نشرت
صحيفة "
الغارديان" تقريرا لكل من جيسون بيرك وزينب محمد صالح من الخرطوم
قالا فيه إن حملة الاعتقالات والملاحقة للإسلاميين تكثفت بعد المواجهات بين
الجيش
السوداني وقوات
الدعم السريع، وسط مزاعم لزعيم الأخيرة محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي
باعتقال المئات بل والآلاف منهم.
وقالت
الصحيفة إن الإسلاميين يعارضون بشدة محاولة دقلو السيطرة على السلطة، لخوفهم من إحباط
محاولاتهم الحفاظ على المكتسبات التي حصلوا عليها أو العودة إلى السلطة في المستقبل.
وتعلق
الصحيفة أن
حميدتي، القادم من منطقة غرب دار فور والمتهم بالتواطؤ في عدد من المجازر
خلال مسيرته السياسية يحاول تقديم نفسه كإصلاحي، واتهم البرهان بالإسلامي الراديكالي.
وفي
رسالة مسجلة تفاخر بأنه اعتقل مئات الإسلاميين خلال الحرب الدائرة منذ شهرين بمن فيهم
عناصر أمنية سابقة في ميليشيا إسلامية. وقال: "فضحنا كل المخططات والخطط الإرهابية
والخطط المتطرفة، وهم الآن في سجوننا وهناك الآلاف من ضباطهم والآلاف من ضباط الصف
في داخل السجون".
ولا
توجد تأكيدات مستقلة لصحة هذه الأرقام، إلا أن هناك معلومات عن اعتقال عدد من رموز
الحركة الإسلامية في الأسابيع الأخيرة. ومن بينهم محمد الجزولي، زعيم تحالف الأحزاب
الإسلامية وأنس عمر، الجنرال السابق في المخابرات وحاكم ولاية في ظل حكم عمر البشير.
وكان الجزولي من أكثر الداعمين للجيش منذ اندلاع القتال في نيسان/ إبريل ودعا للحشد
الشعبي ضد حميدتي.
ورغم
تجنب قادة الإسلاميين السودانيين أي دور علني في المواجهات الحالية، إلا أن المحللين
يرون في مواقفهم أمرا مركزيا.
وقال
البرفسور نيك ويستكوت، مدير الجمعية الملكية الأفريقية: "يريد (حميدتي) أن
يعتقد العالم أن الإسلاميين هم تهديد كبير، وأنه هو الشخص الوحيد القادر على التصدي
لهم. وهذا جزء من محاولات تسويق نفسه. وهو يعرف أنهم متجذرون في الاقتصاد ولهذا فالتخلص
منهم سيصب بمصالحه الاقتصادية".
ومنذ
بداية القتال حاول البرهان تحشيد من انتفعوا أو شاركوا في نظام البشير الذي أطاحت به
ثورة شعبية عام 2019. واعتمد البشير خلال حكمه على الإسلاميين حيث عينهم في المناصب
الاستخباراتية والعسكرية والبيروقراطية.
وللإسلاميين حضور طويل في صفوف الجيش الذي يقاتل
قوات الدعم السريع في الخرطوم وغيرها. ولا يوجد تقدير واضح لحضورهم إلا أن بعض التقديرات
تقول إنهم يمثلون ثلثي الجيش. وقال إسلامي سابق: "علمهم التاريخ أن الجيش سيطردهم"
من الحكم، ولهذا عملوا "على زرع خلاياهم في الجيش" عبر العقود الخمسة الماضية.
و"عملت الخلايا سرا إلا أن عملها في الجيش كان واضحا". وكثف الإسلاميون جهودهم
بعد سيطرة البشير على السلطة في 1989 وبالتعاون مع الجبهة القومية الإسلامية التي تزعمها
حسن الترابي.
وينظر
إلى البرهان على أنه مهتم بشكل أساسي بالحفاظ على قوة وتأثير الجيش السوداني وحماية
مصالحه الاقتصادية. وعندما تولى السلطة عام 2019 لم يكن للجنرال أي قاعدة سياسية ولهذا
مال نحو أنصار البشير لمواجهة التحديات من المؤيدين للديمقراطية. ولم تنجح المحاولات
الأولى لتطهير الإسلاميين وتم عكسها منذ انقلاب عام 2021 الذي قضى على آمال التحول
الديمقراطي. واستطاع عدد من القادة البارزين الذين فروا إلى تركيا العودة لاحقا.
وفي
نيسان/ إبريل العام الماضي أعلن عن تحالف جديد في وسط الخرطوم وحضره عدد من أنصار النظام
السابق ومسؤوليه. وشارك الآلاف من الإسلاميين في مسيرة احتجاج ضد وجود الأمم المتحدة
في البلاد. وتقول الصحيفة إن هناك شكوكا واسعة حول منع الإسلاميين اتفاقية بين البرهان
وحميدتي، كانت ستمنع المواجهة. واتهم الدعم السريع الجيش بالإفراج عن عدد من الإسلاميين
في سجن كوبر، ورد الجيش بأنهم فروا بعد اندلاع القتال. ومن بينهم البشير حيث لا يعرف
مكانه بالتحديد. وقالت السلطات العسكرية إن البشير نقل إلى مستشفى عسكري بعد اندلاع
النزاع لكن "قبل التمرد".