غادرت
سفينة ميناء أسدود في طريقها إلى أوكرانيا، ضمن مساع غربية لكسر الحصار الروسي في البحر الأسود، ما يثير التساؤلات حول تغيير في الموقف الإسرائيلي تجاه الحرب الأوكرانية.
وعلى غير العادة الإسرائيلية، وبعد الضغط الأمريكي، انضمت دولة
الاحتلال لمبادرة دولية تدين "استخدام الغذاء كسلاح حرب"، دون ذكر
روسيا بالاسم.
صحيفة "يديعوت أحرنوت" في
تقرير ترجمته "عربي21"، أشارت إلى أن "إسرائيل" أخرجت نفسها من سياسة ضبط النفس، بانضمامها لمبادرة دولية تدين موسكو "لاستخدام الغذاء كسلاح في الحرب"، بالسماح لسفينة إسرائيلية ترفع علم سيراليون بمغادرة ميناء أسدود، وهي واحدة من أول ثلاث سفن عالمية تمكنت تحت إشراف "الناتو" من الرسو بميناء الحبوب في أوكرانيا، وكسر الحصار الروسي على البحر الأسود.
واعتبرت الصحيفة أن ذلك يعد تغييرا بالاتجاه الإسرائيلي نحو الحرب الأوكرانية، رغم إصرار تل أبيب على الحفاظ على "الحياد" تجاهها.
ومنذ توليه منصبه، تجنب رئيس الوزراء بنيامين
نتنياهو إدانة روسيا علنا لغزوها أوكرانيا، وعندما سئل في مقابلات مع وسائل الإعلام الدولية لماذا تصر "إسرائيل" على البقاء على الحياد في الحرب؟ أجاب أن العلاقة مع روسيا "معقدة" للغاية، وأن مصلحة تل أبيب بتجنب أزمة مع موسكو من شأنها الإضرار بتحركات الدول المشتركة ضد أهداف إيرانية في سوريا.
وأشارت الصحيفة إلى أن "إسرائيل لا تزال ترفض بيع أنظمة أسلحة هجومية أو أنظمة دفاع صاروخي لأوكرانيا، رغم ضغوط الدول الغربية، والولايات المتحدة بالدرجة الأولى. ورغم كل هذا، فإن التعامل مع سلعة الحبوب نجحت بإخراج إسرائيل من الجلوس على السياج، عندما انضمت إلى 90 دولة أخرى بإدانة دولية بقيادة الولايات المتحدة ضد "استخدام الغذاء كوسيلة سلاح الحرب".
وأوضحت أن "إسرائيل ظهرت، بشكل مفاجئ، من بين الموقعين على المبادرة الدولية، رغم الرغبة في البقاء على الحياد في الحرب الروسية الأوكرانية، ربما لأنها قلقة من العواقب المحتملة على الأمن الغذائي وأسعار الغذاء العالمية، إذا لم يتم تمديد مبادرة حبوب البحر الأسود".
وزعم بيان إسرائيلي، أن المجتمع الدولي طالما عارض تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب، متعهدا بالعمل على وقف استخدام الغذاء كسلاح حرب.
تجدر الإشارة إلى أن روسيا لا تصوّت لصالح دولة الاحتلال في مجلس الأمن، وفي شباط/ فبراير، خلال اجتماع خاص للأمم المتحدة بمناسبة مرور عام على حرب أوكرانيا، وعد سفير الاحتلال غلعاد إردان بتوسيع المساعدات الإسرائيلية إلى كييف، وصوّت لصالح قرار يدعو لإنهاء القتال، وفي خطاب أمام الجمعية العامة، احتج على استخدام روسيا للأسلحة الإيرانية في أثناء القتال، فيما زعم نتنياهو نفسه أن إسرائيل احتجت لروسيا على تعاونها العسكري مع إيران.