في
الذكرى السنوية السادسة والخمسين لحرب حزيران 1967، كشف
الاحتلال الإسرائيلي عن
بعض من أرشيفه العسكري وبروتوكولاته السرية الخاصة بتلك الحرب، مشيرا إلى أنه بعد
48 ساعة من اندلاع الحرب يوم الخامس من حزيران، عقدت لجنة الخارجية والأمن في
الكنيست اجتماعا مصيريا لإجراء نقاش حول مرتفعات
الجولان، وفيما وصف رئيس الوزراء
الجلسة بـ"التاريخية"، فإن وزير الحرب موشيه ديان اعترض على قرار
احتلالها، لكنه أعلن أنه سيستجيب لقرار الحكومة بشأن السيطرة عليها.
سيفان
حيلاي مراسلة صحيفة
يديعوت أحرونوت، ذكرت أنه "في يوم السابع من حزيران،
اجتمعت لجنة الخارجية والأمن في الكنيست في "الكرياه" حيث مقر وزارة
الحرب في تل أبيب، وجلس حول الطاولة رئيس الوزراء ليفي أشكول، ووزير الحرب موشيه
ديان، والوزيران مناحيم بيغن ويسرائيل غاليلي، وأعضاء لجنة الخارجية والأمن،
لإجراء جملة نقاشات عديدة تخص الحرب، من بينها مستقبل الهضبة السورية، وفيما اعترض
ديان على احتلالها، لكنه نفذ في النهاية ما قررت الحكومة، وبات اسمها مرتفعات
الجولان".
وأضافت
في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "في المحضر السرّي الذي تم العثور
عليه في أرشيف الكنيست من الجلسة، ويكشف عن أجزاء منها الآن، جرى نقاش هام حول ما
إذا كان سيتم غزو الهضبة السورية، وكيفية ذلك، وبالتالي فتح جبهة مع
سوريا التي
كانت حينها قطاعًا هادئًا مقارنة بمصر والأردن، لكن ديّان اعتقد أنه لا
ينبغي غزو هذه المنطقة على طول الحدود السورية، وأن هناك اعتبارات لعدم احتلالها".
وأشار
ديان إلى أن "منطقة الجولان منزوعة السلاح كجزء من اتفاقية الهدنة في القطاع
السوري، ولدينا تعليمات للجيش بالحفاظ على الهدوء حتى الحدود الدولية، وعدم إحداث
مشاكل، ما لم تقرر الحكومة خلاف ذلك، وبناءً على العلاقة بين سوريا والاتحاد
السوفييتي فلا مصلحة لنا بذلك، أما إذا قررت الحكومة خلاف ذلك، فيمكن للجيش أن
يفعلها، لكنني ضد عبورنا للحدود الدولية".
أما
عضو الكنيست أرييه بن أليعازر فقال خلال النقاش إنني "لا أقبل تقييم وزير
الحرب بشأن المناطق المنزوعة السلاح في الجولان، لأنه من الضروري أخذ سلسلة
المرتفعات، وليكن ما يكون بعد ذلك، وأحد أخطر الأمور التي تسببت في دخولنا لهذه
الحرب هو سلوك سوريا، وعدم تلقيها الضربة اللازمة في 1948 و1946، في المدن التي
سيطر عليها جيش الاحتلال هناك الآلاف من أنصار الشقيري والمفتي وفتح والفدائيين،
وعليه أن يطالبهم بمغادرة المنطقة خلال يوم واحد، لأنهم مقاتلون".
بعد
ذلك مباشرة، قال عضو الكنيست يعكوب حزان، الحاضر في اللجنة، إنه "لا يمكن أن
تنتهي هذه الحرب بدون توجيه ضربة للجيش السوري، أنا أقبل اعتبارات ديان، لكننا
بحاجة لعدم التفكير في الأشياء الكبيرة، سيكون خطأ من جانبنا إذا لم نفعل ذلك
باحتلال الجولان، ما دفع ديان للتأكيد مجددا أمام أعضاء لجنة الشؤون الخارجية
والأمن أن ما تقرره الحكومة سينفذه الجيش، ولكن في النهاية ليس واضحا كم سيكون عدد
الخسائر التي ستقع، لن نتخلى عن أهدافنا الحربية بالقضاء على القوة المصرية، لأنه
بدونها لن تخوض دول أخرى حربًا".
ناتان
ليست رئيس لجنة كشف الوثائق السرية في الجولان من الكنيست، ذكر أن "هذا
بروتوكول ذو قيمة تاريخية فريدة، نتعرض فيه لتنوع الآراء التي ظهرت في مداولات
لجنة الشؤون الخارجية والأمن بشأن احتلال مرتفعات الجولان، وتُظهر المناقشة مخاوف
ديان من تدخل الاتحاد السوفييتي في الحرب إذا احتلت إسرائيل مرتفعات الجولان، بينما
يزعم أعضاء اللجنة أن احتلالها ضروري".
ما
لم يذكره الأرشيف الإسرائيلي أنه بعد يومين من ذلك الاجتماع السرّي في الكرياه،
وصباح التاسع من حزيران، غيّر ديان رأيه، وأمر قائد المنطقة الشمالية الجنرال
ديفيد أليعازر ببدء هجوم مشترك من قبل الجيش الإسرائيلي على المواقع السورية من
الهضبة الشمالية إلى جبل حرمون.
وفي
نهاية أربعة أيام من القتال، احتل الجيش الإسرائيلي مساحة 1250 كم2، ومن بين ما
يقرب من 128 ألف مواطن سوري عاشوا في المنطقة المحتلة، بقي فقط ستة آلاف منهم،
معظمهم من الدروز في منازلهم، أما البقية فهجروا بيوتهم، وهربوا للأراضي السورية.