شكلت ستة أحزاب
تركية معارضة تحالفا انتخابيا قبل الانتخابات البرلمانية التي أجريت في 14 أيار/
مايو الماضي، بالتزامن مع الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية، بهدف إسقاط رئيس
الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان عبر صناديق الاقتراع والعودة إلى النظام
البرلماني، إلا أن أردوغان فاز مرة أخرى في الانتخابات الرئاسية، كما أن التحالف
المعارض المعروف إعلاميا بــ"
الطاولة السداسية" لم يتمكن من الحصول على
الأغلبية في البرلمان، ما يعني أنه لم يحقق أيا من أهدافه المعلنة.
الأحزاب الأربعة
الصغيرة في التحالف لم يكن بإمكان أي واحد منها أن يحصل على مقعد في البرلمان لو
خاض الانتخابات بقوائمه، إلا أن كل واحد منها حصل على عدد من المقاعد البرلمانية
بفضل التحالف. وبعبارة أخرى، أن كلا من حزب السعادة، وحزب الديمقراطية والتقدم،
وحزب المستقبل، والحزب الديمقراطي، كان رابحا في الانتخابات البرلمانية حتى لو خسر
مرشح التحالف في الانتخابات الرئاسية. وكان الخاسر الأكبر في الانتخابات هو حزب
الشعب الجمهوري الذي رشح عددا من أعضاء الأحزاب الأربعة ضمن قوائمه، لتوافق تلك
الأحزاب على ترشيح رئيسه كمال
كليتشدار أوغلو للانتخابات الرئاسية.
الهزيمة التي مني
بها كليتشدار أوغلو أثارت استياء واسعا في صفوف حزب الشعب الجمهوري، وأدت إلى
ارتفاع أصوات تطالب بالتغيير. ويسعى كليتشدار أوغلو إلى تجاوز هذه الأزمة بتغيير
في قيادة الحزب دون أن يستقيل هو ذاته، ويأمل في تحقيق انتصار في الانتخابات
المحلية المتوقع إجراؤها بعد حوالي ثمانية أشهر، ولو من خلال توسيع المشاركة في
الطاولة من ستة أحزاب إلى ستة عشر حزبا، بحسب قوله.
يسعى كليتشدار أوغلو إلى تجاوز هذه الأزمة بتغيير في قيادة الحزب دون أن يستقيل هو ذاته، ويأمل في تحقيق انتصار في الانتخابات المحلية المتوقع إجراؤها بعد حوالي ثمانية أشهر، ولو من خلال توسيع المشاركة في الطاولة من ستة أحزاب إلى ستة عشر حزبا، حسب قوله
الحزب الجيد هو
الآخر عانى من استقالات وتململ في صفوفه بسبب تراجع شعبيته في الانتخابات الأخيرة،
إلا أن المؤتمر العام الذي تم تنظيمه قبل أيام وتمت فيه إعادة انتخاب ميرال أكشينار
رئيسة للحزب، أدى إلى التهدئة فيه ولو بشكل مؤقت في الوقت الراهن. وهاجمت أكشينار حزب
الشعب الجمهوري في كلمتها بالمؤتمر، وقالت إنها نادمة على استعارة 15 نائبا من حزب
الشعب الجمهوري من أجل تشكيل كتلة برلمانية بعد تأسيس حزبها. وكانت أكشينار سبق أن
قالت إن الحزب الجيد لم يعد مدينا لحزب الشعب الجمهوري، بل إنه "سدد دينه"
في الانتخابات المحلية السابقة، في إشارة إلى دعم مرشحي حزب الشعب الجمهوري في
كثير من المدن، في مقابل انضمام عدد من نواب هذا الأخير إلى الحزب الجيد بعد
تأسيسه ليشكل كتلته البرلمانية، ويمهد الطريق لتقبل مؤيديه تحالفه مع حزب الشعب
الجمهوري.
السؤال الذي يطرح
نفسه بعد هزيمة المعارضة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وفي ظل ما يعاني منه
حزب الشعب الجمهوري والحزب الجيد، هو: "ما مصير تحالف الطاولة السداسية؟".
رئيس حزب
السعادة، تمل كاراموللا أوغلو، صرح أمس الثلاثاء بأن تحالف الطاولة السداسية كان
تحالفا انتخابيا، وبالتالي فهو انتهى مع إجراء الانتخابات، إلا أنه استدرك قائلا إنه
قد يتم التنسيق بين الأحزاب الستة لدعم بعض المرشحين في الانتخابات المحلية.
المساومات التي سيجريها حزب الشعب الجمهوري مع الأحزاب الأخرى للحصول على دعمها ستكون صعبة للغاية، لأن كليتشدار أوغلو الذي يواجه انتقادات لاذعة من داخل حزبه بسبب منح عدد من مقاعد البرلمان من نصيب حزب الشعب الجمهوري إلى الأحزاب الأربعة الصغيرة التي لا تستحق تلك المقاعد، حسب رأي كثير من مؤيدي الحزب، لا يمكن هذه المرة أن يوزع البلديات بسخاء كما وزع مقاعد البرلمان
محللون يصفون
العلاقات بين حزب الشعب الجمهوري والحزب الجيد بــ"النكاح الكاثوليكي"،
ويرون أنهما مضطران لمواصلة تحالفهما، رغم ما نسمعه بين الفينة والأخرى من انتقادات
من هذا الطرف أو ذاك موجهة إلى الطرف الآخر. ويرى هؤلاء أن تصريحات أكشينار الأخيرة
التي هاجمت فيها حزب الشعب الجمهوري مجرد مناورة سياسية لتعزيز يدها في المساومات،
في ظل أنباء تفيد بأن الحزب الجيد سيشترط على حزب الشعب الجمهوري أن يدعم مرشحيه
في بعض المدن، مثل أنطاليا، في مقابل استمرار التحالف
بينهما.
مرشحو حزب الشعب
الجمهوري فازوا في الانتخابات المحلية السابقة في كثير من المدن الكبرى، مثل
إسطنبول وأنقرة، بفضل دعم الحزب الجيد وحزب السعادة، بالإضافة إلى دعم حزب الشعوب
الديمقراطي. ويحتاج حزب الشعب الجمهوري إلى ذات الدعم في الانتخابات المحلية
القادمة لفوز مرشحيه في تلك المدن، إلا أن الأحزاب الأخرى ترغب في الحصول على أكبر
قدر ممكن من المكاسب في مقابل ذاك الدعم، ما يعني أن المساومات التي سيجريها حزب
الشعب الجمهوري مع الأحزاب الأخرى للحصول على دعمها ستكون صعبة للغاية، لأن
كليتشدار أوغلو الذي يواجه انتقادات لاذعة من داخل حزبه بسبب منح عدد من مقاعد
البرلمان من نصيب حزب الشعب الجمهوري إلى الأحزاب الأربعة الصغيرة التي لا تستحق
تلك المقاعد، بحسب رأي كثير من مؤيدي الحزب، لا يمكن هذه المرة أن يوزع البلديات
بسخاء كما وزع مقاعد البرلمان.
twitter.com/ismail_yasa