تخطط
روسيا لإجراء تعاملات تجارية بالعملات الوطنية مع
مصر والإمارات، في الأزمة الاقتصادية العالمية الناجمة عن الحرب الروسية في أوكرانيا.
جاء ذلك على لسان رئيس لجنة مجلس الدوما الروسي، للأسواق المالية أناتولي أكساكوف، الذي قال إن مصر وروسيا تجريان تعاملات تجارية بالعملات الوطنية، كما أن موسكو تجري محادثات بهذا الشأن مع أبو ظبي.
وأكد أكساكوف، خلال تصريحات لوسائل إعلام روسية، على هامش مشاركته في منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، أن روسيا لديها تعاملات تبادل تجاري مع مصر بـالجنيه والروبل، مضيفا أنه يتم إجراء مباحثات مع دولة الإمارات العربية المتحدة بهذا الشأن.
وفي السياق ذاته، كشف أكساكوف، أن 70 بالمئة من تعاملات روسيا مع إيران، أكثر الدول المعنية بالعقوبات الغربية، تنفذ بالعملتين الوطنيتين.
وتقلصت نسبة
الدولار في تداول العملات الدولية خلال سنتين من 70 إلى 60 بالمئة، ويتوقع أن تتجه الكثير من الدول إلى العملات المشتركة (الوطنية) بسبب سياسة العقوبات الأمريكية الجائرة، بحسب البرلماني الروسي.
ومطلع العام الجاري، أعلن البنك المركزي الروسي أن قائمة العملات الأجنبية التي يحدد سعرها رسميا مقابل
الروبل ارتفعت إلى 9 عملات هي
الجنيه المصري والدرهم الإماراتي والبات التايلاندي والروبية الإندونيسية، إلى جانب عملات أخرى ستتم إضافتها، وهي الريال القطري والدونج الفيتنامي والدينار الصربي والدولار النيوزيلندي واللاري الجورجي.
وارتفعت قيمة التبادل التجاري بين مصر وروسيا خلال عام 2021 إلى نحو 4.7 مليارات دولار، وبلغت الصادرات الروسية للسوق المصرية نحو 4 مليارات و178 مليون دولار، فيما بلغت الصادرات المصرية للسوق الروسية 591.7 مليون دولار، بحسب بيانات وزارة التجارة والصناعة المصرية.
وفي تصريح سابق لـ"عربي21"، قال الخبير الاقتصادي، إبراهيم نوار: "سوف يخفف انضمام الجنيه المصري إلى سلة العملات الروسية من احتياج مصر للدولار في تجارتها مع روسيا.. فمصر تستورد من روسيا بحوالي 5 مليارات دولار سنويا، منها بأكثر من 3 مليارات من القمح، ومعظم السلع التي تستوردها مصر من روسيا سلع غذائية أساسية وسلع صناعية".
والعام الماضي، دعا وزير الصناعة والتجارة الروسي، دينيس مانتوروف، الدول الأعضاء في مجموعة "بريكس" (البرازيل، روسيا، الهند، الصين وجنوب أفريقيا) إلى زيادة التعاملات المالية بين الأعضاء بالعملات الوطنية على حساب الدولار. وفق موقع "روسيا اليوم".
ووفقا لمانتوروف فإن التجارة بالعملات الوطنية تعد جانبا أساسيا من التعاون بين دول المجموعة الخمس، التي تسيطر على ثلث المنتجات الصناعية العالمية، وحصتها من التجارة العالمية تبلغ 17 بالمئة.
وقال الوزير الروسي: "إن الاستخدام الرشيد والمتوازن لهذه الأداة سيساعد على زيادة استقرار اقتصادات بلداننا وتقليل الاعتماد على سياسات الولايات المتحدة".
بدوره، كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن مجموعة "بريكس" ستناقش مبادرة إنشاء عملة موحدة بين الدول الأعضاء، خلال القمة المقرر عقدها في جنوب أفريقيا، في آب/ أغسطس المقبل.