منطقة التلال المضطربة في بنغلاديش وأمنها القومي

تتألف هذه المنطقة من مناطق رانجاماتي وباندربان وخاغراتشاري، المعروفة بمسار تل شيتاغونغ (CHT). يعيش في هذه المنطقة أكثر من 30 مجموعة عرقية مختلفة، مثل الشاكما والمارما والتريبورا والبام، ولكل مجموعة لها ثقافتها وتقاليدها الخاصة.

تاريخيا، جاءت العديد من هذه المجموعات العرقية من مناطق مختلفة مثل شمال شرق الهند وجنوب شرق آسيا ومنغوليا، واستوطنت في مدن التلال خلال القرون الثاني عشر والسادس عشر. على الرغم من وجود تقاليد قديمة للبنغاليين في السهول، إلا أن عيشهم في المناطق الجبلية ليس قديما بهذا الشكل. وعلى الرغم من ذلك، تعيش المجموعات البنغالية والبهارية في التلال في تعايش سلمي منذ فترة طويلة.

ومع ذلك، فقد واجهت قبائل التلال التهديدات والصراعات على مر الزمن. في بعض الحالات، حاولت الأقسام القومية الشرسة من قبائل التلال إثارة النزاعات العرقية لتعزيز موقعها بين مجتمعات التلال المحلية. قد يرجع البعض سبب هذا الصراع إلى زيادة استيطان البنغاليين في المنطقة، بينما يرى آخرون أن تهجير سكان التلال بسبب بناء السدود الكهرومائية في الستينيات كان السبب.

استمر النزاع الداخلي في بنغلاديش بين باهاريس وجيوتيريندرا بوديريا لارما قبل وفاة إم إن لارما، حيث تحداه جيوتيريندرا بتشكيل القوات المسلحة المعروفة باسم شانتي باهيني. استمرت التوترات في البلاد على مدى العقدين التاليين، حتى وقعت معاهدة السلام في ديسمبر 1997.

أثرت الأنشطة المسلحة على التلال البنغالية والمخاوف التي نشأت بين التل البنغاليين والمجموعات العرقية الصغيرة غير الشاكما، كما سلطت الضوء على استيطان السهول في التلال ودعم الحكومات العسكرية لهذا الاستيطان، بما في ذلك حكومة باكستان في الماضي.

ومع عودة حزب عوامي إلى السلطة بعد 21 عاما، تم التركيز على إيجاد حل سياسي دائم للنزاع. تم التوقيع على معاهدة سلام والتزام قبائل التلال بتسليم أسلحتها والعودة إلى الحياة الطبيعية، ومع ذلك، تعثر تنفيذ الاتفاقية بسبب التحولات السياسية والتعقيدات القائمة، مثل قضايا ملكية الأرض.

ولكن حاليا بدأت الجماعات الجبلية المسلحة تتشكل مرة أخرى في بنغلاديش، وتغير نشاطها المسلح، حيث تقوم الآن بحملات واسعة النطاق عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتنشر دعاية كاذبة ضد قوات إنفاذ القانون وحكومة بنغلاديش. وغالبية النشطاء عبر الإنترنت هم أفراد من الجماعات العرقية الصغيرة الذين يعيشون خارج بنغلاديش، خاصة في أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا ودول شرق آسيا.

يتم نشر أخبار وصور مزيفة تدعي انتهاك حقوق القبائل وحقوق الإنسان بهدف كسب التعاطف العالمي، ويتم أيضا جمع التبرعات من الخارج، حيث يدعم النشطاء السياسيون للجماعات الجبلية في الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة. يشير تقرير أيضا إلى دعم التاميل السريلانكي في الماضي، والذي تلقى دعما سياسيا وماليا أكبر من التاميل السريلانكي المقيم في سريلانكا.

تشابهت أنشطة الجماعات الإثنية في مدن التلال في بنغلاديش بشكل كبير مع تلك التي سبق ذكرها في حركة خالستان أو تاميل، وتتمحور الدعاية الباهارية حول تدمير حياة ومعيشة وثقافة أهل التل. تستهدف الدعاية الحكومة البنغالية، والقوات المسلحة في التلال، والمؤسسات السياسية والتنموية المحلية، والسكان البنغاليين في المناطق الجبلية.

بشكل عام، بعض المصادر تشير إلى أن هناك تطوراً في الجبال خلال العقد والنصف الماضي، خاصة بعد تشكيل حكومة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة في عام 2009. تم تطوير البنية التحتية وتحسين الاتصالات والزراعة والغابات والنظام الاقتصادي والمرافق الصحية والسياحة، وقد أثر هذا التطور على الحياة الاجتماعية في المنطقة.

تواجه الحكومة والمنظمات المختلفة عقبات من الجماعات المسلحة التي تعمل في المنطقة، وقد تم تعزيز الجيش وقوات إنفاذ القانون للحفاظ على الأمن والاستقرار في الجبال وضمان سلامة البلاد بشكل عام.

وتشير المصادر إلى وجود روابط محتملة بين الجماعات المسلحة في الجبال والجماعات الدينية المتشددة في السهول. وتحاول الجماعات المسلحة في الجبال تعزيز قدراتها والحصول على تمويل للعمليات المسلحة من خلال التدريب والتعاون مع المقاتلين المتشددين وجمع الأموال.

يجب على الأطراف المعنية أن تتصرف بمسؤولية في معالجة هذه القضية والتعبير عن آرائها حول حقوق القبائل والأمن القومي، كما يجب توعية الجمهور بخطورة هذه الجماعات المسلحة وعدم التساهل في تشجيع أنشطتها.

وفي النهاية، يجب أن يتم التركيز على تحقيق الاستقرار في الجبال والسهول وضمان سلامة البلاد بشكل عام من خلال تعزيز الأمن وتطوير البنية التحتية ومكافحة التطرف والإرهاب بشكل شامل.