أعلن إيلي كوهين وزير
خارجية
الاحتلال خلال اجتماع لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست أن
"رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي طلب من رئيس الوزراء بنيامين
نتنياهو
زيارة كييف، وأن الأخير يدرسها بشكل إيجابي، لكن مكتبه أكد أنه لم يتم اتخاذ قرار
بعد بشأن قبول الدعوة".
باراك رافيد المراسل
السياسي لموقع
واللا كشف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "كوهين أكد
في الجزء المغلق من اجتماع اللجنة البرلمانية أن زيلينسكي طلب من نتنياهو زيارة
كييف، دون تحديد موعد، لكن هناك فرصة جيدة لحدوث ذلك، مع العلم أن مثل هذه الزيارة
ستكون رسالة دعم مهمة لأوكرانيا من إسرائيل، وتساعد في خفض مستوى انتقادها وشعبها بأنها لا تقدم مساعدات عسكرية لأوكرانيا".
ورغم السياسة
الإسرائيلية التدريجية باتجاه أوكرانيا، فقد انتقدت سفارة أوكرانيا لدى الاحتلال
حكومته بشدة قائلة إنه اختار طريق التعاون الوثيق مع
روسيا، ما دفع وزارة
خارجيته لاستدعاء سفير كييف في تل أبيب لتوبيخه، حتى إن وزير الخارجية إيلي كوهين
أعلن أنه "رغم التعقيدات مع روسيا، فإنهم وقفوا بجانب أوكرانيا منذ بداية
الحرب".
وكشف إيتمار آيخنر
المراسل السياسي لصحيفة
يديعوت أحرونوت، أن "وزارة خارجية الاحتلال استدعت
سفير أوكرانيا لديها يفغين كورنيشوك لتوبيخه بعد بيان قاس نشرته السفارة، اتهمت
فيه حكومة الاحتلال باختيار طريق التعاون الوثيق مع روسيا، وانتهاج سياسة واضحة
مؤيدة لها، معربة عن أسفها من أن الحكومة الحالية قد اختارت طريق التعاون الوثيق
مع الاتحاد الروسي، بدليل سلسلة من الأحداث المثيرة للجدل التي وقعت منذ بداية عام
2023، بجانب الغياب شبه الكامل للمساعدات الإنسانية لأوكرانيا".
وأضاف في تقرير ترجمته
"عربي21" أن "هناك سلسلة من الأحداث أشارت الى توتر اسرائيلي
أوكراني ظهر خلال زيارة وفد وزارة الخارجية إلى كييف في فبراير، وعدد من المقابلات
التي أجراها رئيس الوزراء مع وسائل الإعلام، بهدف تبرير التقاعس الإسرائيلي التام
عن اتخاذ إجراء عندما يتعلق الأمر بتزويد أوكرانيا بإجراءات عسكرية خلال العام
والنصف الماضيين، مع تزايد الحجج السائدة حول علاقة إسرائيل الخاصة مع روسيا بشأن
تعاونهما في سوريا، فضلاً عن ضعف الجالية اليهودية في الاتحاد الروسي".
وأشار إلى أن "هذا
التوتر الإسرائيلي الأوكراني يتزامن مع التخوف الإسرائيلي من نقل أسلحة غربية من
ساحة المعركة في أوكرانيا إلى إيران وسوريا، وقد أجرت الحكومة الإسرائيلية جولتين
من المفاوضات السياسية رفيعة المستوى مع وزارة الخارجية الروسية، كما أنه تم التوصل إلى اتفاق بشأن إنشاء بعثة دبلوماسية روسية أخرى في القدس المحتلة، وتخصيص أرض لهذه
البعثة، عرّفتها وزارة الخارجية الإسرائيلية بأنها "إنجاز سياسي"، ما
دفع الأوكرانيين لاعتبار السلوك الإسرائيلي تجاهلا صارخا للحدود
"الأخلاقية" التي أظهرها العديد من كبار الإسرائيليين المشاركين في حفل
استقبال دبلوماسي استضافته السفارة الروسية في القدس المحتلة".
وأوضح أن "التوتر
الاوكراني وصل ذروته من إسرائيل عقب التزام وزارة خارجيتها الصمت في ما يتعلق
بالتصريحات المعادية للسامية بشكل روتيني من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بينما
تفرض الدول الغربية عقوبات على روسيا، وتصفها بأنها دولة إرهابية ترتكب جرائم حرب بشكل
يومي، لكن إسرائيل لا تفرض أي عقوبات عليها، فيما شهد العامان الماضيان زيادة في
التجارة الثنائية مع نظام موسكو الذي وصفته بـ"الدموي"، معتبرة أنه
بينما ينزف سكان أوكرانيا، بمن فيهم أفراد الجالية اليهودية، تحت هجوم الصواريخ
الروسية والطائرات بدون طيار الإيرانية، تختبئ القيادة الإسرائيلية وراء
"الديماغوجية" اللفظية حول حيادها، وتقيم علاقات مع روسيا".
وأوضح أن "الموقف
الأوكراني يعتبر الحياد الإسرائيلي مؤيدًا لروسيا بشكل واضح، فيما أعلنت السفارة
الأوكرانية في تل أبيب أن الحكومة الإسرائيلية لا تولي اهتمامًا كبيرًا لآراء
جمهورها، كما أنها تتجاهل يهود الشتات، الذين يدعمون بقوة أوكرانيا، وحربها ضد الدولة
"الإرهابية" الروسية، وندعو الحكومة الإسرائيلية لتغيير موقفها، ودعم
أوكرانيا بإجراءات وقائية، متوقعة أن تكون في الجانب الصحيح من التاريخ".
وزير الخارجية
الإسرائيلي إيلي كوهين اعتبر المواقف الأوكرانية "صعبة"، زاعما أنه
"رغم التعقيد مع روسيا، فإن إسرائيل وقفت بجانب أوكرانيا منذ بداية الحرب حتى
اليوم، وتدعم علنًا وحدة أراضيها وسيادتها، حتى إنها صوتت في المحافل الدولية
لإدانة روسيا، وأرسلت مساعدات إنسانية لأوكرانيا بطريقة غير مسبوقة، بقيمة 80
مليون شيكل إسرائيلي في 2022، وهذا العام من المقرر فرز ميزانية أعلى، في حين أن نظام
التحذير الأمني الذي سترسله إسرائيل لأوكرانيا سينقذ حياة مواطنيها".
ومع دخول الحرب
الروسية-الأوكرانية مرحلة جديدة من التوتر والسخونة، وانخراط مختلف قوى العالم
فيها، فإن الأوساط الإسرائيلية تبدي قناعتها بأنها أمام المشكلة الجيو-سياسية الأكثر
حدّة في العالم، ما زاد من تورط دولة الاحتلال فيها، سواء بالنسبة للمواقف
السياسية منها، أو الحديث المتزايد عن الدعم العسكري لأوكرانيا مع تصاعد المطالب
الأمريكية والغربية، ما يجعل من الانتقادات الأوكرانية لدولة الاحتلال مستغربة،
وتفتقر كثيرا للوجاهة والموضوعية، لأن المواقف الإسرائيلية الأخيرة بدت أكثر
انحيازا لها من روسيا.