استطاع فريق من الباحثين في معهد "ماكس بلانك" الألماني، من إنعاش ديدان ظلت في نوم عميق، في التربة المتجمدة بقلب
سيبيريا، منذ أكثر من 42 ألف عام.
وأشار الباحثون إلى أن الديدان ظلت على قيد الحياة عن طريق إبطاء عملية التمثيل الغذائي إلى مستويات عالية، في ظل تبريد طبيعي في تربة جليدية ذائبة.
وكشف تحليل الحمض النووي الـ"دي إن إي" أن هذه الديدان الخيطية أو المستديرة، ما إن أزيلت عنها قطع الجليد حتى بدأت تتلوى وتتحرك.
وهي أنواع مجهولة تماما لدى الباحثين، الذين رجّحوا أن هذه الحيوانات المجهرية هي أكثر الأمثلة المذهلة للبقاء على قيد الحياة لفترات تمتد لعشرات الآلاف من السنين، وتكون في حالة سبات.
وتجدر الإشارة، إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تظهر فيها بوضوح قدرة مثل هذه الكائنات على البقاء على قيد الحياة لهذه الفترات الطويلة، فيما اعتبر الباحثون أن الديدان الخيطية اليوم من بين أكثر الكائنات الحية انتشارا على وجه الأرض وأقدمها، وتسكن التربة والمياه وقاع المحيط.
وأوضح الباحثون، أن "فهم آليات بقائها على قيد الحياة، قد يغير الكثير من نظرياتنا حول أنواع العوالم التي تحيط بنا".
وقالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية "إن دودة صغيرة تعرف باسم Panagrolaimus kolymaensis من زمن الماموث الصوفي تمكنت من السفر عبر الزمن واستيقظت من جديد بعد أن تجمدت لما يقدّر بنحو 46 ألف عام" مشيرة إلى أنها "لم تكن ميتة في الواقع، ولكن في حالة سبات تسمى cryptobiosis، حيث تتوقف عن النشاط حتى تصبح عملياتها الجسدية غير قابلة للكشف".
وقال كبير مؤلفي الدراسة التي نُشرت في مجلة PLOS Genetics، والأستاذ الفخري في
معهد ماكس بلانك لبيولوجيا الخلايا الجزيئية وعلم الوراثة، البروفيسور تيموراس كورتشاليا، إنه "يمكن أن تدخل هذه الدودة الصغيرة الآن في
موسوعة غينيس للأرقام القياسية، بعد أن بقيت في حالة تعليق النشاط لفترة أطول بكثير مما يعتقد أي شخص أن ذلك ممكن" مردفا أن "تلك الدودة تشبه إلى حد ما حكاية الأميرة النائمة، ولكن على مدى فترة نوم أطول بكثير".