تبادل الرئيس الأمريكي جو
بايدن وزوجته جيل، العديد من
الهدايا القيمة مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا
مودي الذي حظي باستقبال حافل في واشنطن.
وأهدى بايدن مودي لوحا أمريكيا قديما، يعود لأوائل القرن العشرين، وهو عبارة عن قطعة يدوية فريدة من نوعها. وفقا لبيان صادر عن البيت الأبيض الخميس.
كما قدما له كاميرا أمريكية عتيقة، مصحوبة بنسخة أرشيفية طبق الأصل لبراءة اختراع جورج إيستمان لأول كاميرا كوداك، وكتابا بغلاف مقوى يعرض تصوير الحياة البرية الأمريكية.
بالإضافة إلى ذلك، وكجزء من الهدايا الرسمية، منحت السيدة الأولى جيل بايدن رئيس الوزراء الهندي نسخة موقعة من الطبعة الأولى من "مجموعة قصائد روبرت فروست".
في المقابل، رد رئيس الوزراء الهندي بالمثل، حيث أهداهما ماسة خضراء وزنها 7.5 قيراط، تعرض خصائص كيميائية وبصرية مماثلة للماس المستخرج من الأرض، ويرمز هذا الحجر اللامع إلى 75 عاما من الحرية والعلاقات الدولية المستدامة بين البلدين.
بالإضافة إلى ذلك، قدم لهما مودي صندوقا خاصا من خشب الصندل مصنوع يدويا بدقة، ويتميز بنقوش معقدة من النباتات والحيوانات.
وداخل صندوق خشب الصندل، يوجد تمثال لورد غانيشا، صنعته عائلة من الجيل الخامس من صانعي الفضة من كولكاتا. ويحظى اللورد غانيشا بالتبجيل باعتباره مزيلا للعقبات، وهو الإله الأول الذي يجب عبادته.
ويحتوي الصندوق أيضا على مصباح زيت فضي، وهو عنصر مقدس آخر في المنازل الهندوسية، تم صنعه أيضا بواسطة نفس عائلة صائغ الفضة في كولكاتا.
أخيرا، قدم رئيس الوزراء الهندي إلى بايدن الطبعة الأولى من كتاب "الأوبنشاد العشرة الرئيسي"، والكتاب عمل مهم لأنه يحتوي على ترجمة إنجليزية للأوبنشاد الهندية، شارك في تأليفها شري بوروهيت سوامي ودبليو بي. ييتس.
استقبال حافل
ووصل مودي إلى الولايات المتحدة، الثلاثاء، في زيارة دولة تستمر حتى اليوم السبت، يتوقع أن تكون علامة فارقة في العلاقات بين البلدين ومن شأنها تعميق شراكتهما وتنويعها.
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الخميس، إن شراكة الولايات المتحدة والهند "أقوى" من أي وقت مضى، مضيفا أنهما "قوتان عظيمتان بوسعهما أن تحددا مسار القرن الحادي والعشرين".
وأضاف بايدن بأن "الولايات المتحدة والهند تعملان معا على عدة ملفات، بينها الحد من الفقر ومقاومة التغير المناخي"، بحسب ما نقلت قناة الحرة الأمريكية.
وتابع: "جعلنا من التكنولوجيا أساس الشراكة بين واشنطن ونيودلهي، ونعمل على الاستفادة من مواهب شعبينا".
اتفاقيات غير مسبوقة
واستقبل بايدن، مودي "بحفاوة" وذلك عبر اتفاقيات كبرى متعلّقة بمحرّكات الطائرات المقاتلة وأشباه الموصلات والفضاء.
وفي إحدى أهم الاتفاقيات المبرمة خلال الزيارة ووصفها مسؤول أمريكي بأنها "طليعية"، وقّعت الولايات المتحدة اتفاقا لنقل تكنولوجيا المحرّكات في وقت تبدأ الهند إنتاج مقاتلات على أرضها.
وستحصل "جنرال إلكتريك" على الضوء الأخضر لإنتاج محرّكاتها من طراز "إف 414" بشكل مشترك مع شركة "هندوستان إيرونوتيكس" للصناعات الجوية والتابعة للدولة الهندية.
وذكر مسؤول أمريكي أن الهند ستشتري أيضا مسيّرات مسلحة عالية الدقة من طراز "إم كيو-9بي. سي غارديانز" MQ-9B SeaGuardians.
وفي اتفاق آخر، ستستثمر مجموعة الشرائح الإلكترونية الأمريكية العملاقة "ميكرون" 800 مليون دولار في محطة لتجميع واختبار أشباه الموصلات في الهند، التي يتوقع أن تصل قيمتها إلى 2.75 مليار دولار بعد مساهمات من نيودلهي.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الهندي؛ "إن النظام العالمي تغير بعد جائحة كورونا"، مؤكدا أن العلاقة بين بلاده والولايات المتحدة "سترسم معالم المستقبل".
وأكد أن بلاده تعمل مع الولايات المتحدة جنبا إلى جنب في عديد المجالات، مشيرا إلى أن "المحرك الأساسي للعلاقات بين الهند والولايات المتحدة هي العلاقة بين شعبي البلدين".
ويحظى مودي باهتمام وترحيب كبيرين في الولايات المتحدة، حيث خصّه بايدن بثالث زيارة دولة في عهده، إذ لم تخف واشنطن دعمها له رغم عدم ارتياحها حيال رفض الهند التخلي عن روسيا واتهام مجموعات حقوقية الزعيم الهندوسي القومي بالاتجاه إلى الاستبداد بشكل أكبر.
وتأمل واشنطن أن يساعد تعزيز العلاقة الدفاعية في تقليص اعتماد الهند على روسيا، أهم مزوّد للمعدات العسكرية لنيودلهي خلال الحرب الباردة.
ورفضت الهند الانضمام إلى الجهود الغربية الرامية لعزل موسكو على خلفية الحرب الأوكرانية، واستغلت الأزمة بدلا من ذلك لشراء النفط الروسي بأسعار مخفّضة.