ترصد قوات الاحتلال في المنطقة الشمالية على الحدود مع
لبنان ما وصفته بنشاطات عسكرية جديدة لحزب الله على الحدود، دون أن يكون لدى جيش الاحتلال أي تحذير استخباراتي حول نية إنشاء بؤرة عسكرية للحزب داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، بالتزامن مع إعلان الحزب قبل نحو عام عن مشروع جديد أسماه "التصميم الداخلي"، وفي إطاره بدأ الحزب بزيادة نشاطه في منطقة الحدود على مرحلتين: نقل قوات للمنطقة الحدودية، وإقامة نقاط مراقبة بالقرب منها.
أمير بوخبوط، المراسل العسكري لموقع "
ويللا" العبري، زعم أنه "بعد إنشاء النقطة العسكرية للحزب داخل إسرائيل، تم الكشف عن انكشاف جديد حول نشاطه على الحدود، المتمثل بنقل مقاتلين من قوة الرضوان من النخبة من عمق الجنوب اللبناني إلى قواعد ومواقع جديدة في المنطقة الحدودية لتشكيل قوة قتالية قادرة على اختراق الأراضي الإسرائيلية في عدة مراكز في نفس الوقت، وفي المرحلة الثانية أقام الحزب نقاط مراقبة، وخلق تواجدًا على طول الحدود على بعد عشرات الأمتار من خط الحدود الإسرائيلي، بحيث تكون قريبة جدًا من الخط الأزرق".
وأضاف في تقرير ترجمته "
عربي21"، أنه "وفقًا لمصادر في الجهاز الأمني الإسرائيلي، فإن
حزب الله ينشئ كل أسبوعين مواقع مؤقتة تحت ستار جمعية حماية البيئة، التي تضم خيامًا أو مباني مؤقتة على الحدود، وبعد ذلك تبدأ عملية ترسيخ نفسها في الميدان عن طريق تعيين الأفراد وبناء البنية التحتية، واستجابة لهذا النشاط، فإن جيش الاحتلال شرع في حملة هندسية تشمل إقامة عقبة في عدة تشكيلات على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية، بالتنسيق مع قوات اليونيفيل، ويقود المشروع قائد المنطقة الشمالية أوري غوردين".
وكشف أن "الحكومة خصصت مئات ملايين الشواقل لتمويل حفر القنوات، وبناء الجدران والسور، ووضع تقنيات متطورة في الأماكن التي توجد بها فجوات في الجمع والمراقبة، وذهبت معظم الميزانية لجيش الاحتلال، وعبروا عن ارتياحهم لمعدل تقدم البناء في المنطقة في عدة مواقع، وفي نفس الوقت، ولكن قبل شهر ونصف، ودون تحذير استخباراتي مسبق، لاحظت قوات الاحتلال نشاطًا غير عادي من قبل الحزب في منطقة جبل دوف قرب الخط الأزرق، وفق ما أكده مسؤول أمني كبير".
وأشار إلى أنه "في إطار العمليات، نصب الحزب خيمتين، وأقام فيهما عناصر مسلحين منه، وتم بناء الموقع الجديد في الأراضي الإسرائيلية، ولكن على بعد مئات الأمتار فقط من مجمع عسكري للحزب في الأراضي اللبنانية، حيث توجد قوة أكبر، كما أن الدوريات الليلية التي يقوم بها عناصر الحزب على طول الحدود خرجت مؤخرًا من هذا المجمع العسكري، وصولا للدوريات المرئية خلال النهار، بما يخالف اتفاقية 1701 الموقعة بين إسرائيل ولبنان من خلال وساطة الأمم المتحدة بعد حرب لبنان الثانية 2006".
وزعم أن "إقامة الخيام على الأراضي الإسرائيلية تمت نتيجة لسوء التقدير من قبل الحزب، ومن المعلومات المقدمة في وزارة الحرب، ورغم الإحباط الإسرائيلي، فإن النشاط في الموقع الجديد لا يشكل تهديدًا للمستوطنات الإسرائيلية البعيدة جدًا عن المكان، وعلى أي حال، فإن جيش الاحتلال يراقب بانتظام النشاط في موقع يديره مسلحو الحزب، الذي يرفض في الوقت الحالي إخلاء الخيام، وعلى ما يبدو بسبب الدعاية في وسائل الإعلام الإسرائيلية، وإصرار جيش الاحتلال على إجلائها فورًا، وإعادتها للأراضي اللبنانية".
استكمالا لهذه التطورات المتلاحقة، فإن دولة الاحتلال قدمت بالفعل شكوى للأمم المتحدة حول نشاطات حزب الله، فيما أصدر وزير الحرب يوآف غالانت تعليمات للقيادة الشمالية بالاستعداد لإزالة البنية التحتية للحزب من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبحسب التقديرات، فإن الحزب سيخلي الخيام والمسلحين أخيرًا، دون وقوع إصابات لبنانية، بزعم أن هذه ليست استراتيجية الحزب، بل خطأ من قبل عناصره الميدانية.
مع العلم أنه قبل أسبوع نقل ممثلون عن وحدة العلاقات الخارجية في الجيش الإسرائيلي لليونيفيل شكوى من توسّع موقع الحزب داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفيما زعم الجيش اللبناني أنها أراض لبنانية، فقد تم إرسال رسائل عبر القنوات الدبلوماسية والعسكرية، مفادها أنه إذا لم يخلوا المواقع التي أقيمت على الحدود، فستكون عملية هندسية لجيش الاحتلال لتنظيف المكان.