يخطط
رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين
نتنياهو، لزيارة
الصين بزعم أنها قوة في
النظام الدولي، والتي ينظر إليها من قبل الكثيرين على أنها تحدٍ للرئيس الأمريكي
جو بايدن، الذي لم يرسل إلى نتنياهو بعد دعوة لزيارة واشنطن بعد أن أصبح رئيساً
للوزراء مرة أخرى، في ظل اختلاف إدارة بايدن مع حكومة الاحتلال، لا سيما في ما يتعلق
بقضايا المستوطنات والانقلاب القانوني.
البروفيسور
أفرايم عنبار رئيس معهد القدس للاستراتيجية والأمن، أكد أن "زيارة نتنياهو قد
تتمّ في وقت يتسم فيه النظام الدولي بالتنافس بين الولايات المتحدة والصين، ومن
الصعب أن نتخيل أن إسرائيل لن تقف على يمين الولايات المتحدة في هذا الصراع بين
القوتين العظميين في العالم، مع العلم أن الدعم القوي للولايات المتحدة، الحليف
الأهم لإسرائيل، يتطلب تحفظات منها تجاه علاقتها مع الصين، وليس هناك ما يدعوها
للإشارة إلى أن العلاقات معها هي نفسها بالأمس، كما أن الموقف السلبي تجاه الصين هو
أحد القضايا القليلة التي يتفق عليها النظام السياسي الأمريكي المستقطب
داخلياً".
وأضاف
في
مقال ترجمته "عربي21" أنه "لا جدوى إسرائيلية من إزعاج الأصدقاء
في الولايات المتحدة، لأن الدول الأوروبية تتجه نحو سياسة تقليص العلاقات
السياسية والاقتصادية مع الصين، حيث تتخذ إجراءات لتقليص الاستثمارات من الصين،
ومنع التجسس الصناعي والتكنولوجي، وفي الآونة الأخيرة، تحاول إسرائيل أيضًا السير
في هذا الاتجاه، ويرجع ذلك أساسًا إلى ضغوط واشنطن، حيث تتعرض حاليًا لانتقادات بسبب
سياستها تجاه حرب أوكرانيا، مع رفض الاستجابة للمطالب الأمريكية لمساعدتها في
حربها ضد روسيا، حتى لو ظهرت سياستها الحذرة تجاه أوكرانيا منطقية".
وأشار إلى أنه "ليس من الحكمة أن يتم تصوير إسرائيل بسبب زيارة رئيس وزرائها للصين على
أنها انحراف في سياستها الخارجية عن المعسكر الغربي، كما أنه يجب على إسرائيل أن تأخذ
في الاعتبار علاقاتها مع دول منطقة المحيطين الهندي والهادئ، مثل الهند واليابان
وأستراليا والفلبين وفيتنام وسنغافورة، حيث زاد الشعور لديها بالتهديد من الصين
بعد سياستها العدوانية في المنطقة، خاصة أن إسرائيل لديها علاقات اقتصادية واسعة
في المنطقة وتعاون مهمّ في المجال الأمني، وعليها أن تكون حذرة ولا تفسد
العلاقات التي أقيمت بجهد كبير بسبب الرغبة في زيادة مبيعات المنتجات الإسرائيلية
لأسواق الصين، التي لم تكن أبدًا صديقة لإسرائيل".
وأكد
أن "زيارة نتنياهو المرتقبة إلى الصين تتعارض مع أنماطها التصويتية المعادية
في الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية، فضلا عن توقيعها في مارس 2021 اتفاقية
استراتيجية مع إيران تركّز على استثمارات كبيرة مقابل خمسة وعشرين عامًا من
إمدادات النفط، ما ساعد إيران على تخفيف العزلة الاقتصادية التي فرضتها عليها
الولايات المتحدة. وفي مارس 2023، توسطت الصين بين السعودية وإيران، وبالتالي عززت
موقف الأخيرة في المنطقة. كما أن الصين من الداعمين المنتظمين للفلسطينيين، ووقعت
اتفاقية "شراكة استراتيجية" مع السلطة الفلسطينية في يونيو 2023".
يكشف
هذا الاستعراض الإسرائيلي للسياسة الصينية عن كونها إشكالية بالنسبة للاحتلال، ما
يتطلب أن تدفع أثماناً بسبب هذه المواقف السلبية تجاهها، وليس زيارتها. وفي
المقابل، فلا خيار أمام دولة الاحتلال سوى دعم الولايات المتحدة في المنظومة
العالمية، وإذا اعتقد نتنياهو أن رحلته إلى الصين مهمة، فمن المفيد للغاية إضافة
المزيد من العواصم الآسيوية إلى الرحلة، كي لا تظهر أنها مناكفة للولايات المتحدة.