نشرت صحيفة "غازيتا" الروسية تقريرًا، تحدثت فيه عن اعتزام
روسيا تشكيل
جيش احتياطي في القوات المسلحة الروسية بحلول نهاية الشهر الجاري وفيلق عسكري في المستقبل القريب.
ونقلت الصحيفة في
تقريرها، الذي ترجمته "عربي21"، عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أن روسيا أنهت تشكيل الأفواج الخمسة بنسبة 60 بالمئة من حيث توفير العناصر والمعدات.
وأضافت الصحيفة أن الغرض من التدابير التي تتخذها القوات المسلحة الروسية في الوقت الراهن، والتي تقوم على رفع قوام القوة القتالية للجيش الروسي إلى المستوى الضروري، لا يتمثل فقط في تعطيل الهجوم المضاد الذي تنفذه القوات المسلحة الأوكرانية وتوزيع الاحتياطيات التي تم إنشاؤها في مناطق
العمليات القتالية، بل توفير المتطلبات الأساسية اللازمة لتنفيذ المهام اللاحقة ذات الطبيعة الهجومية البحتة، وهو ما تسعى إليه قيادة القوات المسلحة الروسية.
وترجح الصحيفة إمكانية تجهيز وحدات وتشكيلات الاحتياط بالعسكريين بناءً على تخصصاتهم العسكرية المباشرة والتعيينات المباشرة؛ حيث يُزود الجيش والفيلق الناشئ حديثًا بالأسلحة والمعدات الموجودة في خدمة القوات المسلحة، وكذلك الموجودة في المستودعات والقواعد الإقليمية والمركزية، فضلا عن التوريدات من المؤسسات الصناعية.
ويفتح الوضع الراهن الباب للتساؤل عما إذا كان جيش احتياطي واحد وفيلق واحد يلبي الطلب، وهو ما يعيد الأذهان إلى تجربة "
الحرب الوطنية العظمى".
وبينت الصحيفة أن الهزائم التي لحقت بتجمعات الجيش الأحمر في بداية الحرب أجبرت القيادة السوفيتية على إدخال وحدات عسكرية كبيرة إلى المعركة من أجل استعادة جبهة الدفاع الإستراتيجي، والتي تطلبت أولاً وقبل كل شيء إنشاء جيوش وفيالق ووحدات جديدة في وقت قصير.
وفي الفترة الفاصلة بين حزيران/ يونيو وأيلول /سبتمبر من سنة 1941، تم تأسيس 20 مكتبًا جديدًا للجيوش الأسلحة المشتركة، ليناهز هذا العدد بحلول كانون الثاني/ يناير من سنة 1942 71 مكتبا.
وفيما يتعلق بالوحدات، بين 22 حزيران/ يونيو الأول من كانون الأول/ديسمبر من سنة 1941 تم إرسال 97 وحدة من القوات المسلحة يعود تكوينها إلى فترة ما قبل الحرب و194 وحدة شُكلت حديثًا إلى الجيش، بما في ذلك 35 وحدة من المليشيا الشعبية، بالإضافة إلى 94 فرقة.
وتابعت الصحيفة قائلة إنه في ذلك الوقت؛ شكلت الاحتياطيات الإستراتيجية الوسائل الرئيسية التي يمكن للقيادة العليا من خلالها التأثير على مسار ونتائج العمليات والحرب كلها. وقد أولت هيئة الأركان العامة للجيش الأحمر أهمية خاصة لإنشاء وإعداد وترميم هذه الاحتياطيات. في تلك الفترة، اعتمدت طرق مختلفة لإنشاء الاحتياطيات، وفي الفترة الأولى من الحرب تم ذلك على حساب التشكيلات الجديدة. أما في الفترة الثانية، فتم سحب التشكيلات من الجبهات النشطة في كثير من الأحيان، وتزويدها بالأسلحة والمعدات العسكرية.
وعليه، وخلال "الحرب الوطنية العظمى"، شكل مقر القيادة العليا وهيئة الأركان العامة للجيش الأحمر أكثر من 100 مكتب للأسلحة المشتركة و17 جيشًا للدبابات، وإنشاء أكثر من 112 دبابة وفرق مدفعية، وحوالي ألف بندقية وفرق مدفعية، وما يقرب من ألفين لواء منفصل وكتيبة تضم جميع أنواع القوات.
وأوضحت الصحيفة أنه من المرجح تشكيل جيش احتياطي وفيلق من طرف القوات المسلحة وفقًا للطريقة الرئيسية التي اعتمدت في الفترة الثانية من الحرب العالمية الثانية، أي سحب الوحدات والتشكيلات من المجموعات العسكرية. يلي ذلك، إجراء تدريبات تكتيكية تتضمن إطلاق النار بالذخيرة الحية، والتي دون إجرائها يمنع إرسال القوات إلى منطقة العمليات القتالية. بعد ذلك تجرى سلسلة من الفحوصات الرقابية تحدد الجاهزية النهائية للعناصر للقتال، ترسل إثرها الأفواج والوحدات إلى المناطق العملياتية المعنية.
وفي ختام التقرير، نوهت الصحيفة إلى أنه بالنسبة لأهمية الاحتياطيات الإستراتيجية، ينبغي الأخذ بعين الاعتبار القاعدة الأساسية للحرب، والتي تتلخص في الآتي؛ "يعتمد التقدم المحرز ونتيجة النضال المسلح على نسبة القوة العسكرية الكلية للأطراف المتنازعة، وكذلك على درجة توفير الدولة الإمكانيات القتالية والاقتصادية والعسكرية والأخلاقية والسياسية والتقنية العلمية وغيرها، التي تشكل في مجموعها القوة العسكرية".