سمحت
السلطات الأردنية لقاطني مناطق
الجولان السوري المحتل بدخول المملكة دون تأشيرة،
فيما قال مصدر رسمي أردني لـ"عربي21" إن القرار يخص من لا يحمل الجنسية الإسرائيلية.
وأضاف المصدر أن "الحكومة قررت
السماح لأبناء الجولان المحتل بدخول الأردن عن طريق المعبر الشمالي/ جسر الشيخ
حسين، شريطة إحضار ورقة من المجلس المحلي تثبت أنهم من أبناء الجولان".
ويأتي القرار الأردني في وقت تشترط فيه
دول عربية أن يحصل أبناء الجولان على الجنسية الإسرائيلية حتى يتمكنوا من دخول
أراضيها، الأمر الذي يعتبره محللون سياسيون "أسرلة لأبناء الجولان".
ووجد القرار الأردني ترحيبا من أبناء
الجولان السوري المحتل.. الشيخ طاهر أحمد أبو صالح من شيوخ بني معروف، علق
لـ"عربي21" على القرار الأردني معتبرا أنه سيساهم في تواصل أبناء
الجولان مع أقاربهم في
سوريا.
وشكر
الشيخ طاهر المملكة قائلا إن دروز بني معروف تربطهم علاقات طويلة وطيبة بالأردن، مذكرا
باستعانة قائد الثورة السورية سلطان باشا الأطرش، بالأردن في ثورته ضد
الاحتلال الفرنسي،
مؤكدا أن من شأن القرار أن يسهل لقاءات أبناء الجولان بذويهم في سوريا.
بينما اعتبر الصحفي والإعلامي أيمن أبو
جبل من أبناء الجولان أن القرار الأردني "جاء في الوقت الذي يعيش فيه أبناء
الجولان السوري أبشع أنواع الحصار الإسرائيلي من ناحية التواصل مع العمق العربي".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21"
أن الخطوة الأردنية تأتي في وقت يحاول فيه الاحتلال "أسرلة" أبناء
الجولان، دون وجود دعم عربي لهم، وسط ظروف مأساوية تعيشها سوريا.
ويتابع بأن الأردن هو المتنفس الوحيد لأبناء
الجولان المحتل كونهم لا يستطيعون دخول سوريا.
أما الناشط من أبناء الجولان سلمان
فخر الدين فأشار لـ"عربي21" إلى أن الأردن سيكون الرئة التي يتنفس من
خلالها أبناء الجولان المحتل وقناة التواصل مع عائلاتهم.
بدوره طالب نزيه سليمان أحد وجهاء
منطقة مجدل شمس الدول العربية بأن تتخذ قرارا مشابها لقرار الأردن بالسماح لهم بزيارتها
دون اشتراط الجنسية الإسرائيلية، مؤكدا أن أبناء الجولان يرفضون حمل الجنسية
الإسرائيلية، ويتمسكون بجنسيتهم السورية.
ويتابع: "الحكومة الإسرائيلية
تحاول الضغط علينا ومنحنا الجنسية الإسرائيلية من خلال تسهيلات السفر إلى الخارج".
ما وراء الخطوة الأردنية؟
محللون سياسيون اعتبروا أن القرار الأردني
يحمل أبعادا سياسية واقتصادية وإنسانية، فمن جانبه أكد نائب رئيس الوزراء الأسبق
ممدوح العبادي، على أن القرار جاء بالتوافق مع النظام السوري وأن أبناء الجولان
معتزون بعروبتهم وانتمائهم لسوريا".
أما رئيس الجمعية الأردنية للعلوم
السياسية، خالد شنيكات، فرأى أن القرار الأردني من المرجح أن يكون تم بتنسيق بين
الأردن وسوريا، لتسهيل تواصل أبناء الجولان المحتل وذويهم في الداخل السوري.
وأضاف أن "للقرار الأردني أبعادا اقتصادية من خلال إنعاش السياحة في الأردن، الى جانب البعد الإنساني كون أهل
الجولان المحتل لا يملكون أي تواصل مع أقاربهم داخل سوريا ولا يستطيعون السفر إلى أي
دولة أخرى".
من جانبه، رأى عضو المجلس الوطني
الفلسطيني، ورئيس جمعية جذور لحقوق المواطن، فوزي السمهوري، أن القرار الأردني
يأتي ردا على اعتراف الرئيس الأمريكي السابق ترامب بسيادة الاحتلال على مرتفعات
الجولان.
وقال إن "هذه خطوة إيجابية بعد
قرار ترامب بالاعتراف بسيادة الكيان المحتل على الجولان، فاشتراط الأردن عدم
الحصول على الجنسية الإسرائيلية يعني أن الأردن حريص جدا على عروبة الجولان".
واعترف الرئيس الأمريكي السابق دونالد
ترامب في 2019 رسميا بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان المحتلة من سوريا في عام
1967، في خطوة أشاد بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووصفها بـ"التاريخية".
وتقع المنطقة على بعد نحو 60 كيلومترا
جنوب غربي العاصمة السورية دمشق، وتضم مساحة تصل إلى نحو 120 كيلومترا مربعا.
وكانت إسرائيل قد احتلت معظم مرتفعات
الجولان من سوريا إبان حرب عام 1967، وأحبطت مساعي سوريا لاستعادة المنطقة خلال
حرب عام 1973.