعلى العموم، فقد بذل الباحث
جهدا توثيقيا مهما يساعد في تقريب أهم
المراجع والأعمال التي تفيد في دراسة المنهج الفينومنيولوجي في دراسة الأديان،
والعقلية النقدية التي تميز بها الفاروقي
في تعاطيه مع العلوم الاجتماعية ومع مناهجها، وأيضا حاول تسليط الضوء على جوانب من
تطبيق الفاروقي لمنهجه، في دراسة الإسلام من خلال التركيز على كتاب واحد هو
"أطلس الحضارة الإسلامية"، في انتظار أن يتحقق تراكم أوسع في دراسة
نماذج الفاروقي العلمية، واختبار مفردات المنهج فيها، وإلى أي حد استطاع أن يمثل
نموذجا للتأصيل لرؤيته في "أسلمة المعرفة"، أو رؤية رواد المعهد العالمي
للفكر الإسلامي اليوم في تحقيق شروط "التكامل المعرفي" وما يتطلبه من
خبرة منهجية ومعرفية بالتراث الإسلامي وبالتراث الفلسلفي والمنهجي الغربي.