قالت صحيفة
الغارديان،
إن السلطات
السعودية حذرت مستخدمي تطبيق "سناب شات" من
"الإساءة" للنظام، واعتبرت ذلك جريمة ستؤدي بهم إلى
السجن.
وأوضحت في تقرير
ترجمته "عربي21"، أن السلطات السعودية حذرت في نيسان/ أبريل مستخدمي
التطبيق، ثم حذفته، لكنه عاد واكتسب صبغة جديدة مع ظهور عدد حالات الاعتقال
لمستخدمين، وجرى إسكاتهم بأحكام لعدة عقود بالسجن.
وقالت الشركة على
موقعها للإنترنت، إنها "تسهم في التقدم الإنساني وتقوية الناس للتعبير عن
أنفسهم". وتعود علاقتها مع المملكة إلى عام 2018، عندما استثمر الملياردير
السعودي الأمير الوليد بن طلال 250 مليون دولار في الشركة، حصة 2.3%. وتظهر وثائق
محكمة سعودية فحصتها "الغارديان" أن مستخدما سعوديا على الأقل، وهي مناهل
العتيبي، اعتقلت في نهاية العام الماضي، بعدما وضعت صورة بطريقة خاصة على سناب شات، وظهرت فيها بطريقة مخالفة للباس في المملكة.
ولا يعرف كيف حصلت
السلطات السعودية على الصورة، وفي حالة أخرى، اعتقل المؤثر السعودي منصور
الرقيبة الذي لديه 12 مليون متابع في أيار/ مايو 2022، لعلاقته بمنشورات انتقد فيها
سابقا ولي العهد محمد بن سلمان ورؤيته 2030.
وقال شخص على معرفة
بالقضية، إن محكمة قضت بسجنه مدة 27 عاما. وفي حالة ثالثة اعتقلت رهف القحطاني، بعدما وضعت تعليقات اعتبرت مهينة لسكان المالديف، واتهمت بخرق القوانين السعودية
التي تحظر على السعوديين الإضرار بعلاقات بلدهم مع الحلفاء.
وعبر معارضون سعوديون
عن قلقهم من خصوصية المحتوى على سناب تشات داخل المملكة. وقالت الشركة إنها وبناء
على تقدير منها، قد "تقدم سجلات لحسابات سناب شات لقوى حفظ النظام خارج
الولايات المتحدة، وللمساعدة في عملية قانونية التي تقوم بها الدولة المتقدمة
بالطلب إن لم يكن متعلقا بالمحتوى مثل المعلومات الرئيسية للمشارك أو بيانات تتعلق
بالخادم الإلكتروني.
وجاء التحذير لمستخدمي
منصات
التواصل الاجتماعي في السعودية في نيسان/ أبريل، عندما قابل الإعلام الرسمي
رجلا سجن بسبب وضعه تغريدة بريئة واعتبرت نقدا للمملكة وغير قانونية. وتم
تسجيل اللقطة الإعلامية من قبل منظمة القسط في لندن بعدما حذفتها القناة التي
بثتها. وقال المعارضون السعوديون إن اللقطة مثلت تحذيرا واضحا بعدم وضع منشورات
يفهم منها أنها نقد.
وفيها ظهر رجل في الظل
وهو يتحدث عن ندمه لنشر التغريدة المهينة، وقال إن آخرين مثله في السجن بسبب
تغريدات نشروها بأسمائهم أو بأسماء مستعارة. وشكر المذيع الذي قابل السجين على
صراحته ومساعدته في تعليم الناس حول "الجرائم الإلكترونية". وقال
المذيع: "معظم الذين يرسلون لديهم على الأرجح حسابات على تويتر أو سناب شات
وغير ذلك، وربما رأوا حالتك، ويدعون الله تعالى للإفراج عنك؛ لأنك جعلتهم
يعرفون".
ومن المقرر أن يزور
وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن المملكة هذا الأسبوع، ولكن ليس من الواضح إن
كان سيطرح موضوعات حقوق الإنسان ومأزق العديد من المواطنين الأمريكيين، بمن فيهم
إبراهيم العمادي، المعتقل أو يواجه حظر السفر لجرائم مزعومة، بما فيها تغريدات ناقدة للمملكة على تغريدة ووسائل تواصل اجتماعي.
وقال متحدث باسم
الحكومة الأمريكية إن حقوق الإنسان العالمية وحكم القانون هي قاعدة التواصل
الأمريكي مع الشركاء حول العالم. لكن عبد الله العودة، مدير مبادرة الحرية في
الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قال إنه يعتقد بأن غياب الاهتمام من إدارة بايدن يفسر
تردي حقوق الإنسان في المملكة، بما في ذلك "الإعدامات غير المسبوقة واعتقال
الناس بسبب استخدام منصات التواصل الاجتماعي".
وقال متحدث باسم
سناب شات في بيان: "نلتزم باحترام القيم وحقوق الإنسان العالمية، وهدفنا هو
خدمة مجتمعنا، ومساعدته على إطلاق العنان للإبداع، وتوسيع فهمهم للعالم".
ونفت الشركة أنها تلقت طلبات من الحكومة السعودية الحصول على البيانات
الشخصية للمستخدمين، وبخاصة قضية العتيبي، ولم يتم تقديم بيانات شخصية تتعلق بها.