يصادف، اليوم الاثنين الخامس من حزيران/ يونيو، ذكرى حرب الأيام الستة، التي وقعت عام 1967، وسميت بالنكسة، بعد أن هزم جيش الاحتلال الإسرائيلي ثلاث دول عربية، ما أسفر عن خسائر بشرية ومادية كبيرة، واحتلال أجزاء واسعة من الأراضي العربية، وتدمير معظم العتاد العسكري العربي.
دارت الحرب بين الاحتلال الإسرائيلي وكل من
مصر وسوريا والأردن خلال الفترة ما بين الخامس من حزيران/ يونيو وحتى العاشر منه، وأسفرت عن استكمال احتلال بقية الأراضي الفلسطينية، القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، والجولان السوري، وسيناء المصرية.
عمليات استفزاز إسرائيلية
وصعّد الاحتلال عملياته الاستفزازية ضد
سوريا بضرب الوسائط والمعدات التي كانت تعمل في المشروع العربي لتحويل روافد نهر الأردن والاعتداء على المزارعين السوريين وزيادة حجم التحديات ضد القوات السورية؛ ما أدى إلى زيادة حدة الاشتباكات التي بلغت ذروتها جوا يوم السابع من الشهر نفسه، إذ توالت الأخبار عن التدابير العسكرية التي اتخذها الاحتلال، وخاصة ما يتعلق بحشد قواته على الحدود السورية؛ ما دفع مصر إلى الوفاء بالتزامها وفقاً لمعاهدة الدفاع المشترك (المصرية السورية)؛ فأوفدت رئيس أركان قواتها المسلحة (اللواء محمد فوزي) إلى دمشق لتقدير الموقف على الطبيعة وتنسيق التعاون.
وعندما عاد إلى القاهرة؛ أعلنت مصر حالة من التعبئة القصوى، وأخذت القوات المصرية تتحرك على شكل تظاهرة عسكرية اخترقت شوارع القاهرة يوم الخامس عشر من حزيران/ يونيو متوجهة نحو سيناء، ثم طلبت القيادة المصرية من قائد قوات الطوارئ الدولية في سيناء، سحب قوات الأمم المتحدة، وأعلن الرئيس جمال عبد الناصر آنذاك إغلاق مضائق تيران في وجه ملاحة الاحتلال.
الاحتلال الإسرائيلي بدوره، اعتبر إغلاق مضايق تيران إعلان حرب؛ فأخذ يُسرع بخطواته ويجهز نفسه عسكريا وسياسيا للبدء بالعدوان بتأييد من الولايات المتحدة الأمريكية.
القوات المصرية والسورية
توجهت القوات السورية والمصرية نحو جبهات القتال، أما إسرائيل فقامت بمجموعة من الإجراءات أظهرت نية قادتها في العدوان، مثل التعديل الوزاري الذي جاء بالجنرال موشيه دايان إلى وزارة الحرب، ولم تمضِ سوى ساعات قليلة على ذلك، حتى بدأت القوات الإسرائيلية بشن الحرب.
واعتبارا من منتصف أيار/ مايو 1967، بدأت استعدادات جيش الاحتلال لشن العدوان، وذلك بتنفيذ الدعوات الاحتياطية السرية، وحشد القوات على الاتجاهات العملياتية، ما زاد في توتر الموقف العسكري في المنطقة.
ونتيجة النشاط السياسي الدولي، وبصورة خاصة رغبة الحكومة الفرنسية آنذاك في عدم اللجوء إلى القوة، تعهدت الدول العربية، مصر وسوريا والأردن، بعدم شن الحرب وإيقاف الاستعدادات العسكرية، إلا أن القيادة العسكرية للاحتلال وبدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، استغلت هذا الظرف، وقامت بعدوانها المباغت صبيحة 5 حزيران/ يونيو.
ضربة جوي مباغتة
ونفذت إسرائيل خطتها العدوانية بتوجيه ضربة جوية كثيفة ومباغتة إلى المطارات العسكرية وإلى الطيران الحربي المصري والسوري والأردني، فمكّنت الطيران العسكري الإسرائيلي من توفير السيطرة الجوية على أرض المعركة طيلة مدة الحرب.
ثم انتقلت قوات الاحتلال إلى الهجوم، موجهة الضربة الرئيسة على الجبهة المصرية، والضربة الثانوية على الجبهة الأردنية، في الوقت الذي انتقلت فيه إلى الدفاع النشط على الجبهة السورية مع توجيه الضربات النارية بالمدفعية والطيران إلى مواقع الجيش السوري في الجولان طيلة تلك الفترة.
تابعت
دولة الاحتلال هجومها يوم السادس من الشهر نفسه، رغم صدور قرار الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار، وغذّت المعركة بقوات جديدة من الاحتياط، وخاصة من القوات التي كانت تعمل على الاتجاه الأردني.
احتلت قوات الاحتلال الضفة الغربية، بما فيها القدس، إثر انسحاب القوات الأردنية وعودتها إلى الشرق من نهر الأردن.
نتائج الحرب
وكان من نتائج حرب 67 صدور قرار مجلس الأمن رقم 242، وانعقاد قمة اللاءات الثلاث العربية في الخرطوم، وتهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين من الضفة بما فيها محو قرى بأكملها، وفتح باب الاستيطان في القدس والضفة الغربية.
أسفرت الحرب عن استشهاد 15,000 إلى 25,000 عربي، مقابل مقتل 800 إسرائيلي، وتدمير 70 إلى 80% من العتاد الحربي في الدول العربية.