استعرضت صحيفة "
أتلايار" الإسبانية كيف
أثر تطور العلاقات بين
المغرب ونيجيريا على جبهة
البوليساريو، التي تنادي بانفصال
الصحراء الغربية عن المغرب بشكل سلبي، وباتت خارج حسابات
نيجيريا.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إن الإجراءات التي اتخذها الجهاز التنفيذي النيجيري خلال حفل
تنصيب الرئيس بولا أحمد تينوبو، تعكس توجه بلاده لدعم وتطوير علاقتها مع المملكة
المغربية، والنأي بنفسها عن جبهة البوليساريو. فيوم الاثنين الماضي الموافق لـ 29
أيار/مايو، احتفلت العاصمة النيجيرية أبوجا بتنصيب الرئيس المنتخب بولا تينوبو
بحضور عدد من رؤساء الدول وكبار القادة من مختلف البلدان.
ذلك اليوم، وصل إبراهيم غالي، زعيم جبهة
البوليساريو، إلى مطار أبوجا، دون أن يحظى باستقبال رسمي، ودون التفاعل مع أي من المسؤولين
النيجيريين الكبار الذين عادة ما يستقبلون رؤساء الدول. وتظهر بعض الصور من حفل
التنصيب أنه كان خلف زجاج في انزواء واضح عن رؤساء الدول، كما كان غائبا عن الصور
الرسمية مع كبار المسؤولين النيجيريين.
ذكرت الصحيفة أن العلاقات بين المغرب ونيجيريا
شهدت تغييرا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة. بدأت مرحلة جديدة في العلاقات بين
المغرب ونيجيريا بزيارة الملك محمد السادس إلى نيجيريا في كانون الأول/ ديسمبر
2016، خلال هذا اللقاء تمكن الملك المغربي من إقناع نيجيريا باتباع موقف حيادي
بخصوص ملف الصحراء الغربية. وفي شباط/ فبراير 2021، صرّح الرئيس النيجيري السابق: "نحن دائما ممتنون للمغرب على الدعم الذي قدّمه لنا في إنتاج الأسمدة في
البلاد، لدينا 42 شركة تنتج الأسمدة في ست مناطق جيوسياسية".
وأضافت أن الملك محمد السادس أرسل رسالة تهنئة
بعد الإعلان عن فوز الرئيس المنتخب الحالي، بولا تينوبو، في الانتخابات النيجيرية،
حيث أعرب عن "تصميمه الراسخ على التقدم في العمل المشترك لتعزيز الشراكة
الاستراتيجية وتوسيع التعاون الثنائي. وتتجلى العلاقات الاقتصادية بين البلدين في
مختلف التفاعلات والتعاون، مثل دعم إنتاج الأسمدة، والمشروع الأخير لخط أنابيب
الغاز بين نيجيريا والمغرب، وفي قطاعات مثل الطاقة والزراعة.
وأوردت الصحيفة أن نيجيريا قد نظرت سابقا في
دعم البوليساريو، إلا أن المحللين السياسيين المغاربة يؤكدون أن تطور وتعزيز
العلاقات بين البلدين من قبل المسؤولين النيجيريين يشكل نقطة حاسمة لكسب دعم
المغرب فيما يتعلق بسلامته الإقليمية. وفي عدة تصريحات، أعرب تينوبو عن إعجابه
بإنجازات المغرب في المجالين الاقتصادي والتنموي، مشددا على أن تعزيز هذه
الاستراتيجية سيقود نيجيريا لتغيير موقفها بشأن النزاع الإقليمي.
ونقلت عن نبيل الأندلوسي، رئيس المركز المغاربي
للأبحاث والدراسات الإستراتيجية، أن العلاقات الثنائية ستتحسن تحت قيادة الرئيس
النيجيري الجديد بولا أحمد تينوبو، الذي ينتمي إلى نفس الحزب السياسي والموقف
الأيديولوجي للرئيس السابق محمدو بوهاري. كما أكد أن "الاستثمار، الذي يزداد
قوة من خلال المؤسسات الاقتصادية للدولة، يتم أخذه بعين الاعتبار من قبل نيجيريا،
وقد يجعلها تغير موقفها بشأن دعم جبهة البوليساريو".
وأضافت الصحيفة أن كلا البلدين الأفريقيين
يعتبران من القوى المؤثرة داخل القارة مع مصالح متطابقة ومختلفة. منذ سنة 1960،
تطوّرت العلاقات الدبلوماسية بين نيجيريا والمغرب، ورغم وجود بعض التقلبات فيما
يتعلق باختلافات الرأي حول قضية الصحراء الغربية، يبدو أن هذا الأمر قد بدأ يتغير.
وفي السنوات الأخيرة، عزز كلا البلدين
علاقاتهما بفضل توقيع عدة اتفاقيات ثنائية في التجارة والاستثمار والطاقة والزراعة.
وقد تتأثر التفاعلات المستقبلية بين البلدين بمجموعة من المتغيرات، مثل التماسك
السياسي، والنمو الاقتصادي، والأمن الإقليمي، ولكن كما تم ملاحظته، سيكون التكامل
الإقليمي الأكبر والتعاون في المنتديات متعددة الأطراف مفيدا للروابط المستقبلية
بين نيجيريا والمغرب.