رأى
الصحفي آدم تايلور في مقال نشرته صحيفة "
واشنطن بوست" أن هناك العديد من
الأسباب التي تستبعد احتمالية أن تحقق القوات الأوكرانية نجاحا في الهجوم المضاد
الذي بدأ بالفعل شرق البلاد.
وأوضح
أن الفيضانات التي تلت انهيار سد كاخوفكا الخاضع للسيطرة الروسية أعاد تشكيل ساحة
المعركة، وقطع أحد الطرق القليلة المتبقية عبر نهر دنيبر، الذي يعتبر خطا فاصلا بين
القوات الأوكرانية والروسية في خيرسون.
وفي
منطقة زاباروجيا المجاورة، فإن المساحات المسطحة نسبيا للأراضي الزراعية في الغالب
تجعلها هدفا أكثر نضجا. يتوقع الكثيرون حدوث هجوم مضاد في هذا الاتجاه لأنه قد
يقطع "الجسر البري" المؤدي إلى شبه جزيرة القرم، شبه الجزيرة الأوكرانية
التي تحتلها
روسيا منذ عام 2014. لكن روسيا تعرف ذلك أيضا وقد أمضت أكثر من ستة
أشهر في تحصين المنطقة بشدة بالخنادق، الألغام والعوائق المضادة للدبابات.
وبحسب الكاتب فإن المرور عبر هذه الخطوط سيستغرق وقتا وجهدا ومعدات، مما قد يسمح للاحتياطيات الروسية
بإعادة تجميع صفوفها والقيام بضربات مضادة قبل أن تتمكن القوات الأوكرانية من
اختراقها.
وأشار
إلى أن الأسلحة الغربية ستشكل تغييرا بالنسبة لأوكرانيا، خاصة أنها متطورة عن تلك التي كانت تعتمد عليها في بداية
الصراع من آلات قديمة إلى حد كبير من تصميم الحقبة السوفيتية.
ويمكن
أن تكون الروح المعنوية مشكلة كبيرة لكلا الجانبين، حيث يعاني الجيش الروسي من
المشاكل منذ بدء الحرب وهو أحد أسباب الانسحاب المتسارع الذي شهده العام الماضي.
لم يبدأ الهجوم الروسي الشتوي المخطط له في وقت سابق من هذا العام، في حين أن
المكاسب التي تحققت هي في أفضل الأحوال انتصارات باهظة الثمن.
بالمقارنة،
فإن الانقسامات في الروح المعنوية الأوكرانية محدودة. بشكل عام، يحتفظ الجنود
والمسؤولون الأوكرانيون بنبرة وطنية متسقة بشكل ملحوظ، حتى بعد الانتكاسة التي
حدثت في باخموت، مع تقارير قليلة عن حدوث خلافات حول الاستراتيجية العسكرية أو
قضايا أخرى مع قيادة الرئيس فولوديمير زيلينسكي. لكن هذا يعني أن ثقل التوقعات
يثقل كاهل هجوم أوكرانيا المضاد.