نشر موقع "
ميدل إيست آي" البريطاني، تقريرا عن محاولة الإمارات استغلال الأزمة السياسية داخل
الاحتلال الإسرائيلي، باستقطاب مجموعة من الأطباء.
وأوضح الموقع أن الأزمة الناتجة عن التعديلات القضائية التي يصر رئيس الحكومة بنيامين
نتنياهو على تطبيقها، أدت إلى هجرة الأطباء الإسرائيليين إلى الخارج، ما دفع الإمارات لاستغلال ذلك، وتقديم رواتب مغرية لهم بهدف استقطابهم.
ونقل الموقع عن طبيب إسرائيلي شاب يدعى شيلو (اسم وهمي)، قوله إنه كغيره من الأطباء الذين يفكرون بالهجرة بسبب الأزمة التي سببتها التعديلات القضائية..
وأضاف: "سمعت عن العديد من الأشخاص الذين يبحثون عن بدائل الآن بسبب الوضع السياسي، وأنا شخصيًا من بينهم".
وأضاف: "قضيت ست سنوات من حياتي ودفعت بمالي الخاص لأصبح طبيبًا لأشخاص لا يقدرون مدى سوء هذا التشريع، ليس فقط بالنسبة للأطباء، ولكن أيضًا بالنسبة لمرضانا".
إغراء إماراتي
تسعى الإمارات إلى استقطاب الأطباء الإسرائيليين عبر تقديم عقود مغرية لهم، بحسب تقارير إسرائيلية أوردتها "ميدل إيست آي".
ووفقًا لتقارير في وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإنه انضم الآلاف من الأطباء إلى مجموعات دردشة جماعية على وسائل التواصل الاجتماعي تبحث عن نصائح بشأن الهجرة إلى الخارج، بينما تلقى آخرون عروضًا مرتفعة المرتبة من الإمارات والبحرين، اللتين طبعتا علاقتهما مع الاحتلال في 2020.
تتضمن هذه العروض تأشيرات طويلة الأجل ورواتب تكون ثلاثة أضعاف الرواتب في إسرائيل، بالإضافة إلى فرص تعليمية وحزم توطين مريحة لأسر الأطباء.
وتأتي هذه التطورات في ظل موجة غير مسبوقة من الاحتجاجات التي لا تزال مستمرة اعتراضًا على برنامج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للإصلاح القضائي.
تهديد بانهيار المنظومة
بحسب "ميدل إيست آي"، فإن الرعاية الصحية في دولة الاحتلال معرضة للانهيار، ما يعني أن هذا التصاعد في التأزم السياسي هو جزء من السبب في أن بعض الأطباء الشباب الإسرائيليين يعيدون التفكير في مستقبلهم.
وبعيدا عن الإمارات، قال "ميدل إيست آي"، إن أوروبا تعتبر وجهة واضحة، خاصة لأولئك الذين درسوا هناك.
ونقلت عن طبيب قوله: "في الماضي، لم يكن هناك ترحيب كبير للأطباء العائدين من أوروبا بدرجة طبية، أو على الأقل لم يحصلوا على التدريب التخصصي الذي يرغبون فيه".
وأضاف: "الآن، لكن، يحظى طلاب الطب والأطباء الذين درسوا في الخارج بميزة حصولهم على شهادة أوروبية، والتي تُقبل بشكل أكبر في العديد من دول الاتحاد الأوروبي".
ووفقًا للمنظمة الدولية للتعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، فقد حصل أكثر من 60 في المائة من الأطباء في إسرائيل على شهادتهم الطبية الأولى خارج البلاد.
وهذا هو أعلى معدل بلا منازع في أي دولة من دول OECD. وقد ذكر البرتغال كوجهة مفضلة في أوروبا، في حين يوجد أيضًا مجموعات من الأطباء يبحثون عن السفر إلى الولايات المتحدة ونيوزيلندا وكندا.
فيما حذر تقرير سابق في "جيروزاليم بوست" من أن نظام الرعاية الصحية في إسرائيل يواجه "خطر الانهيار، وأن الإصلاح القضائي قد يسرع في هذه العملية".
وانضمت جمعية الطب الإسرائيلية (IMA)، التي تمثل نحو 95 في المائة من الأطباء في دولة الاحتلال، أيضًا إلى الاحتجاجات، حيث نفذت إضرابًا لمدة ساعتين في منتصف تموز/ يوليو احتجاجًا على التعديلات القضائية المقترحة.
وحذر هجائي لايفين، رئيس جمعية الأطباء الإسرائيلية للصحة العامة، مؤخرًا من أن الإصلاح القضائي قد يؤثر أيضًا بشدة على مهنة الطب.
وقال: "إلغاء هذا البند (المعقولية) سيسمح بالتحكم السياسي في المهنية الطبية - تسييس الطب - وسيؤثر سلبًا على الصحة العامة واستقلالية الطب. هذا ليس منطقيًا".
يشار إلى أن هناك نقص حاليًا في عدد الأطباء في دولة الاحتلال الإسرائيلي، إذ انضم ما لا يقل عن 3
آلاف طبيب إلى مجموعة "واتساب" للأطباء الذين يبحثون عن نصائح بشأن الانتقال إلى الخارج.
وقال الطبيب الشاب الذي تحدث إليه موقع "ميدل إيست آي": "لا أعتقد أن الأطباء كانوا يرغبون في ترك بلادهم فقط من أجل ذلك، إنها رحلة طويلة للغاية لممارسة الطب في بلد مختلف. لذلك، فإنه إذا لم يكن ذلك بسبب الوضع السياسي، فلا أرى لماذا يرغبون في الخضوع لذلك".