تشكل
خيمتان نصبهما، قبل نحو أسبوعين، نشطاء من
حزب الله داخل
مزارع شبعا اللبنانية التي
تحتلها "إسرائيل"، تحديا لسلطات
الاحتلال.
وبهذا
الصدد أوصى معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، حكومة الاحتلال بعدم الاكتفاء بـ"النشاط
الدبلوماسي" لدفع "حزب الله" إلى إخلاء تلك الخيام "حتى لو كلفها
ذلك خطر التدهور لمواجهة ميدانية محدودة".
وتعمل
سلطات الاحتلال على عدة مسارات من خلال قناة فرنسية وأخرى أمريكية وثالثة أممية، للضغط
على لبنان لدفع "حزب الله" لإخلاء الموقع. فيما حددت تل أبيب في رسالة تهديدية
نقلتها إلى لبنان، مهلة نهائية (لم يتم الإعلان عنها) لإزالة الخيام التي تم نصبها
"في أراضٍ سيادية لدولة إسرائيل"، على حد تعبير تل أبيب، "قبل أن تتحرك"،
وفق موقع "عرب48".
وكشف
موقع "واينت"، الأحد، عن سعي جيش الاحتلال للتواصل مع الجيش اللبناني، والضغط
عليه عبر القنوات الدبلوماسية من خلال قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)،
لدفع حزب الله إلى إخلاء الموقع وتفكيك الخيام العسكرية.
وفي
تقدير موقف نشره المعهد، الأحد، توصل الخبراء إلى استنتاجات "مقلقة" حول
ظروف وملابسات الواقعة وعواقبها على المواجهة بين تل أبيب وحزب الله، وتآكل الردع لدى
المنظمة التي "تتجرأ وتتصرف بشكل صارخ عن ذي قبل" بحسب باحثين أمنيين في
المعهد.
واعتبروا
أنه "سواء كان حزب الله يتصرف بسبب الضائقة التي يعاني منها في ظل الوضع الصعب
في لبنان، بحيث يسعى إلى شرعنة وجوده، أو ما إذا كان يتصرف على هذا النحو من منطلق
الغطرسة والثقة المفرطة بالنفس، فإن ذلك خطير ويجب العمل على وقفه".
وقال
الباحثون إنه "حسب فهمنا، فإن حزب الله أيضًا ليس معنيًا بمواجهة عسكرية واسعة،
لكنه يرى بالتطورات (داخل دولة الاحتلال) فرصة له لتحسين توازن الردع في مواجهة الجيش،
وتعزيز وجوده في جنوب لبنان وسيطرته على الحدود، معتبرين أن "حزب الله يراهن على
المصلحة الإسرائيلية في احتواء الأحداث ومنع تدهور واسع، وبالتالي فإنه لا يخشى الاحتكاك".
وجاء
في تقدير الموقف أن على حكومة الاحتلال "استنفاد الخطوات السياسية، ولكن يجب أن
تكون محددة بوقت وتركز على تأكيد شرعية تحرك إسرائيلي محتمل لإزالة الخيام".
ومع
ذلك، فقد شددت الورقة على أنه "يتوجب على إسرائيل أن تستخدم الخداع والتصميم على إزالة
الخيام حتى بتكلفة التدهور إلى مواجهة ميدانية محدودة"، مفترضا "عدم إحراز
أي تقدم ملحوظ عبر المسار الدبلوماسي" منذ الإعلان عن إقامة الموقع العسكري التابع لحزب الله.
في المقابل،
قال موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي، إن حزب الله فكك إحدى الخيمتين ونقلها
إلى الجانب اللبناني من الحدود. وأوضح أنه "لا تزال هناك خيمة واحدة في المنطقة
الخاضعة لسيادة إسرائيل يتواجد فيها ناشطون من حزب الله".
وتقدر
الأجهزة الأمنية الإسرئيلية، بحسب "واللا"، أن حزب الله "يبحث عن وسيلة
لمنع مواجهة مباشرة وسيعمل على نقل الخيمة الثانية إلى الأراضي اللبنانية".
وفي
إحاطة لوسائل إعلام إسرائيلي أكد مصدر وصف بـ"المطلع" أن حزب الله أخلى إحدى
الخيمتين، ونقلها إلى الجانب اللبناني، في حين أشارت تقارير إلى أن عدد عناصر حزب الله
في المنطقة لم يتغير، إذ إن حزب الله أخلى خيمة واحدة لكنه نقل عناصر الخيمة المخلاة
إلى الخيمة الأخرى.